انطلقت أعمال الدورة التاسعة للجنة السورية-الروسية الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والفني في مدينة سوتشي الروسية برئاسة الدكتور اسماعيل اسماعيل وزير المالية وديمتري روغوزين نائب رئيس الوزراء الروسي.
وأكد روغوزين خلال افتتاح أعمال الدورة أن روسيا تدعم نضال الشعب السوري وحقه في حماية أراضيه وقال: ” هذا ما تشدد عليه الدبلوماسية الروسية في عملها اليومي في المحافل الدولية”.
وأضاف.. “إن الشعب السوري أثبت وقوفه الى جانب الرئيس بشار الأسد من خلال الانتخابات الرئاسية في سورية على الرغم من أن هذه الانتخابات جرت في ظروف صعبة للغاية وقد حاولت بعض الجهات إحباطها” مشيرا الى ان الوضع يتطلب اليوم من الشعب السوري “ليس نضالا في ظروف صعبة فقط وإنما التصدي للمتطرفين ايضا”.
وأكد نائب رئيس الوزراء الروسي أن بلاده تقدم الدعم لسورية “ليس بالأقوال فقط بل تقدم أيضا بموجب توجيهات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كل أشكال الدعم وخاصة في قطاعات الاقتصاد والتجارة وإعادة الإعمار” وقال: “علينا اليوم ان نركز الاهتمام على جميع هذه الأجندات كى يكون لقاؤنا مثمرا إلى أبعد الحدود”.
بدوره نقل وزير المالية تحيات الرئيس الأسد الى الرئيس بوتين معربا عن الشكر للشعب الروسي الصديق على المواقف المبدئية دعما لسورية وقضاياها العادلة فى تصديها للإرهاب الدولي الذي تتعرض له منذ أربعة أعوام والمدعوم من قوى غربية واقليمية على رأسها الولايات المتحدة الامريكية.
وقال اسماعيل ” هناك مجموعة اقتراحات لمشاريع وأفكار للتعاون في كل المجالات نتمنى ان تتم دراستها ومناقشتها والعمل على تحقيقها وتنفيذها على ارض الواقع بما يسهم بتعزيز العلاقة المتميزة بين شعبينا وبلدينا ويعمل على تعزيز صمود بلدنا في مواجهة هذه الحرب الإرهابية التكفيرية” معربا عن الشكر والتقدير للجانب الروسي وعن أمله بأن تتكلل المباحثات والمناقشات بالنجاح بما يخدم مصالح بلدينا وشعبينا وان تكون على مستوى طموح القيادة في البلدين الصديقين.
وبعد المناقشة وبحث النتائج التي توصلت إليها اللجان الفنية المختصة من الجانبين جرى التوقيع على البروتوكول النهائي للدورة التاسعة للجنة السورية الروسية الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والفني من قبل رئيسي اللجنة وعلى اتفاقية حول التسهيلات الجمركية بين البلدين ومذكرة تفاهم بين وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية ووزارة التنمية الاقتصادية في روسيا الاتحادية.
وردا على سؤال لمراسل سانا أكد روغوزين بعد التوقيع على الاتفاقيات ان الشعب الروسي كان يكن على الدوام للشعب السوري الغني بثقافته وتقاليده كل الحب والتقدير وبالطبع فإن المأساة التي ألمت بسورية اليوم أثارت لدينا شعور التضامن الذي يتجلى بطابع واقعي ملموس.
وأضاف روغوزين “أن سورية ايضا اختارت لنفسها التوجه نحو التكامل الأورواسيوي كنهج سياسي لها ” مبينا “أن ميزة لقاء اليوم تتجسد في اننا نجحنا في تكثيف الاتصالات على مستوى حكومتي البلدين وأنا لا أقصد هنا التعاون في المجال العسكري التقني فقط وإنما أريد الإشارة الى اننا في هذه المرحلة الصعبة جدا بالنسبة لسورية وروسيا معا نتيجة للعقوبات الغربية تمكنا من إيجاد الإمكانيات للانتقال الى تحقيق وتنفيذ بعض المشاريع الملموسة والواعدة في مجالات الاقتصاد والتجارة والتقنيات والعلوم”.
