كتب أيمن قحف
سألني صديق عاقل بالأمس:أيهما أكثر خطورة اليوم على البلد:الوضع الأمني أم الاقتصادي؟!! فاجأني السؤال،لكنني استجمعت شتات ذهني وأجبته:بوجود هذا الجيش وهذا الشعب لا أقلق من أي تراجع في الناحية الأمنية،لكنني فعلاً أخشى على البلد من بوابة الاقتصاد!!
طبعاً لا يمكن لعاقل أن يتوقع نهضة اقتصادية في ظل الحرب،لكن علينا أن نتصرف بقوة وحزم لإبقاء الاقتصاد يعمل والليرة صامدة..
نحن أمام تحدي استمرار وزيادة الناتج المحلي الاجمالي ودوران عجلة الصناعة والزراعة لتأمين فرص العمل ودعم صمود الليرة.. الفيروس الذي يشكل أكبر خطر على الليرة والاقتصاد اليوم هو التهريب!
تعج السوق السورية اليوم بمختلف أنواع البضائع ،نسبة كبيرة منها ترد مهربة،سواء عبر المنافذ الشرعية أو غير الشرعية وهي تشكل أكبر الخطر على الليرة والانتاج ،تستهلك الدولار من السوق وتقوم بتهريبه بعد أن تم تهريبها للأسواق السورية.. من الغريب أن نجد بضائع من أصناف تم ايقاف استيرادها رسمياً منذ ستة أشهر و لا توجد أي صعوبة في اكتشافها والتعاطي معها ،ولا سيما الأقمشة والألبسة التي تشكل أكبر صناعة سورية اليوم.. باعتقادنا أن أمام السلطات المختصة ،ولا سيما الجمارك ،أن تشن حملة لضبط المهربات في السوق وإلا فإن الخطر سيستمر والليرة ستبقى في خطر والمصانع التي بدأت تنتعش ستعود للتوقف!!
كلمة أخيرة:هل سأل أحد عن حصيلة المهربات التي تأتي من الحدود التي يسيطر عليها الإرهابيون في الشمال والشرق والجنوب؟!!
هناك موارد كبيرة تأتي للمجموعات الإرهابية نتيجة تهريب البضائع للداخل السوري،تلك الموارد تساهم بتزويد الإرهابيين بالمال والسلاح والموارد التي تجعلهم يواصلون قتل الشعب وتدمير سورية،وعلي تجارنا والسلطات المختصة أن لا تغض الطرف عن سلوك منحرف لأجل بعض المكاسب الرخيصة!!