كتب أيمن قحف
رغماً عن أنف الحروب والأزمات و الفساد والفاسدين والمسؤولين من"أشباه الرجال"والموظفين المترهلين أعلن تفاؤلي بمستقبل هذا البلد واقتصاد هذا البلد بل وناس هذا البلد!!
سأتناول بضع مؤشرات لتفاؤلي،عسى أجد من يؤيدني ويتبنى تفاؤلي!!
صحيح أن الظروف صعبة وتزداد صعوبة على البعض،ولكن قياساً إلى الحرب الشرسة فنحن وبلدنا واقتصادنا نشكل حالة تدرّس في الصمود والمناعة التي لن تتراجع أبداً..
ثمة من يشكو الغلاء، وهناك من يشكو ارتفاع الدولار مقابل الليرة، والبعض يشكو نقص بعض المواد أو تراجع بعض الخدمات، وشريحة تبحث عن فرصة عمل!!
هي- تقريباً- نفس مشكلاتنا، وإن زادت قليلاً، والإنصاف يقتضي القول: لو حصل في أمريكا أو سويسرا أو اليابان 10% مما يحصل عندنا هل كانوا ليصمدون؟!!
لقد حللت بعض المؤشرات في الفترة الأخيرة فوجدتها تجعل تفاؤلي مبرراً- غير قصة الصمود-منها الاجتماع، الذي يراودني شعور بأنه سيكون تاريخياً، حول المشاريع الصغيرة والمتوسطة الذي ترأسه الدكتور وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء، وما تمخض عنه- إن استمرت العزيمة والزخم- سيحرك الاقتصاد الوطني بأكمله نحو الأمام، وكل ما تقرر سبق وقلناه مراراً، فالمشاريع الصغيرة والمتوسطة هي التي صمدت وهي المؤهلة لتكون رافعة للاقتصاد ولتأمين فرص العمل، وسيكون الاعتماد كبيراً على اتحاد المصدرين والغرف والقطاع الخاص، وستشكل السياحة والصناعات الصغيرة والحرفية والزراعة أهم مكونات هذا التوجه..
ونعول على وزارة الاقتصاد أن تكون قائداً ناجحاً للمشروع بجهود الوزير الشاب الدكتور همام جزائري..
مؤشر آخر للتفاؤل، جملة عابرة سمعتها أثناء اجتماع للمهندس بشر يازجي وزير السياحة، مفادها أن الخزينة خسرت بسبب الأزمة ما يعادل ملياري دولار كانت تأتي من عائدات السياحة، وهو يعتقد أن على الوزارة العمل بكل ما أوتيت من قوة وإمكانات لتأمين جزء من هذه الموارد بطرق مبتكرة في ظل قلة السياح..
هذا فكر بناء ومتفائل، بل ولديه مقومات النجاح لو عملت كوادر الوزارة بإخلاص لتحقيق رؤية الوزير الشاب..
قد يظنني البعض مبالغاً، لكن حتى في ظل الأزمة، فهناك الكثير مما يمكن فعله في قطاع السياحة وكل ما يحصل يبشر بالخير.
مؤشر آخر: نجاح المعارض الخارجية اللافت في بغداد وبيروت وميلانو، عقود بعشرات ملايين الدولارات تؤكد تعافي الكثير من المنشآت الصناعية، وجناح اتحاد المصدرين في فتح الأسواق، بل والعودة مجدداً إلى قلب اوروبا من خلال معرض الجلديات بميلانو...
في ملف مكافحة الفساد، شكل هدم الشاليهات المخالفة التي تعدى بها القائمون على مجمع الرمال الذهبية بطرطوس والتقرير الذي أنجزته الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش واعتماده من رئيس مجلس الوزراء والتزام الجهات العامة بتطبيق مضمونه من وزارة الادارة المحلية، محافظة طرطوس إلى وزارة السياحة حالة عكست هيبة الدولة وقدرتها على امتلاك زمام المبادرة لحماية القانون..
من المأمول أن تستمر الحكومة والجهات الرقابية بنفس العزيمة لأن الفساد والهدر آفة تستنزف الاقتصاد وتعطل الانتاجية وتدمر النفوس وتنشر الإحباط..
وبعد..هي دعوة للتفاؤل والايمان بهذا البلد وأهله الطيبين..