دمشق- سيريانديز
وضعت زيارة الوفد التجاري والصناعي الروسي برئاسة أصلان بانيش مدير شركة اديغ يوراك التجارية إلى محافظتي طرطوس واللاذقية خطوات تمهيدية لتنشيط التعاون وتعزيز التبادل التجاري بين رجال الأعمال في البلدين وخاصة في المجالات الزراعية والصناعات المرتبطة.
وجاءت زيارة الوفد الروسي إلى المحافظتين والتي اختتمت يوم الأحد الماضي باعتبارهما يشكلان بوابة سورية إلى العالم الخارجي مع وجود مرفأين فيهما فضلا عن النشاط الزراعي وزيادة الإنتاجية وخاصة الحمضيات والزيتون وزيت الزيتون وأنواع أخرى من المحاصيل الزراعية.
ويطمح رجال الأعمال الذين ضمهم الوفد إلى إقامة قرية للصادرات في اللاذقية يمكن من خلالها توضيب وتنسيق المنتجات السورية وتسويقها بشكل يدعم جودة هذه المنتجات ويحافظ على سمعتها ويسهم في تسهيل حركة الصادرات السورية وفتح أسواق جديدة أمامها وأخرى كانت فقدتها بسبب المواصفات.
ويسعى الوفد كخطوة أولى إلى إقامة علاقات شراكة مع رجال أعمال سوريين وبناء ثقة متبادلة بينهما تسمح بتوريد بعض احتياجات سورية الأساسية بما فيها المواد الغذائية والطحين والقمح من جهة وتصدير المنتجات الزراعية الفائضة من حمضيات وخضار وفواكه إلى السوق الروسية بالاستفادة من خط النقل البحري المباشر بين ميناءي اللاذقية ونوفرسيسك والذي لا تتجاوز مدته 8 أيام وإمكانيات خفض تكاليف النقل البحري مع ارتفاع وتيرة التصدير والاستيراد.
ويتطلع رئيس الوفد بانيش إلى إيصال المنتجات الزراعية السورية إلى المستهلكين الروس ويقول: المنتج الزراعي السوري “ممتاز ويتمتع بمواصفات عالية وخاصة أن معظمه لايحوي إضافات كيميائية” مضيفا إن ما يلزمه “إعادة توضيب وفرز ليكون جاهزا لدخول الأسواق الأوروبية وروسيا” ولايخفي في ذلك رغبته بوضع رؤية لتسويق المنتجات الزراعية من الفلاحين مباشرة والتي يضعها في إطار تخفيف الحلقات التجارية لمنح المنتج مزايا تنافسية من حيث السعر.
الخطوات التمهيدية التي أسست لها زيارة الوفد الروسي يمكن أن تلحقها خطوات اخرى تصل إلى إيجاد اليات لنقل التكنولوجيا والطاقات المتجددة والصناعات الثقيلة والاخشاب والحديد والنسيج لتوسع معها قائمة التبادل وذلك بحسب الملحق التجاري لسفارة روسيا الاتحادية بدمشق ايغور ماتفييف الذي يوضح لنشرة سانا الاقتصادية أن تفعيل التعاون بين رجال الأعمال يشكل ركيزة اساسية لترجمة التعاون والتنسيق عالي المستوى بين حكومتي البلدين ولاسيما انهما هيئتا الفرص المناسبة لذلك عبر العديد من الاتفاقيات والتسهيلات مشيرا إلى أن “زيادة التبادل التجاري يسمح بمنح تسهيلات اضافية ولاسيما من الجانب الروسي”.
ويؤكد ماتفييف ضرورة “التقارب بين رجال الأعمال في البلدين واستثمار الظروف الحالية وخاصة الحصار الاقتصادي المفروض على سورية ليكون عاملا ايجابيا في فتح أسواق البلدين أمام منتجاتهما” مستعرضا مزايا التعاون في كسر حلقات تجارية والاستفادة من التسهيلات الحكومية التي تصب كلها في منح منتجات البلدين اسعارا تنافسية في السوق.
رؤية الوفد الروسي للتقارب مع رجال الأعمال السوريين ومشروعه لتنشيط التبادل التجاري مع سورية وايصال منتجاتها للسوق الروسية قابلها في محافظة اللاذقية تشكيل لجنة دائمة للكشف عن جودة المنتجات المعدة للتصدير وسلامة الحاويات من مختلف الجهات المعنية بما يضمن الحفاظ على سمعة المنتج الوطني كبادرة لبناء الثقة التجارية إضافة إلى دراسة إمكانية إقامة قرية للصادرات في المنطقة الصناعية إلى مساحة تقدر ب 293 دونما مع تجهيزها بكل البنى التحتية والخدمية فضلا عن إعلانها الاستعداد لمنح التسهيلات اللازمة لنجاح الوفد في غايته.
ومع انخفاض تصدير المنتجات الزراعية إلى بلدان الجوار عبر النقل البري وارتفاع كمية الفائض من هذه المنتجات ولاسيما الحمضيات منها تبرز الحاجة على كل المستويات إلى وضع اليات جادة للتعاون مع رجال الاعمال في روسيا للتواجد في أسواقها وخاصة مع وجود منتجات قادرة على المنافسة من حيث الجودة والسعر لا تحتاج إلا للمهارة في التوضيب والفرز والتسويق.