سيريانديز - مكتب اللاذقية – زهرة أحمد
يعيش السوريون أشد الأوقات مرارة في هذه الأيام بسبب الغلاء الفاحش الذي يلتهم مرتباتهم الشهرية بعد بضعة أيام من حصولهم عليها, فلم يعد يشغل تفكير المواطن السوري سوى كيفية تأمين مستلزمات عائلته من غذاء وملبس ؟
و الآن نحن أمام واقع سيء لا يمكن السكوت عنه ,حيث أصبح حديث الناس كباراً وصغاراً وحتى شيوخاً واحد وهو الدولار الذي إذا ارتفع اليوم سيتبعه ارتفاع شديد في الأسعار .
غياب الرقابة ..!!
بعد تراجع القدرة الشرائية لدى المواطن وانخفاض مستوى المعيشة إلى حد كبير , أصبح السوريون يخشون من ارتفاع جنوني أكثر في الأسعار , فلم يعد بإمكانهم التحمل أكثر , ولم يعد الدخل الشهري يناسب متطلبات الأسرة , وفي أغلب الاحيان ورغم هبوط سعر صرف الدولار إلّا أن الأسعار تبقى ثابتة دون أي تغيير يحصل عليها , وهذا الأمر يثير غضب الشارع السّوري ويدفعه للسؤال : أين الرقابة ؟
ابو رامي شكى لسيريانديز سوء حالته المعيشية وسط هذا الغلاء الحاد , ووصف الوضع الراهن بالسوء الشديد , منتقداً إجراءات الحكومة جراء هذا الفساد الحاصل, واصفاً إجراءاتها بالقاصرة.
من جهة أخرى ترى أروى [ موظفة ] بأن الأسعار نار وأن المواطن لم يعد يستطيع تأمين لقمة العيش , وأن الرواتب ضعيفة والدولار يشبه اللعبة يوماً يرتفع ويوماً ينخفض دون تغيير يذكر على الأسعار.
وتتساءل : أين الرقابة ؟ وأين الحزم والجدية التي تتكلم عنه الجهات المختصة ؟
حاميها حراميها ..؟؟ !!
يتحدث مجد عن استغلال تجار الأزمة لوضع البلد فهم دون رحمة وهمهم الوحيد مصالحهم الشخصية , ويركز حديثه على شركتين تجاريتين معروفتين تنتجان المواد الغذائية , فرغم هبوط سعر صرف الدولار إلّا أن هاتين الشركتين تزيدان في أسعارهما , وإحداهما في كل زيادة تطرأ على سعر الصرف تضاعف أسعارها مجدداً , ويردد جملة [ مو حرام علبة الجبنة ب350 ل.س , وحليب الأطفال ب3000 ل.س ] ويتهم الرقابة بالتقصير وأنها تقوم بجولات وهمية على المحال التجارية بحثاً عن رزقها .
مجد يوجه سؤاله للجهات المختصة قائلاً : لماذا تأتون لمحاسبة بائع بسيط لا علاقة له بشيء ؟ حاسبوا التجار الكبار , حاسبوا من ينهب الشعب الفقير ويتاجر بدماء أبنائه ، هؤلاء لا همّ لهم إلا جيوبهم , وأرصدتهم في البنوك.
قلبي عالبلد
رغم كل ما سبق ذكره إلّا أن هناك مواطنين لا همّ لهم سوى الوطن .
حبهم لسورية لا يسمح لهم باستغلال الناس ومحاربة لقمة عيشهم , اسمها (نوشيك) وهي تعمل منذ أكثر من خمسة عشر عاماً في إحدى الماركات التجارية المعروفة , لكنها مختلفة تماماً عن بقية التجار ولا تبحث عن مصلحة شخصية , رغم امتلاكها جنسية أخرى غير السّورية فهي وكما قالت لنا : لم ولن تفكر يوماً بمغادرة وطنها . بل ستبقى هنا متمسكة بأرضها ووطنها .
وتحدثت (نوشيك) عن أسعار شركتها التجارية المعروفة , وأنهم دائماً يسعون إلى وضع أسعار مدروسة تتناسب مع ذوي الدخل المحدود , وهم بدورهم يسعون أيضاً إلى دعم الاقتصاد الوطني ومحاربة الدولار الذي لا رحمة له .
لنا كلمة : إن الوضع الاقتصادي المتدهور سيزيد سوءاً إن لم نجد له حلولاً سريعة تخفف الأعباء الجسيمة عن كاهل المواطن , الذي أثقلته هموم الحرب الدائرة , فالاقتصاد هو عصب الحياة والبلاد والعباد .