سيريانديز - اللاذقية - تمام ضاهر
أكدت مديرة مركز (تطوير) باللاذقية هبة العجيلي لسيريانديز : إن مركز تطوير هو مركز تدريبي مختص بإدارة الأعمال والتنمية البشرية ، وكل ما يتعلق بمهارات التواصل ، وخدمة الزبائن والمبيعات ، والموارد البشرية .
وأضافت : في ظل التنافس الكبير على الوظائف ، أصبح من الضروري أن يمتلك المرشح مهارات شخصية تساعده في دخول سوق العمل ، من هنا ظهر قسم التدريب ، والذي يعتبر جديداً على بلدنا ، خاصة أنه يساعد في تغيير الفرد من خلال ذاته كشخص.
وقالت العجيلي : هذا الأمر ينسحب على طريق التواصل مع الآخرين ، إن كان في سوق العمل من خلال التواصل مع الزملاء ، أو من خلال طريقة التواصل مع الإدارة ، ما ينعكس بشكل إيجابي على الإنتاج.
مضيفةً : يقوم مركز تطوير بتقديم دورات و(دبلومات) في إدارة الأعمال ، إضافة إلى قسم تطوير الذات ، وذلك عبر نشر التفكير الإيجابي في المجتمع ، خاصة في ظل الوضع الذي نعيشه في سورية ، حيث نعاني من ضغوط نفسية كبيرة ، والأمل أن نستقبل مرحلة ما بعد الأزمة بشباب يتمتعون بفكر إيجابي ، وفق وسائل ومهارات نفسية .
وقالت : رسالتي كهبة العجيلي هي : نشر التفكير الإيجابي ، ونحن لا نستطيع تغيير العالم أو تغيير الظروف المحيطة ، لأننا جميعاً وُضعنا في مكان مفروض علينا ، لكن ، عند التركيز على قضية أن الإنسان مسؤول عن نفسه ، وأنه محور دائرة تأثيره ، يحيط نفسه بأفكار إيجابية بما هو قادر على القيام به .
وبالنسبة لرسالة مركز (تطوير) فهي وصول التدريب إلى كل بيت في سورية ، ليمتلك كل فرد فينا مهارات فعّالة بالتواصل مع نفسه ومع الآخر ، وعند الوصول إلى هذه النتيجة ، نكون قد أثرنا بطريقة إيجابية لنساعد في أن تكون بلدنا أفضل .
وعن صدى هذا العمل خاصة بعد تكريمها في مصر مؤخراً قالت : كانت هناك دعوة من مهرجان (أوسكار إيجيبت) والتي تقوم بتكريم شباب متميزين ، و كنت مدعوة على صعيد سورية للتكريم كمدربة متميزة .
مضيفةً : سبق ذلك دعوة إلى مصر سنة 2011 ، نتيجة قيامي بكورس تدريبي هناك ، وذلك كصدى للعمل ونشاطي عبر صفحتي على موقع فايسبوك ، ونظرتي للتفكير الإيجابي ، وكم أن هذا الأمر قادر على التغيير في الناس ، من هنا أحب المسؤولون عن المهرجان الفكرة ، وقدموا لي هذه الشهادة كمدربة متميزة.
وعن علم البرمجة اللغوية العصبية الذي تنامى مؤخراً في في سورية قالت : هو علم برمجة الأعصاب لغوياً ، ومفاده كم أن اللغة مهمة في تواصلنا مع أنفسنا ، وبتأثيرها على جهازنا العصبي ، أما المؤسسين الحقيقيين لهذا العلم فهما (ريتشارد باندلر) و(جون جريندر) وهذان الشخصان تعاملا مع العقل البشري كجهاز كمبيوتر .
وطالما أن الإنسان هو من اخترع الكمبيوتر ، فهو لابد يستطيع إدخال التعديلات عليه ، والسؤال هو هل من الممكن للإنسان أن يعدل في عقله ؟ وفي البرامج والملفات الموجودة فيه ؟ وأضافت : بالنسبة لنا في الشرق كل الأديان السماوية والعلوم الروحانية دعت للتفاؤل ، وعززت فكرة أن يكون تفكيرك إيجابياً ، وأن تكون شخصاً إيجابياً ، وهناك كثير من الأسماء التي دعمت ذلك.
وعن الأشخاص الذين تأثرت بهم قالت : أكثرهم ، وهو بمثابة أستاذ لي ، الأستاذ عيسى المحمد الذي تكلم عن الطاقة بطريقة علمية جداً ، ومنطقية ، وتحدث عن تأثير العقل والأفكار ، ولديه العديد من المؤلفات ، إضافة إلى (ستيفين كوفي) وهو صاحب كتاب العادات السبع للناس الأكثر فعالية في المجتمع ، و(أنتوني روبنس) صاحب كتاب أيقظ قواك الخفية وهم أشخاص كان لهم أثر كبير في حياتي .
