كتب أيمن قحف
أحياناً أضطر– أناوزوجتي-لاستخدام دواء مضاد للحساسية، نستخدم تارة دواء اسمه(آريوس) وآخر اسمه (كلاريتين)،وكلاهما كانا دوائين رائعين فيما مضى من الزمن!!
مع تقلب الطقس وتلوث الجو احتجنا أكثر لهذه الأدوية، ومنذ شهر نبدل بين الدواءين، لكن الفعالية الفورية والتأثير الفعال لم يعد موجوداً!!
الأمر نفسه على الكثير من المسكنات ومضادات الالتهاب، بل أحياناً أحس بأن دواء الضغط أو منظم السكر بالكاد ينفعان معي..
منذ أيام دخلت البيت بيدي كيسين، واحد فيه أربعة علب أدوية، وآخر فيه بعض الشيبس والبسكويت لابني الصغير بنفس الكمية تقريباً، تأملت بهما قليلاً...كيس الدواء ثمنه حوالي خمسمائة ليرة، بينما كيس الشيبس ثمنه 600 ليرة!!
فتحت علبة دواء تأملت الكرتونة والوصفة بداخلها وظروف الدواء وسألت نفسي:إذا كانت كلفة التغليف وتوابعه أكثر من مائة ليرة فكم بقي ثمن الدواء في علبة ثمنها 125 ليرة؟!!!!
سنوات تمضي وقصة تسعير الدواء تراوح مكانها، والمزاودات باسم المواطن على أشدها، وكل شيء تم تسعيره"دولارياً" إلا الأدوية بقيت تسعر بالليرة السورية أيام الدولار بخمسين!!
لم أكن منذ سنوات متحمساً للدفاع عن معامل الأدوية إلا من باب أنهم "صناعيون" يشغّلون الناس، ولكنني اليوم أدافع عنهم لأنهم أمام مفترق طرق بسبب التسعيرة المجحفة:
إما أن يغلقوا مصانعهم، أو يقتصر إنتاجهم على الأصناف التي لا تخسر وهذا سيفقدنا أصناف كثيرة وضرورية وقد يفقدنا الأصناف كلها وتغلق المعامل..
أو يعملون في تجارة المادة الفعالة لبعض الأصناف على حساب الفعالية والأدوية الأخرى الضرورية فيصبحوا مهربين أو تجار ممنوعات..
أو ينتجوا-حسب التكلفة-أدوية بفعالية أقل تناسب "ذوي الدخل المحدود"!!!
لست في موضع الدعوة لفرض أعباء جديدة على المواطن الفقير، بل أريد حمايته بعدم حرمانه من الدواء، أو دفع نقوده لأدوية بلا فعالية!!
لا نريد لمصانع الأدوية أن تخسر ولا لعمالها أن يتشردوا...نريدها أن تعمل وتربح وتصدر لأننا بحاجة للقطع الأجنبي وفرص العمل حاجتنا للأدوية..
هناك فاسدون في قطاع الدواء، وهناك مستغلون، لكن من الضروري تحكيم العقل والمنطق وتذكر أن الوضع تجاوز منطق "الخطوط الحمر" منذ رفع سعر الخبز والمازوت فلماذا تبقى الأدوية وحدها – ضد الرفع-؟!!!
باختصار: لا بد من تسعير عادل للدواء يضمن استمرار العمل وانتاج كل الأصناف، ومن ثم الضرب بيد من حديد لأي مخالف.