دمشق-سيريانديز
تحولت مقابلة رئيس تحرير شبكة سيريانديز الزميل أيمن قحف مع إذاعة شام اف ام الأسبوع الماضي إلى مادة دسمة للنقاش والحوار في أوساط العامة والمختصين على صفحات التواصل الاجتماعي، بين مؤيد ومعارض، لفحوى الحديث الذي شهد اتصالات عدة من المستمعين للاستفسار أو التعليق أو النقد.
أساتذة في الاقتصاد اعتبروا أن الزميل قحف يدافع عن قرارات الحكومة، فيما اعتبر آخرون أنه "إذا كان بعض أساتذة الجامعة المختصين لا يحللون المفردات والكلام والأفكار بصورة منصفة ويتحدثون كأي مواطن غير متعلم.. ماذا نأمل من الباقين"؟!
الزميل قحف رد على منتقديه عبر صفحته على الفيس بوك بالقول" إنه ليس محامي دفاع عن الحكومة، باعتبارها تملك وزارة الإعلام والجامعات ومن فيها ولديها ألف محام من الإعلاميين والمحللين والأكاديميين"، مشيرا إلى أنه من دعاة اقتصاد السوق وتحرير الاقتصاد، وهو سياسة الحكومة السورية منذ 2005 لكن لم يطبق كما كان مقرراً فظهرت التشوهات.
وقال الزميل قحف إن كل مواقفه تنبع من خلفيته الليبرالية وليس مواقف طارئة "براغماتية"، موضحا أنه قال مراراً أن التحول لاقتصاد السوق- الذي صدر بقانون وقرار مؤتمر قطري ومجلس وزراء ومجلس الشعب أي كان هناك توافق على عقد اقتصادي جديد- هذا التحول يمر بمرحلة انتقالية لها آلامها على الشعب والاقتصاد وعلينا تحملها، ونحن أردنا الانتقال دون ألم ففشلنا وخافت الحكومات المتعاقبة من ضغط الشارع ففضلت التريث حتى "وقع الفأس بالرأس".
ولفت إلى "أننا ننادي بشيء ونفعل عكسه، نريد مكافحة الفساد إذا كان ضد مصالحنا ونغض الطرف عنه في محيطنا في البيت والعائلة والحي والمؤسسة إذا استفدنا منه، فنفس الفاسد في مكانه يشكو من الفساد عندما يراجع جهة أخرى والمحصلة:من يحاسب من؟!.
رئيس تحرير شبكة سيريانديز الإخبارية رأى أن الاقتصاد يقتضي وجود "إنتاج"وكل المؤشرات تؤكد أن عاملنا غير منتج ولا تزيد إنتاجية الموظف عن 30 دقيقة في اليوم! متسائلاً كيف نبني الاقتصاد بدون إنتاج.. مطالبا الجميع أن ينتج وأن يقوم بما عليه قبل أن نطالب الدولة بحقوقنا؟!
وفي موضوع "التنابل" الذي أثير حوله الكثير أوضح الزميل قحف أن الدولة والمجتمع مسؤولان عن المعاقين والأطفال والمتقاعدين وأسر الشهداء والجرحى كأولوية في الموارد المحدودة، أما من أتيحت له فرصة التعلم المجاني من الأول الابتدائي حتى الدكتوراة، ولديه فرص للتدرب والتعلم المهني ولديه عقل كامل وصحة كاملة ولا يحاول أن يعمل أو ينتج فليس له الحق في الشكوى والتذمر وطلب الامتيازات، لافتا إلى أنه قال "على المجتمع أن لا يسمح للتنابل أن يأخذوا حصة من يجتهد ويتعب أو يحتاج فعلاً العون".
وتساءل الزميل قحف هل كان أمام الحكومة خيارات أفضل ولم تقم بها اليوم، مؤكدا على ضرورة أن لا تكتفي الحكومة بزيادة الأسعار وتعتبر أن 4000 ليرة لجزء من الشعب تحل المشكلة، بل عليها أن تجهد نفسها لإيصال الدعم لمستحقيه لافتا إلى أننا "سنقف ضدها بكل حزم إذا قصرت تجاه المحتاجين من كل الفئات".
وأكد في ختام رده: "لن أسمح لمن يريد أن يبني شعبية على حساب أولويات الدولة، ونحن في اقتصاد حرب، أن يزاود علي في الوطنية ومحبة الشعب الفقير الذي أنتمي إليه وأعمل بصدق لأنقل صوته وتحقيق مصالحه ضمن إطار مصلحة البلد وضرورة قيام كل منا بواجبه.
هذا ولاقى رد الزميل أيمن قحف على منتقديه تعليقات عدة على صفحته على الفيسبوك، بين مؤيد ومعارض لما يقول، واعتبره البعض منطقيا وموضوعيا ويأتي في سياقه، فيما رأى آخرون أن هناك البعض انتبه لنصف القول ولم يدرك بقية الحديث وهو أن الحكومة والدولة تعيش في زمن صعب وآن الأوان أن يتحمل كل فرد مسؤولياته. وبين معارض ومنتقد لأداء الحكومة.