وعن حاجتنا في سورية إلى علوم التطوير التي تعنى بتفكيرنا الإيجابي للخروج من نفق الازمة في ظل الحرب قالت العجيلي : نحن بلد حضارة ، و العلم لدينا إلزامي بخلاف العديد من البلدان ، و مهم جداً أن ننتبه إلى عقلنا ، وتطورنا وفي رسالتي هذه أقول : يجب على كل فرد أن ينظر إلى الدائرة التي يؤثر فيها ، لأنه عند التركيز في الأمر الذي يستطيع القيام به ، يساهم في الخروج من الأزمة .
وأضافت : كنا أهل حضارة ، وسنبقى أهلاً للحضارة ، وسنبقى بالعلم نبني حياتنا ، وهنا أدعو للتوجه إلى العلوم التي تساعدنا في بناء أنفسنا ، لأننا نحتاج هذا الشيء في هذا الوقت ، نحتاج إلى تدعيم الجيل الجديد بالعلم وتدعيم قدراته ، فالعقل البشري حينها قادر على الابتكار ، وبما أننا ورثة حضارة ، ينبغي أن نكون قادرين على توريث الحضارة .
وعن ضرورة وصول هذه العلوم إلى الأطفال عبر المؤسسات والوزارت المعنية قالت :
أهم الأشياء المطلوبة في مناهجنا ، هي قسم التفكير الإيجابي ، في ظل إعلام وبرامج أطفال تحتاج إلى الفلترة ، وإعادة برمجة رسالتها ، لما تحتويه من عنف ، ورسائل غير صحيحة تُرسل إلى العقل اللاواعي ، من هنا لا بد من التوجه إلى الطفل منذ نعومة أظفاره ، فهو أيضاً يجب أن يُبرمج بانه قادر على الفعل ، وأن لا يكون محاط ببرمجات خارجية ، او ضغوطات ، وأنه كفرد قادر على ان ينتج ، وذلك من خلال تركيز عقله ، وأفكاره ، ووضع أهدافه بطريقة منظمة .
وأضافت : حين نبدأ بهذا الموضوع ، نضمن ان يكون لدينا جيلاً قادراً على أن يبني بطريقة فعالة ، ولا ننسى وجود الضخ الفضائي عبر وسائل الإعلام ، من هنا لا بد من وجود حصة دراسية او حصتين في الأسبوع ، بعيداً عن الكمبيوتر والانترنت وكل هذه الوسائل التي تسهم بشكل سلبي .
وعن العقل اللاواعي وطريقة إيصال الرسائل له من خلال عمل مركز (تطوير) وكمثال عن الآلية التي يتم بها إيصال هذه الرسائل قالت : في ختام كل (كورس) في مثل هذا النوع من الدورات ، نشتغل على العقل الواعي ، والعقل اللاواعي للإنسان ، والهدف في النتيجة أن نقوي الإنسان ، ونساعده على تلقي الأساليب والمهارات التي تساعده على البناء في حياته ، وأنا كابنة لهذا البلد الغالي كانت رسالتي ضمن هذه (الكورسات) ، عبر أغنية وطنية لبلدي الغالي سورية ، وهي أغنية سورية يا حبيبتي ، وهي رسالة بصوت عال نذكر من هم داخل القاعة ومن هم خارجها بأنهم سوريون ، وأنك عندما تضع نصب عينيك النجاح فأنت حينها تساعد بلدك لينجح ، ولكي نقول لكل العالم نحن بلد حضارة رغم الازمة والضغوط ، والاقتصاد وسواه .
وأضافت : رغم كل ذلك ما نزال نُحصّل العلم ونواكب التطوير في العالم وهي أهم رسالة لا واعية للعالم أجمع بأننا اهل الأبجدية ، وأن طائر الفينيق الذي يمثل سورية سينهض ويحلق ويعود أقوى مما كان .
وختمت بالقول : كان لكتاب الدكتور ابراهيم الفقي ، الذي يتحدث عن ضرورة وضع المرء أهدافه الخاصة به ، بوصلة التغيير في حياتي ، فتحولت من طالبة راسبة ، إلى جامعية متفوقة ، فمدربة في مركز حديث خاص بي ، يعنى بعلوم البرمجة اللغوية العصبية ، وأساليب التفكير الإيجابي .