أيمن قحف
أخيراً، رأت الحكومة العتيدة النور لتكون- من حيث التكوين- قديمة برئيسها ونوابه وثلثي أعضائها وجديدة بالثلث الباقي الذي نرجو أن يكون الثلث «المشغل والمحرض الايجابي»
وليس «المعطل»!
بداية علي القول أن البروتوكول والسلوك السياسي السليم يقتضي مني،ومن كل من صوت للرئيس بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية أن يحترم خياراته التي فوضه الدستور بها،فلا يجوز أن تكون مع الرئيس وضد رجالاته!
ربما علينا كإعلام،وكمواطنين،أن نضع الحكومة وأدائها على مسطرة خطاب القسم والكلمة التوجيهية ،وبالتالي ننتقل من مديح أو انتقاد الأشخاص إلى مراقبة الأداء والإشارة إلى مواضع القوة والضعف في أداء الحكومة وأعضائها استناداً لبرنامج رئيس الجمهورية المعلن وبرنامج الحكومة والدستور والأنظمة النافذة،وربما قبل كل شيء مصلحة المواطن..
لقد قلنا رأينا قبل إعادة التكليف والتشكيل بالحكومة السابقة،وكتبت منذ شهرين:( من الضروري التمييز ما بين مجمل الأداء والتفاصيل، وما بين صورة الحكومة مجتمعة وصورة كل عضو فيها، ولكن بنظرة متفائلة نقول أنها حكومة قامت بدور وطني جاد ساهم في التقليل ما أمكن من الآثار الكارثية للوضع السوري والتي من شأنها أن تتسبب بانهيار امبراطوريات!
أستطيع أنا وغيري أن نعدد آلاف الثغرات والمواقف السلبية ومظاهر التقصير هنا وهناك، ولكن من المهم القول لننصف حكومة الدكتور وائل الحلقي أنها حافظت للشعب السوري المقيم على مقومات الحياة في ظروف شديدة الصعوبة والخطورة. حكومة أبقت نوافذ التفاؤل مفتوحة رغم كل ما يحصل!)
انتهى الاقتباس..
بإمكان هذه الحكومة،التي ليس أمامها الكثير من الوقت قبل استحقاقات قريبة قادمة يقتضي العرف الدستوري أن تستقيل بعدها،أن تقلع مباشرة بملفات إعادة الإعمار والتي لا تنفصل عن إعادة إعمار "النفوس"والإدارة والبنية المؤسساتية قبل الأبنية والمنشآت!
ستعمل في ظروف صعبة ومعقدة،لكن ما زال في البلد موارد مادية وبشرية تؤهل لاستمرارنا واقفين بشموخ..
إن الشفافية والانتقال للتكنولوجيا في عمل الدولة سيكون خير وسيلة لمكافحة الفساد وتسريع وتيرة العمل والإنجاز،وتبدو سياسة الأبواب المفتوحة أفضل إشارة للشفافية ولدور الحكومة في خدمة المواطن،كما أن النزول للميدان سيكون مطلوباً ليكون الوزير أقرب لمواقع العمل وللعاملين..
احتفظ الدكتور الحلقي بوزراء لم يلحظ المراقبون لهم إنجازات تذكر بل بعضهم لهم مظاهر تقصير وإهمال وتخبط وربما أكثر،لكن يبقى ما يعرفه الدكتور الحلقي عن وزرائه أفضل وأشمل مما يعرفه"المراقبون"وعلى هؤلاء الوزراء أن يظهروا أن رهان الدكتور الحلقي عليهم في مكانه..
هناك وزراء ليسوا مقربين من رئيس الحكومة احتفظوا بحقائبهم لأنهم أنجزوا عملاً جيداً يستحقون بسببه الاستمرار!
غادر الحكومة وزراء بعضهم بحكم ضعف الإنجاز،وبعضهم لأنه أخذ فرصته لسنوات،وبعضهم خرج وهو يشعر بالظلم على ما تعرض له من مواقف انتهت بخروجه من الحكومة،وهناك وزراء متميزون بكل المقاييس غادروا الحكومة وسط استغراب "المراقبين"إياهم!
بكل الأحوال،أبلغني العديد من الوزراء القدامى والجدد أنهم تلقوا توجيهات السيد رئيس الجمهورية بكل دقة،وسيعملون بأقصى طاقة،فهم يشعرون بمسؤولية كبرى هذه الأيام أمام رئيس الجمهورية والشعب الذي ينتظر منهم الكثير.
كالعادة،سنكون بمنتهى الايجابية مع انطلاقة الحكومة،وسنتعامل مع الأداء والقرارات وليس مع الأشخاص ودرجة القرب والبعد..