المركز الوطني لاختصاصات طب الأسنان نواة لتطوير المهنة ورفع سوية الأطباء.. د.ديب:استخدام التكنولوجيا وتنشيط السياحة الطبية وتصدير أبحاث علميّة يحتذى بها
إنجاز هو الأوَّل من نوعه في سورية ..وصرحٌ حضاريٌ جديد يعكس إرادة العقول النيّرة , و سعيها بالعلم والعمل لبلسمة جراح الوطن النازفة..وإعادة الألق إليه والمضي به قدماً رغم الحرب ..
فبعد جهود حثيثة افتتح الدكتور وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراءالمركز الوطني لاختصاصات طب الأسنان و البورد السوري بدمشق , والذي يعد من المراكز الاختصاصية النوعية الهادفة للارتقاء بسوية الخدمات المقدمة للمواطنين , ورفع سوية الأطباء المهنية والعلمية , عبر توفير مستوى عالٍ من التَّأهيل والتَّدريب لسبعة اختصاصات أقامتها وزارة الصِّحة وأقرَّتها المجالس العلمية للهيئة السُّورية للاختصاصات الطِّبية .
وأوضحت نقيب أطباء الأسنان في سورية الدكتورة فاديه ديب في حديث للفضائية السورية أن فكرة المركز الوطني لاختصاصات طب الأسنان ثمرة للتَّعاون المشترك حيث أن قدرة وزارة الصِّحة و وزارة التعليم العالي على تخريج اختصاصات في طب الأسنان وإعطاء شهادات الماجستير والدكتوراه محدودة جدا , فهناك ثلاث اختصاصات فقط (تقويم الأسنان - أمراض النسج - وجراحة الفكين ) علما أنه تم افتتاح خمس اختصاصات جديدة في طب الأسنان( زرع الأسنان - تجميل الأسنان –مداواة الأسنان – التعويضات السنية – وطب أسنان الأطفال ) ولكن الخريجين في هذه الاختصاصات غير موجودين , لذلك كان لابد من التشارُكيَّة ضمن كفاءات ومعايير الجودة العالميّة الإيزو وتطبيق هذه المعايير للحصول على اعتراف الجودة العالمي , مضيفةً أنه سيتم افتتاح اختصاصين جديدين في المركز بالإضافة للاختصاصات السابقة وهما ( طب الأسنان الشرعي – و طب الأسنان الشعاعي )
وأشارت ديب إلى أن الهدف من افتتاح المركز ليس فقط تدريب أطباء الأسنان لنيل شهادات الاختصاصات , مع أنه هدف سامي يتماشى مع الخطة المستقبلية لنقابة الأسنان بأن تمنع وجود عيادات عامة مفردة , فالاتجاه اليوم لتشكيل مراكز طبية نوعية تتضمن كل الاختصاصات , وإنما المركز يهدف إلى الارتقاء بالمهنة لتصبح سورية من الدّول المتميزة في مجال علاجات طب الأسنان وهذا العلاج سيكون جاذب للسياحة الطبية , فقد كانت سورية تستقبل أعداد كبيرة من السيّاح الذين كانوا يأتون إليها لمعالجة أسنانهم , والمركز يسعى لإعادة تنشيط هذا النوع من السياحة.
وكشفت ديب عن تقدم أعداد كبيرة من أطباء الأسنان للمركز , ولكن قدرة المركز على الاستيعاب مازالت محدودة كونه نواة لتطوير المهنة , وسيكون هناك مراكز في المحافظات تتبع له , مشيرةً إلى طموح النقابة بأن يكون المركز نواة لدار أبحاث كبيرة , وأن يكون له مجلة محكمة ومنشورات علمية بحثية خاصة به , و متابعة البحث العلمي من خلاله , للارتقاء بالتعليم والتطوير المهني والطبي المستمر.
وأضافت نقيب أطباء الأسنان أن خدمات المركز تعتمد على استخدام التكنولوجيا الحديثة في مجال طب الأسنان, والمركز يقوم على نظام شبكي تواصلي بين العيادات و الادراة , والأجهزة الحديثة الشعاعية منها والالكترونية , كاشفةً عن الاتفاق مع العديد من الجامعات المتطورة والصديقة لرفد المركز بفريق استشاري سيقوم بإعطاء دورات تدريبية في الاختصاصات الموجودة , مدة الدورة أسبوع يتلقى فيها المتدرب أحدث الأنظمة العالمية في المركز
أما بالنسبة لشهادة البورد السوري أوضحت ديب أن كل المتدربين سيخضعون لامتحان, والناجح به سيحصل شهادة البورد السوري وفق اختصاصه .
