دمشق- سيريانديز
صحيح أن التعليمات التشغيلية لمحطات توليد الطاقة الكهربائية لا تسمح بالتشغيل لفترات طويلة حفاظاً على الجاهزة الكاملة لهذه المحطات إلا أن وزير الكهرباء المهندس محمد زهير خربوطلي طلب من القائمين على المؤسسة العامة لتوليد الطاقة الكهربائية رفع الطاقة التشغيلية للمحطات إلى حدودها القصوى وذلك لتأمين الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية خلال أيام 26 - 27 - 28 كانون الثاني الجاري أي مع المنخفض الثلجي القطبي الذي تعرضت له البلاد خلال هذه الفترة.
وزير الكهرباء أكد أن هذا الإجراء الاستثنائي ما كان ليتخذ لولا الوضع المناخي الاستثنائي الذي تعرضت له معظم محافظات القطر، الأمر الذي تطلب خطوات استثنائية من قبل الوزارة لتأمين التيار الكهربائي للمواطنين، مشيراً إلى أن الوزارة أقامت خلال الأسبوع الذي سبق المنخفض الجوي غرفة عمليات مشتركة ضمت مؤسسات التوزيع والنقل والتوليد ووضع الحلول لأي مشكلة طارئة قد تتعرض لها المنظومة الكهربائية كاملة خلال فترة المنخفض، وهذه جميعها إنما تأتي ترجمة فورية لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس الذي كان على اتصال دائم ومباشر مع الوزارة ليس فقط خلال فترة المنخفض وإنما بشكل دوري ومستمر.
وأوضح وزير الكهرباء أن الأضرار التي أصابت المنظومة الكهربائية من جراء العاصفة والتي تم إصلاحها خلال ساعات لا أيام توزعت في محافظات طرطوس ودمشق والسويداء وريف دمشق حيث فصل خط بانياس ـ السن 66 كيلو فولت، ومحطة تحويل الأمويين 66 / 20 وفصل خط قطنا ـ خان الشيح 66 كيلو فولت، وخط الكوم ـ الباسل 66 كيلو فولت، وخط جندر ـ الديماس 400 كيلو فولت.
وأضاف وزير الكهرباء إن الفرق الفنية المختصة بأعمال الصيانة والإصلاح توجهت بكامل معداتها وتجهيزاتها باتجاه منشأة نبع الفيجة في وادي بردى بريف دمشق لإصلاح جميع الأضرار (الكبيرة جداً) التي أصابت المنظومة الكهربائية في المنطقة نتيجة اعتداءات المجموعات الإرهابية المسلحة، الذين كان لهم بواسل قوات الجيش العربي السوري بالمرصاد على امتداد المساحة الجغرافية السورية.
وأشار وزير الكهرباء إلى أن الوزارة مستمرة بالتنسيق الكامل مع وزارة الموارد المائية لتأمين التغذية الكهربائية اللازمة لمحطات ضخ المياه وتأمين وصولها إلى كافة أحياء مدينة دمشق، مبيناً أنه تم تأمين أكثر من 90 % من حاجة تلك المناطق.
وحول الدعم الحكومي المقدم للقطاع كشف وزير الكهرباء أن الحكومة عملت خلال العام الماضي 2016 على رفد المنظومة الكهربائية بـ مليون و500 ألف طن من مادة الفيول لتوليد الطاقة بقيمة تصل إلى 225 مليار ليرة سورية أي ما يعادل 625 مليون ليرة سورية يومياً.
وعن جاهزية محطات التوليد أكد وزير الكهرباء وجود سببين رئيسيين ومباشرين ووحيدين وراء ارتفاع مؤشر التقنين الكهربائي وعدم إنتاج كامل حاجة القطر من الطاقة أولها وأخطرها الإرهاب الدموي الذي تمارسه العصابات التكفيرية الوهابية في بعض المناطق والاستهداف الممنهج للبنى التحتية في مختلف القطاعات، وثانيها العقوبات الاقتصادية الغربية الجائرة المفروضة بحق المواطن العربي السوري أولاً وأخيراً، موضحاً أن المحطات العاملة (في الخدمة حالياً) هي محطات دير علي والناصرية وجندر وحاجتها اليومية من مادة الفيول 8500 طن وهي تنتج ما يقارب 1400 ميغا واط، في حين تحتاج مجموعات التوليد الغازية بانياس وتشرين والزارة إلى 16 مليون و400 ألف متر مكعب لإنتاج 2600 ميغا واط، أما المحطات التي خارج الخدمة زيزون (غازية ـ 450 ميغا واط) وحلب (بخارية ـ 1000 ميغا واط) والتيم (بخارية ـ 100 ميغا واط) تنتج 1550 ميغا واط ساعي، يضاف إليها محطة محردة (بخارية ـ 450 ميغا واط) وهي متوقفة عن العمل نتيجة التعدي على خطوط النقل، ليصل إجمالي ما هو متوقف عن الإنتاج إلى 2000 ميغا واط ساعي.
يضاف إلى كل ذلك الاعتداء الممنهج للمجموعات الإرهابية المسلحة على حقول الغاز في المنطقة الشرقية في محافظة حمص والذي تسبب بخسارة ما يقارب ثلاثة ملايين متر مكعب من الغاز يومياً أي ما يعادل ثلاثة آلاف طن فيول قادرة على إنتاج 450 ميغا واط يومياً.