كتب:أيمن قحف
منذ أشهر كتبت في افتتاحية بورصات وأسواق التي كان عنوانها:(بين حكومتين)العبارة التالية:
"..ينتظر الحكومة الجديدة استحقاق انجاز التحول الذي نص عليه الدستور
وأعطى ثلاث سنوات لتوفيق القوانين والأنظمة معه وهذا يعني أن أمامها حوالي سبعة أشهر فقط لاستكمال ما عليها.."
اليوم انتهت المهلة التي أعطاها الدستور بموجب المادة الرابعة والخمسون بعد المئة:
(تبقى التشريعات النافذة والصادرة قبل إقرار هذا الدستور سارية المفعول إلى أن تُعدل بما يتوافق مع أحكامه، على أن يتم التعديل خلال مدة لا تتجاوز ثلاث سنوات ميلادية)..
انتهت المهلة مطلع آذار الحالي،ولم نتلمس أية تعديلات جذرية على الصورة المعتادة والقوانين وشكل المنظمات والنقابات !!!
ندرك ونتفهم أن حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب الحاكم بموجب نتائج الانتخابات البرلمانية وهو صاحب الأغلبية في مجلس الشعب وله الحق في إدارة أمور الدولة وفق سياساته،لكنه لا يملك الدولة ولا مؤسساتها ولا النقابات ولا المنظمات الشعبية..
كنت أتمنى من قيادة حزب البعث والحكومة المنبثقة عنها والتي تضم تحالفاً واسعاً من الأحزاب والمستقلين أن تكون هي أول من يحرص على تطبيق الدستور نصاً وروحاً؟!!
أحترم البعث ومبادئه وإدارته للدولة،لكن من حقي –كمستقل-ومن حق بقية الأحزاب والمواطنين أن يطمئنوا إلى تطبيق الدستور الذي يحمينا جميعاً..
أحب منظمة طلائع البعث و توجهاتها الوطنية،لكن لا أحب اسمها ولا إصرارها على"تنسيب"طلاب الصف الأول لصفوفها كل عام!!
لا بد أن تصبح منظمة لكل أطفال سورية،بل وفسح المجال لمنظمات أخرى مشابهة.
أحب اتحاد شبيبة الثورة،لكنني أريده لكل شباب سورية ودون"ثورة"فقد كرهنا هذه الكلمة...
أحب الاتحاد الوطني لطلبة سورية لكن لا أريده منظمة "بعثية"ترتبط بكل هذه القوة بحزب البعث بل أريده لكل الطلبة وفق الحالة الوطنية الجامعة..
أحب الاتحاد الرياضي والرياضة ولكن آن له أن يبلغ سن الفطام!!
أحب أيام العطل الرسمية،لكنني لم أحب أن تنتهي مهلة الثلاث سنوات بعطلة رسمية للدولة بمناسبة عيد"الثامن من آذار"!!!
أحب-جداً- الأجهزة الأمنية وأحترم دورها،ولكن أتمنى أن تقيمني أنا وكل سوري بمقياس الوطنية والمهنية واحترام القانون وليس الانتساب للبعث..فهناك بعثيون فاسدون وهناك مستقلون شرفاء ووطنيون!!
أحب علم البعث ونشيد البعث –بحكم العلاقة منذ الطفولة-لكن ليس من اللائق أن يرفرف فوق المؤسسات الرسمية إلى جانب علم الجمهورية العربية السورية الذي يجمعنا جميعاً..
لطالما أحببت الصديق الكبير الدكتور خلف المفتاح،وأحببته أكثر عندما سماني عضواً في الهيئة الاستشارية في القيادة القطرية،وعندما أبلغته بأنني"غير بعثي"أجابني:لأنك كذلك وهذا يفيدنا ويغني نقاشاتنا،ولكنني عندما غردت أكثر من مرة خارج سرب الرفاق –وتحت سقف الوطنية بالتأكيد-لم يعد يدعوني ،بل ولم يتم ذكر مداخلاتي في المحاضر التي كان يتم فيها ذكر"حتى العطسة"!!
أعرف أنه سيقدر ملاحظتي وسيبقى أخي وصديقي..لكن هذا ما حصل فعلاً!!
أنا مواطن سوري أعيش في هذه البلد وأحترم رئيسها ودستورها وقوانينها-ولا سيما حرية الإعلام-لذلك لا أخاف من زعل أحد،وأقول لكم:جزء مهم من خلاص البلد هو الحفاظ على احترام الدستور والقوانين ..
علينا أن نبحث عما يجمع السوريين وليس ما يفرقهم..
أرجو من كل قلبي أن تفعل القيادة القطرية والحكومة شيئاً لتلافي أي مخالفة للدستور فأنا أثق برجالات هذا البلد ومحبتهم له،وأختلف في طرق الإدارة وسرعة التنفيذ!