سيريانديز- سومر إبراهيم
تتبع منظمة الأغذية والزراعة الفاو برنامجاً معيناً تحت عنوان مختلف في كل عام لتحقيق هدفٍ واحدٍ تسعى نحوه جميع الدول وهو الحد من الفقر والجوع ، فالعام الماضي كان عام الزراعة الأسرية وهذا العام خصص للحماية الاجتماعية ، وحسب تقارير للمنظمة فقد تمكن 72 بلداً من أصل 129 من بلوغ الهدف الإنمائي للألفية ؛ المتمثل في خفض معدل انتشار نقص التغذية بين سكانها بحلول عام 2015 إلى النصف ولكن هذا التقدم جاء متفاوتاً فلا يزال حوالي 800 مليون شخص تقريباً يعانون الجوع المزمن بينما يعيش بليون من البشرية في أوضاع من الفقر المدقع وعلى الرغم من أن النمو الاقتصادي وخاصة في قطاع الزراعة أثبت انه ضروري لخفض معدلات الفقر والجوع ولكن تبين انه غير كافٍ لوحده كونه لا يشمل الفئات كلها ، لذلك اتجهت الأمم المتحدة لإعلان الزراعة والحماية الاجتماعية كعنوانٍ للاحتفال بيوم الأغذية العالمي لهذا العام في السادس عشر من تشرن الأول .
سيريانديز التقت المهندس أحمد قاديش معاون وزير الزراعة للحديث عن يوم الأغذية العالمي وبرنامج الحماية الاجتماعية وماذا قدم هذا البرنامج للأسر الريفية السورية بالتعاون بين وزارة الزراعة والفاو .
حيث أوضح قاديش أن المقصود بالحماية الاجتماعية هو السياسات والبرامج والتدخلات الرامية إلى حماية الفقراء والذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي وتحريرهم من حلقة الجوع والفقر وذلك من خلال مجموعة من البرامج التي تقدم دعماً مالياً وعينياً للفقراء والأسر الريفية لتعزيز دخلهم وقدراتهم ، منوهاً أن الوزارة اعتمدت هذا النوع من البرامج على شكل مساعدات حيث أن معظم من يحتاجون لهذا البرنامج هم في المناطق الريفية التي تشكل الزراعة المحرك الرئيسي للحياة وللاقتصاد فيها ، وهذه المساعدات تعد بمثابة منح إنتاجية هدفها تحقيق الاكتفاء الذاتي للأسرة الريفية وتشجيع المزارعين على إعادة زراعة أراضيهم وخلق فرص عمل مدرّة للدخل .
وبين قاديش أن عدد الأسر المستفيدة من المنح الإنتاجية والمساعدات التي تقدمها وزارة الزراعة بالتعاون مع الفاو هذا العام بلغ 29870 أسرة حيث تم توزيع 92600 دجاجة بياضة و 463000 كغ علف دجاج على 4630 أسرة في محافظات ريف دمشق والقنيطرة ودرعا بمعدل 20 دجاجة و 100 كغ علف لكل أسرة ، وكذلك تم توزيع بذار خضار لزراعة حديقة منزلية على 1100 أسرة في نفس المحافظات ، و استفاد من منح بذار القمح والشعير 24140 أسرة في محافظات حلب و إدلب وحماة ودير الزور والحسكة وريف دمشق بمعدل 200 كغ قمح و200 كغ شعير لكل أسرة ، أما من حيث القروض المتناهية الصغر فقد تم استهداف 449 قرية في كافة محافظات القطر حيث بلغ عدد الأسر المستفيدة منها 9828 أسرة ريفية بمبلغ 75 – 100 ألف ليرة يتم من خلالها تأسيس مشاريع صغيرة مدرة للدخل وهي عبارة عن تربية حيوانات ( أبقار أو أغنام أو ماعز أو نحل أو دواجن .. إلخ ) إضافة إلى مشاريع خدمية صغيرة على مستوى القرى ، مضيفاً أن حزمة الخضار تكفي لزراعة 500 متر مربع في الحديقة المنزلية ، وحزمة الدجاج البياض مع علف الدواجن تنتج حوالي 12 بيضة يومياً وبذار القمح والشعير تكفي لزراعة حوالي 10- 15 دونم من الأرض . مبيناً انه من خلال تقارير المتابعة للأسر التي استحقت إحدى هذه المنح تبين أن أغلب الأسر استطاعت أن تحقق بعض الاكتفاء الذاتي وتحسين الواقع الغذائي للأسرة وخاصة بين النساء والأطفال .