مفيدة كاسو
عضو مجلس محافظة اللاذقية
لا يوجد تعريف بالمفهوم الاكاديمي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وذلك بسبب الاختلاف بين طبيعة النظام الاقتصادي للدول ، واختلاف المعايير المستخدمة في تحديد طبيعة المشروعات، إذا ما كانت صغيرة أو متوسطة أو كبيرة، وذلك حسب عدد العمال أو حجم رأس المال في المشروع أو التكنولوجيا المستخدمة .
ففي بريطانيا على سبيل المثال يختلف القطاع، فقد يكون مشروع في قطاع الصناعات الكيماوية صغير الحجم، إلا انه في الصناعات الهندسية ليس كذلك في حال استخدام نفس المعيار .
وفي اليابان يعرف المشروع الصغير بأنه مشروع لا يقل عدد العاملين فيه عن 300 عامل، وعن 100 عامل، إذا كان المشروع في قطاع الخدمات .
وفي الدول النامية يرتبط التعريف بطبيعة النظام الاقتصادي السائد ، ومستوى النمو الاقتصادي، ففي أندونيسيا يعدّ المشروع صغيراً عندما يكون عدد العاملين فيه يتراوح ما بين 5-9 عمال ، وفي الأردن عندما لا يتجاوز أربعة أشخاص .
المشاريع الصغيرة والمتوسطة لها دور وأهمية كبيرة في دعم ورفد الاقتصاد الوطني للدول سواء كانت متقدمة أو نامية، وتحقق هذه المنشآت مجموعة من المزايا، فهي توفر مصدر منافسة للمنشآت الكبيرة، وتحدّ من قدرتها على التحكم في الأسعار، وتعمل على توفير وظائف وفرص عمل، كما أنها عبارة عن بذور أساسية للمشروعات الكبيرة، مثل شركة( بينيتون) على سبيل المثال، وتوفر بيئة عمل ملائمة، حيث يعمل صاحب المشروع والعاملين جنباً إلى جنب لمصلحتهم المشتركة ، وتعمل هذه المشروعات على تطوير وتنمية المناطق الأقل حظاً في النمو، والتنمية، إضافة إلى أنها تعتبر من المجالات الخصبة لتطوير الإبداعات والأفكار الجدية .
انطلاقاً من أهمية هذه المشاريع، يجب التعاطي معها بجدية ، والعمل على إنجاحها من خلال تبني ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وخلق البيئة الإيجابية المشجعة لإقامتها، وتقديم الحوافز التشجيعية، وعلى رأسها الإعفاءات الضريبية لفترة محددة، وعدم السماح للشركات الكبيرة بممارسة نشاط ثانوي، ينافس المشاريع الصغيرة والمتوسطة، أيضاً إنشاء مؤسسة أو هيئة حكومية، أو وزارة خاصة بها، كوزارة المشاريع الصغيرة والمتوسطة في سيريلانكا، لرعاية هذه المشاريع نظراً لأهميتها الاقتصادية، وإنشاء صندوق لضمان القروض، بحيث يساهم في تذليل المعوقات المتعلقة بارتفاع وتعدد الضمانات المطلوبة من المتقدمين للقروض، إضافة لتقديمه كضمانات للجهات المقرضة، والاطلاع على تجارب الدول الاخرى في مجال المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والاستفادة من تجاربهم في تنمية هذا القطاع وتطويره .
إن الثورة الصناعية التي شهدتها أوروبا في القرن الثامن عشر انطلقت من المشاغل والمنشآت الصغيرة التي كانت موجودة آنذاك.