خاص – عمار الياسين
مازال المواطن السوري يعيش مسلسل الأزمات الخدمية واليوم برزت بقوة أزمة البنزين في دمشق وقبل أيام في العديد من المحافظات، والطريف في هذه الأزمة أن لها ايجابية يحبذها العديد من المواطنين وهي خلو الطرقات من مظاهر الازدحام وسهولة التنقل لمن لا يعتمد على وسائط نقل الخاصة بالمادة وهذا ما شعر به المواطنون.
وفي السياق أوضحت مصادر محروقات دمشق لسيريانديز إن كميات البنزين الواردة انخفضت لأسباب تعود لعدم وفرة المادة وصعوبة الاستيراد نتيجة للأزمة السياسية والاقتصادية ومن جانب وعدم وصولها بسهولة إلى دمشق من جانب أخر، مبيناً أن هناك سعي لتأمين المادة بأسرع وقت ممكن، مشيراً إلى أن المادة حالياً تصل بصعوبة.
سيريانديز زارت عدد من محطات الوقود في دمشق وتبين كما تحدث العديد من سائقي سيارات الأجرة والخاصة لسيريانديز "أن عدد كبير لم يتمكن من الحصول على المادة بعد انتظار منذ ساعات الصباح الباكر"، وهذا من شأنه أن يسعى سائقي التاكسي للحصول عليها بطرق غير نظامية وبأسعار زائدة يعوضونها أضعافاً مضاعفة من المواطنين الذين يضطرون إلى الاعتماد على سيارات الأجرة للوصول إلى أماكن عملهم ومنازلهم وخاصة أن وسائط النقل العامة والخاصة لا تخدم المواطنين كما ينبغي في ساعات الذروة، بينما باتت غالبية السيارات الخاصة منذ أيام متوقفة عن العمل كما قال البعض على أمل أن الأزمة لن تدوم أكثر من أيام، ومن جانب أخر قال عدد من الشبان لسيريانديز ربما هي أزمة لا نشعر بها ونحب وجودها لكونها تعكس انخفاض في عدد السيارات في الطرقات وهو ما يوفر سهولة في الوصول إلى الجامعات والمدارس، ومشيرين إلى فرحهم بالأزمة لتضاف إلى قائمة الأزمات والتي تأثرنا بها بصورة كبيرة وأولها المازوت والغاز وبعدها الكهرباء.
وأكد أحد المواطنين لسيريانديز بأنه ينتظر أمام محطة الوقود لمدة تزيد على الساعتين من أجل ملئ خزان وقود سيارته كما أضاف أحد المنتظرين بأنه يفضل شراء البنزين من السوق السوداء بدلا من هدر وقته أمام محطة الوقود، وفي مشهد آخر سيارة فيها عائلة مكون من أب وأم وطفلين حيث اخبرنا رب العائلة بأنه اصطحب معه عائلته من أجل تعبئة سيارته بحيث يضرب عصفورين بحجر واحد حيث يملئ خزان السيارة بالوقود ويقوم بنزهة لأطفاله، وقد اخبرنا أحد المواطنين بأنه يأتي إلى محطة الوقود عند الخامسة صباحا من أجل الوقوف في الدور عله لا يتأخر على دوامه كونه موظف حكومي ويقطن في إحدى ضواحي دمشق، البعض الآخر امتنع عن الحديث قائلين بأنهم اعتادوا على هذا الوضع وقد باتت أزمة المحروقات أمر واقع.
نعلم بأن الجهات المعنية حريصة على حل الأزمة لكننا قلناه سابقا ونعيدها مجددا نخشى من أن تتحول الأزمة المؤقتة إلى أزمة مزمنة يعتادها المواطن لتلحق بركب أزمة الغاز والمازوت، ونؤكد مجددا على ضرورة التزام كافة الجهات المعنية بتوجيهات السيد الرئيس بشار الأسد بضرورة ملامسة هموم المواطن والسعي لحلها على أرض الواقع، كما نجدد دعوة المعنيين في وزارة التجارة الداخلية وشركة المحروقات إلى القيام بجولة ميدانية على محطات الوقود مع وسائل الإعلام فهل من مجيب؟
وسياق متصل تحدث خبير اقتصادي لسيريانديز فضل عدم الكشف عن اسمه أن الشتاء هذه السنة أظهر العيوب والتي كانت في السنوات السابقة على فرادا ولم تجتمع الازمات مع بعضها في وقت واحد كما يحصل الأن، مشيراً إلى أن غياب الاستراتيجيات الواضحة لدى الجهات المعنية وتقاعس كبير في تحمل المسؤوليات، لافتاً إلى عدم الاستفادة من تجارب السنين السابقة، والمستفيد الوحيد من هذه الأمات تجار السوق السوداء متسائلاً لم يدركوا المسؤولين أن الشتاء قادم؟ متابعاً لنقول بصراحة الحلول التي تعتمد هي أنية هو ما يسبب استمرار الازمات في كل مرة.