سيريانديز-مكتب اللاذقية-ياسر حيدر
أقامت الرابطة السورية لأمراض وزرع الكلية مؤتمرها العلمي السنوي الأول تحت عنوان : أساسيات التنقية لدى مرضى القصور الكلوي ، وذلك يوم الخميس في منتجع الشاطئ الأزرق في اللاذقية , بحضور عدد من أطباء الكلى في جميع المحافظات السورية ووكلاء عن شركات أدوية أجنبية ومحلية تعنى بصناعة المستلزمات الطبية الخاصة بالكلى .
رئيس الرابطة السورية لأمراض الكلية د. حسان سلوم أكد لسيريانديز أن هدف المعالجة بالتنقية هو إعادة المريض الى الفعالية الإجتماعية وتأهيله ليكون فاعل ومنتج في المجتمع وليس فقط إطالة عمره, ولذلك عند العودة الى الأساسيات نستطيع أن ننطلق معها الى إعادة تأهيله ودمجه في المجتمع وتفعيل دوره.
مضيفاً : إن مشكلة إعادة المرضى للمجتمع ودمجهم به هي مشكلة موجودة لدى الكادر الصحي المتمثل بالأطباء وليست في المريض إذ أن الكادر الصحي هو الذي يخطط طريقة المعالجة ويبرمج من خلالها إعادة تأهيل للمريض ضمن تطبيقات فيزيولوجية جديدة مطبقة على الأجهزة الحديثة.
مثنياً بدوره على الجهود المبذولة من قبل الدولة في استقدام أحدث الأجهزة رغم الحصار الكبير, إذ أن التنقية لا تزال مجانية بالكامل ولم يكن هنالك مشكلة أبداً في إحضار الأجهزة الحديثة الى البلد وإنما تكمن المشكلة أحياناً في الضغط الحاصل على بعض مراكز التنقية في المحافظات.
رئيسة مركز التنقية الدموية في اللاذقية الطبيبة منى الراهب صرحت لسيريانديز قائلة: أقامت الرابطة مؤتمرها الأول وذلك استمراراً لبرنامج الأيام الكلوية في الساحل في ندوته السابعة, حيث أن جميع المحافظات السورية تعرضت الى مشاكل وصعوبات بسبب الوضع الإقتصادي والتهجير, وحالياً ستضع الرابطة توصيات ونمط عمل موحد لمراكز غسل الكلى في المحافظات إضافة الى تقديم الدعم والخبرة لأطباء الكلى المتخرجين حديثاً.
مؤكدةً أنه منذ عام 2014 ومريض الساحل السوري ممن قام بزرع كلية في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة يأخذ الدواء الخاص به ضمن برتوكولات الزرع في سورية من عيادة الزرع في مديرية الصحة في اللاذقية, متخلصاً بذلك من عناء السفر الى دمشق لإحضاره.
منوهةً في نفس الوقت أن الرابطة لم تتعرض لنقص أو انقطاع في المواد أبداً وذلك لوجود دعم دائم من الشركات الوطنية للأدوية رغم الظروف الإقتصادية السيئة إضافة الى وجود عدد من الشرفاء والمخلصين لسورية ممن تواصلوا مع الدول الآسيوية الشرقية كالهند وإيران, ولكن فاعلية الأدوية ونوعيتها اختلفت قليلاً, وإن محافظة اللاذقية لازالت تستقبل مرضى تنقية الكلى منذ عام 2011 وحتى الأن, ومؤخراً تم إعادة مرضى محافظة حماه الى مدينتهم ومرضى الغاب الى مركز السقيلبية لعودة الأمن والأمان الى تلك المناطق.
طبيبة الكلية الأولى في سورية سحر دامرلي تحدثت عن اختلاطات الكلية الصناعية, إذ أن الكثير من المرضى يتعرضون لمشاكل كارتفاع الضغط و انحلال الدم أو بعض الإضرابات النفسية والهضمية خلال جلسة غسيل الكلى مما يتطلب إجراءات إسعافية سريعة لإعادة عملية التنقية الى مسارها الصحيح.
سيريانديز التقت مع الوكيل المشرف لشركة أفاميا للصناعات الدوائية د. سامر سلامة, والذي قال: كانت أدوية أمراض الكلى حكراً على الشركات الأجنبية ولكن بعد الأزمة كان هنالك حاجة ماسة لإيجاد بديل مناسب ذو مواصفات جيدة لسد النقص الحاصل.
مؤكداً وجود مشاكل عديدة تواجه شركات الصناعات الدوائية في سورية تتمثل في صعوبة تأمين المواد الأولية ونقلها عبر المحافظات السورية قبل وبعد الإنتاج, حيث كانت شركات الصناعات الدوائية في سورية تسد ما يقارب 90% من حاجة سورية قبل الأزمة.
والجدير بالذكر: إن مريض الكلية يكلف الدولة ما يقارب 50 ألف ليرة سورية في كل جلسة غسيل كلى, إذ أنه يحتاج كحد أدنى الى الى جلستين اسبوعياً, والعمل مستمر ضمن برنامج محدد يضم أربع ورديات في اليوم مدتها أربع ساعات وكل وردية تستقبل ما بين 50 و 55 مريضاً .