واشار نائب رئيس الوزراء الروسي الى أن احدى الاتفاقيات الموقعة تتعلق بالتسهيلات الجمركية بين البلدين والتي من شانها إزالة جميع الحواجز امام تنشيط التعاون في مجالات التجارة وتبادل السلع والبضائع ليتم الارتقاء بمستوى التعاون الثنائي بحيث تتمكن روسيا من تصدير منتجاتها الى سورية واستيراد ما تحتاجه منها بكل سهولة وسيتم قريبا صياغة آليات عملية لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
وفي مقابلة مع مراسل سانا في موسكو قال وزير المالية ان الوثائق التي تم توقيعها اليوم مع الجانب الروسي تتضمن العديد من المشاريع ومن ضمنها الاقتصادية والاستثمارية والتجارية موضحا ان هناك مشاريع تحتل الاولوية في هذه المرحلة وخاصة تلك التي تدعم الاقتصاد وتعمل على تفعيل الانتاج والعمل التجاري.
وتابع.. أنه تم الاتفاق على جميع النقاط التي تم طرحها وبعضها ما زال بحاجة الى تدقيق من قبل الجانبين والاهم من كل ذلك نحن بحاجة الى تحقيق قضيتين هما اليات العمل لتنفيذ الاتفاقيات ومتابعة ومراقبة هذا التنفيذ.
وفي مقابلة مماثلة قال سفير سورية لدى موسكو الدكتور رياض حداد ان انعقاد جلسة اللجنة المشتركة في هذه الظروف كان حساسا ومهما جداً وانتقلنا فيه بالعلاقات بين البلدين الى مستوى آخر وكان شعار الجلسة هو تفعيل العمل التجاري بين البلدين مشيرا إلى دور السفارة السورية في موسكو والسفارة الروسية في دمشق في تنشيط وتفعيل علاقات التعاون الثنائي في جميع المجالات.
بدوره قال سامر عثمان نائب رئيس مجلس الأعمال السوري الروسي إن النتائج كانت أكثر من جيدة وتم إنشاء الممر الأخضر المرتبط بالاتفاقية الجمركية لتسهيل نقل البضائع من والى سورية وروسيا وخلال الأيام القليلة القادمة سنقوم بتنفيذ أول شحنة من الخضراوات والفواكه السورية على خط سير من مرفأ اللاذقية إلى مرفأ نوفوروسيسك الروسي مباشرة دون المرور بأي دولة أخرى واتفقنا على أن تكون هذه الإرساليات بصورة منتظمة مرة كل عشرة أيام وستشمل جميع أنواع الخضراوات والفواكه السورية دون الأضرار بمصالح المستهلك السوري.
شارك في المباحثات وحضر توقيع الاتفاقيات وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور همام الجزائري ومعاونو وزراء وممثلو الوزارات والهيئات المختصة والسفير السوري في موسكو وعن الجانب الروسي نائب وزير التنمية الاقتصادية الكسي ليخاتشوف والممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف والسفير الروسي في دمشق عظمة الله كول محمدوف.
وجرى خلال المناقشات التحضيرية لعقد هذه الدورة في وقت سابق تشكيل ورشات عمل مختلطة لبحث حالة وآفاق التعاون الثنائي وإعداد مشاريع اتفاقات في شتى مجالات التبادل التجاري والتعاون الملموس في قطاعات أخرى كالنقل والسياحة والتسهيلات الجمركية والمالية بهدف ترويج وزيادة الصادرات السورية الزراعية والصناعية الى السوق الروسية على أساس النفع المتبادل ودون الأضرار بمصالح المستهلك السوري.