سيريانديز- مكتب اللاذقية - رشا ريّا
وجهتنا كانت إلى المركز الثقافي في اللاذقية لحضور محاضرةٍ بعنوان "لواء اسكندرون بين الماضي والحاضر ".
درجة واحدة, درجتان, طابق أول , وثانٍ صعدنا السلم مسرعين لنصل إلى قاعة النشاطات التي يلقي فيها "هيثم طالب" محاضرته, المفاجئ كان قلة الحضور الذي لم يتعدى خمسة عشر نفراً بعضهم كان قد قرر أخذ "قيلولة" ريثما ينتهي المحاضر من محاضرته, حالماً باستعادة اللواء دونما حاجةٍ لسماع ما يقال, فيما اكتفى البعض الآخر بالشرود مفكراً ربما بما سيفعله بعد حين, فيما قلة كانوا ينصتون لما يقوله المحاضر عن أرضٍ هي في ذاكرة السوريين جزء لا يتجزأ من أرضهم .
جلسنا قرب أحد الأشخاص الذين فشلوا في التركيز على المحاضرة , فكان يغفو حيناً ويستيقظ حيناً آخر محاولاً الإستماع .
"طالب" الذي كانت علامات الإنسجام والعشق للواء واضحة على مُحياه, لم يستطع إخفاء علامات حزنه ، فتارةً يضع رأسه بين أوراقه, وتارةً أخرى يلقي نظرةً سريعة على أحد المنسجمين معه ليعود ويكمل حديثه بالكثير من العمق عن لواء اسكندرون كيف كان ما قبل الاغتصاب التركي ؟ وكيف تمت سرقته في أمر دبر بليل بين الأتراك والفرنسيين.
بعد ساعتين، ما عاد بإمكان الأستاذ هيثم كبت مشاعر الغضب إزاء ردة فعل الحضور على قلته كيف يخفيه ؟ وهو يتحدث عن جزء من أراضي الجمهورية العربية السورية, وكيف لا يبدي تعجبه وقد كبر المواطن السوري على حب الأرض والتمسك بها.
استيقظ النائمون فجأة وسط نظرات استنكارٍ ممن كانوا منسجمين مع المحاضرة القيمة, ليخرج "طالب" فيتحاور مع من كان مهتماً بحديثه, علّه يستشعر أن هناك من يقدر جهده المبذول في إعداد محاضرته هذه و يشاركه حبه و اشتياقه لسيادة "اللواء (لواء اسكندرون ) .
أنهى حديثه مسرعاً وقفز أدراج المركز الثقافي, عشرة, عشرون, لكن أحاسيسه ما عادت إياها .
من خلال ما رأيناه نقول : هل بالإمكان اتخاذ معاناة الشعب السوري خلال الأزمة كعذرٍ يبرر عدم الاهتمام بمحاضرة لا كغيرها من المحاضرات.
والسؤال : لماذا يكلف البعض نفسه عناء الحضور إلى اللامبالاة؟