جنيف-رئيس التحرير-خاص سيريانديز
الحوار السوري في جنيف مبني أساساً على وجود الوسطاء،الوسطاء المعلنون الرسميون هم المبعوث الدولي دي ميستورا وفريقه الأممي الذين سيلتقون على مدار الأيام القادمة وفد الحكومة السورية ووفود المعارضات في جولات مكوكية ذات طابع اجرائي في البداية وربما ذات طابع "بناء الثقة"كما يصفها البعض..
خارج قاعات اللقاء الرسمية ينشط الوسطاء والسفراء في حركة"محمومة"لتسجيل موقف أو تعديل تركيبة ما أو ايصال رسالة..
الحركة في معظمها باتجاه المعارضات التي يتواصل وفودها إلى جنيف،حيث أن الوفد الحكومي جاء برؤية واضحة وتوجهات محددة مستقاة من جهة من تفاهمات فيينا ومدعومة من وقائع الميدان التي غيرت كل الموازين..
على مقربة من فندق رويال في جنيف،في مقهى رصيفي ،وتحت طقس ربيعي مشمس وجدت نفسي أقتحم حديثاً جاداً جمع الدكتور قدري جميل والسفير أنور عبد الهادي-مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية بدمشق..
كنت أود فقط إلقاء التحية بالنظر للصداقة التي كانت بدأت تربطني بالدكتور قدري جميل لدى توليه منصب نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وقبل أن توقفها خلافات وجهات النظر في مقاربة الشأن الاقتصادي!
لكن الاستقبال اللطيف،والحس الصحفي جعلني أجلس قليلاً مع الرجلين تحت شمس جنيف الدافئة..
أعرف تماماً ماذا يفعل قدري جميل في جنيف،لكنني توقعت أن عبد الهادي موجود بالمصادفة في نفس التوقيت؟!!
من خلال الحديث المتشعب،والذي لم يأخذ أبداً طابع التصريح الصحفي للأمانة،استطعت أن أفهم أنه ليس من قبيل المصادفة أن يتواجد السفير أنور عبد الهادي في جنيف اليوم؟!!!
يبدو أن الرجل الذي يتحرك في قصر الأمم المتحدة ويتواصل مع بعض السفراء ومع قوى المعارضة يواصل ما تقوم به السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس من دور ايجابي توفيقي تجاه الأزمة السورية..
تحركات الرجل تحظى بالقبول والاحترام،لا يحتاج الإذن من أحد بالطبع،لكنه يضع المبعوث الدولي في صورة ما يصل إليه..
أولويات الدور الفلسطيني واضحة:إنهاء الأزمة والحفاظ على وحدة سورية والحوار السوري،وفي ذلك مصلحة جوهرية لفلسطين والقضية الفلسطينية لأنها ستعود للاهتمام العربي والدولي الذي أفقدها إياه ما يسمى بالـ"ربيع العربي"وخاصة الأزمة السورية..
أعود بالذاكرة إلى ما نشرته صحيفة الأخبار بقلم سامي كليب منذ عامين تقريباً لأجد الجواب الواضح:
لماذا لعب «أبو مازن» كل هذه الأدوار؟ معارض سوري قريب منه يقول: «كان في ذهنه أن إنقاذ سوريا مهم للقضية الفلسطينية، لأنها لو سقطت لضاعت فلسطين. وفي ذهنه، أيضاً، أن الحل السلمي هو نقيض الحلول التي ذهبت برياحها حركة حماس. وفي ذهنه، أخيراً، أن العلاقة القوية مع سوريا وانفتاح الغرب على إيران الحليفة لسوريا يمكن أن يشكلا له سنداً لمواجهة الهجمة الأميركية الإسرائيلية عليه حالياً لفرض حل على أساس يهودية الدولة».
محاولات ربما لم تظهر كثيراً في الإعلام، لكنها لا شك أعطت بعض الثمار، وخصوصاً إذا ما علمنا أن علاقة «أبو مازن» تحسّنت كثيراً مع السلطة السورية في الأعوام الثلاثة الماضية. يُحسب له، في كل الأحوال، أنه حاول إنقاذ سوريا التي احتضنت الفلسطينيين ودعمت قضاياهم طويلاً، بينما كثير من العرب ساهموا في تدميرها.
قدري جميل لسيريانديز:لن نتخلى عن المنصة التي حصلنا عليها في فيينا
قبل أن أودع الرجلين سألت الدكتور قدري جميل:ما الذي يدور في ذهنكم حالياً في هذه المرحلة المتقدمة على طريق الحل؟
أجاب بوضوح:
نحن ننتظر استكمال وفدنا،وهو كامل الصلاحيات،وننتظر حل مشكلة التمثيل الكردي فهو جزء منا،ولن نتخلى عن المنصة التي حصلنا عليها في فيينا والتي كسرت احتكار الائتلاف..
ويعتقد جميل أن أهم ما يمكن القيام به اليوم هو رفع الحصار عن جميع المناطق المحاصرة من جميع الأطراف والعمل على رفع الحصار الاقتصادي الخارجي والعقوبات عن الشعب السوري،فهي اجراءات تفتح بوابة أمل وتفاؤل للشعب السوري وتعطي الثقة بالمفاوضات وبدور الأمم المتحدة..