كتب: أيمن قحف
في الجولة-البروتوكولية- التي تلت افتتاح معرض سيريامود الجديد ببيروت، كانت الأسئلة بسيطة واعتيادية من الوزير حسين الحاج حسن والسفير السوري علي عبد الكريم للصناعيين المشاركين، الأجوبة أيضاً كانت بسيطة، وغلبت عليها مداخلات سياسية الطابع تتحدث عن الصمود والانتصار على الإرهاب، وهذا صحيح، الصناعيون لا يتقنون كثيراً حرفة الكلام فهذا شأن السياسيين والإعلاميين، والسياسيون لا يدركون –مهما حاولوا- معنى أن تكون صناعياً وفي سورية؟!!!
الحاج محمد السواح رئيس اتحاد المصدرين لعب- كالعادة- دور المترجم والوسيط النزيه بين "لغتين وعالمين".. عالم السياسة وعالم الصناعة،وهو يشرح بمفردات بسيطة الأشياء العظيمة التي يقوم بها صناعيون رائعون ينتجون ويؤمنون فرص العمل ويصدرون ليكون لدينا "ناتج محلي إجمالي"نصمد من خلاله..
في جناح بسيط لاسم كبير يشع ضوءاً وألقاً تتلخص الحكاية أكثر،جناح شركة أسيل للملابس الداخلية"اللانجري"،الاسم الذي أصبح عالمياً وايقونة الصناعة المحترفة،هناك يقص السيد رياض التاجي –بسنواته التي تناهز الثمانين-الحكاية بعبارات بسيطة ولكنها لا تنسى..
يقول للضيوف الذين سألوه عن المصنع ذائع الصيت:لقد خسرنا كل شيء،تم تدمير المصنع وآلاته ومنتجاته في المليحة،ولكن لم نيأس،نحن نعمل اليوم "تحت الدرج"..نصنع ونصدر من"تحت الدرج"ولن نستسلم!!!!
هذا هو الصناعي السوري،هذه مقومات تفاؤلنا بالمستقبل.
في أماكن أخرى يبدي الضيوف دهشتهم من وجود صناعيين من حلب،ينتجون ويصنعون ويصدرون،من قلب حلب غير عابئين بالحرب والارهاب وانعدام الكهرباء وكل متطلبات الصناعة..ومع ذلك لم يتوقفوا!!
في جناح لجنة الزراعة في اتحاد المصدرين يبدو السيد اياد محمد فخوراً بما يعرضه في جناح صغير،جناح جميل يشبه سورية الحقيقية،زهور وعطور ونباتات جبلية وبذور يوزعها الاتحاد مجاناَ على الفلاحين،كمون وأوراق غار يتم تصديرها بملايين الدولارات..
خلف الجموع يقف رجل على وجهه ملامح الرضا ،نجاح آخر بالدورة التاسعة،محمد صيداوي الجندي المجهول الذي ينظم المعرض ويهتم بكل التفاصيل،يسهر ليصحو المشاركون على عمل متقن..
وكالة سانا أغنت التغطية بمجموعة لقاءات وتغطية مميزة نستعين بها :
فحسب –سانا-اعتبر المشاركون في معرض سيريامود الذي يقام في مركز البيال للمعارض في بيروت أن الإقبال المتميز على المعرض من الزوار العرب واللبنانيين برهن على الثقة الكبيرة بمستوى الجودة العالي الذي تتمتع به الصناعات النسيجية السورية.
وشهدت فعاليات اليوم الثاني من المعرض توقيع العديد من العقود لشراء المنتجات النسيجية السورية ما يسهم في فتح أسواق جديدة للمنتج السوري واطلاع الزبائن على احدث الموديلات التي تعرضها الشركات السورية بمواصفات تضاهي الماركات العالمية.
وفي تصريح لسانا أشار ضياء خباز من شركة أطفال الجنة إلى أن المعرض فرصة حقيقية للصناعيين لإثبات وجودهم في الأسواق العربية والعالمية لافتا إلى أهمية استقطاب عدد أكبر من الزوار القادمين من الدول العربية لتحقيق مبيعات أكبر تعود بالفائدة على المشاركين وتدعم الاقتصاد الوطني.