وأعربت ديب في حديثها عن الشكر والتقدير للعقول المنفتحة في وزارة الصحة , والتي استطاعت أن تصدر القوانين والتشريعات والقرارات التنظيمية , التي سهلت عمل المركز , وتابعت بأن النقابة تأخذ دور الإشراف والرقابة على مزاولة المهنة حتى تكون متميزة , وسيكون للنقابة دور في العملية التدريبية التي ستستمر أربع سنوات وفق معايير التعليم العالي ووزارة الصحة وهيئة الاختصاصات الطبية , و بعدها سيخضع المتدربون في المركز ومراكز التعليم العالي , وفي مراكز وزارة الصحة والدفاع لنفس الامتحانات , مراهنةً على أن الخريج المتقدم للامتحانات والمتدرب في مركز نقابة أطباء الأسنان سيحصل على العلامات الأولى ويثبت أن المتدرب في مراكز نقابة أطباء الأسنان يحصل على تدريب عالي وفق نظام عالمي ومعايير الجودة والأنظمة المطبقة في التعليم العالي ووزارة الصحة .
وفيما يخص ارتفاع أسعار مواد طب الأسنان قالت ديب إن المواد كلها مستوردة من الخارج وسعرها يرتبط بسعر صرف الليرة مقابل الدولار , حيث لا يوجد تصنيع لمواد طب الأسنان في سورية , مؤكدةً أن المركز يقدم العلاج للمواطنين الذين يرغبون بتلقي الخدمة الطبية التخصصية وفق الحد الأدنى من تسعيرة وزارة الصحة.
وقالت ديب إن الحرب على سورية لن تستمر, و لكن سورية ستستمر بتخريج كوادر ذات كفاءة عالية جدا , ومتابعة تطورها على كافة الأصعدة , وفيما يخص التعليم المهني والقطاعات الطبية .
ولفتت ديب إلى أن سورية تمتلك اختراعات في مجال طب الأسنان , وهناك شركات عالمية ألمانية كبرى تطلب براءات الاختراعات لتصمم الأجهزة , مضيفةً أن الباحثين العلميين يجدون صعوبات روتينية وبيروقراطية تعرقل إصدار براءات الاختراع , وأن طبيب الأسنان السوري متميز و يمتلك قدرة فكرية عالية جداً ويستطيع مواكبة التطور , والدليل الحي على ذلك أنه في أمريكا وبريطانيا عمداء كليات أطباء أسنان سوريون , وبجميع الدول يُفتخر بطبيب الأسنان السوري , وهذا الطبيب عندما يتواجد في بيئة حقيقية للبحث العلمي سيبدع .
وعن الأجهزة الموجودة في المركز ذكر عضو النقابة المركزية الدكتور زكريا الباشا أنه يوجد جهاز تبيض أسنان ليزري ,وجهاز مجهر الكتروني لعلاج جذور الأقنية السنية ,وأجهزة التعقيم والتصوير الشعاعي والمخبر وتجهيزات الأقسام جميعها ذات حداثة فائقة .
ومن جهته أوضح رئيس المجلس العلمي لزرع الأسنان الدكتور رفعت الكبيسي الآلية التي يتم من خلالها إعطاء المحاضرات , قائلا : إن المركز يعمل على نقل المعلومة الدقيقة للطالب الطبيب أثناء العمل , حيث تكون ساحة الرؤية صغيرة ويصعب متابعة خمس طلاب معا للعمل , ولذلك تم وضع كاميرا مثبتة فوق كرسي الجراحة يتم التحكم فيها من الكنترولالموجود في قاعة المحاضرات , حيث يتمكن الطبيب في غرفة المحاضرات من حضور العملية مع الطبيب المدرِّب ويمكنه رؤية كافة إجراءات العمل الجراحي منقولة له صوت وصورة , ويقوم بطرح أي تساؤل على الطبيب المدرِّب الذي يسمعه من خلال الكاميرا ويجاوب على أسئلته .
وأضاف الكبيسي أن جميع الاجراءات وبيانات المرضى والملفات يتم التعامل معها الكترونيا , ولا يوجد تعامل ورقي , وهناك نسخة احتياطية لكافة البيانات في حال حصول أي شيء , متابعاً أنه بمجرد تخرج أول دفعة من هؤلاء الأطباء سينتقلون إلى المحافظات , ويتم إنشاء مراكز أخرى في المحافظات ليلغى دور طبيب الأسنان العام ( بعد تأمين البديل له ) ويتحول إلى فريق عمل تخصصي .
وبدوره تحدث رئيس لجنة خزانة التقاعد في نقابة الأسنان الدكتور صفوان القربي عن الضرر الكبير الذي لحق بالكثير من عيادات الأسنان في ظل الأزمة التي تتعرض لها سورية , وعن الزيادة الكبيرة في طلبات الإحالة على التقاعد , ورواتب المتقاعدين القليلة أمام الواقع المعاشي الصعب , مشيراً إلى أنذلك كان دافعاً للبحث عن روافد إيجابية لخزانة التقاعد ووجدت النقابة أن الاستثمار الأفضل هو الاستثمار في العلم الذي له عوائد كثيرة , مؤكداً أنهسيكون لهذه الخطوة آثار هامة في تطور واقع طب الأسنان والحفاظ على الأطباء والحد من هجرتهم خارج سورية .