أيمن قحف- بيروت
عندما كنت أهم بالتوجه إلى بيروت لمتابعة معرض"سيريا موتكس"سألت الدكتور خضر الأورفلي وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية"هل توصينا بشيء"؟
ببساطة أجاب:ما يهمني أن يرتفع العلم السوري في كل مكان في العالم فهذا خير رسالة للعالم عن صمود بلدنا..
وعندما دخلت هذه المرة قاعة البيال للمعارض، أدركت أن سورية تنبض بالحياة قد انتقلت إلى هنا،سورية تفاجئني شخصياً بقوتها و قوة أبنائها!!
مشهد صناعات سورية متقنة،جاءت من مئات المصانع والورش في سورية،وفي هذه الأيام،ومن يقف خلف الصناعات من آلاف العمال والحرفيين المهرة والصناع الوطنيين يشبه تلك الأشجار في جبل قاسيون و جبال الغاب والساحل التي تشق الصخر لتبعث رسالة الحياة!
أتأمل في أحد الأجنحة ملابس أطفال-غاية في الجمال والإتقان-فأقول في نفسي:سورية تلبس أطفال العالم بصناعة تصديرية فاخرة..والعالم يتسبب لأطفالها بالعري والجوع والموت!!!
في مدخل المعرض تستقبلك الزهور ونباتات الزينة السورية بجناح خاص-مؤازر-يضفي رونقاً ولا أحلى،فزهورنا أيضاً باتت صناعة تصديرية!
ليس هذا فحسب،بل أن السيد محمد السواح رئيس اتحاد المصدرين وفريقه الرائع فتحوا المجال للفنانين السوريين ليكونوا مصدري الفن والرقي السوري فكان أن استقبلنا في القاعة الأولى عند المدخل معرض لوحات لفنانين سوريين!
يبدو"الحاج السواح"بمزاج عال،يهتم للنتائج،يقول لي:المهم أن يحظى المشاركون بعقود جيدة،لقد خرجت ليبيا والعراق من معادلاتنا هذه المرة بسبب أوضاع بلادهم،لكننا عوضنا بحضور أقوى وخاصة من الجزائر..
وبدا المهندس فارس الشهابي رئيس اتحاد غرف الصناعة سعيداً بما يتحقق هنا،ولكن لا يمكن أن تغيب عن وجهه ملامح حزن على صناعة حلب التي دمرها الإرهاب وسرق مصانعها،وتتسرب بين كلماته ملامح تفاؤل بعودة قريبة..
في كل التفاصيل تجد مازن حمور أمين سر اتحاد المصدرين و اياد محمد الخازن وفراس الجاجة وفراس تقي الدين وبقية أعضاء الاتحاد يحاولون الاهتمام بجميع المشاركين،ويبدو مدير عام هيئة الصادرات ايهاب اسمندر واثقاً من عودته بحصيلة غنية يعرضها على الحكومة التي حضرت بشخصه في هذا المعرض..
الروح الايجابية الحريصة على تحقيق نجاح متكامل انتقلت إلى عضو مجلس غرفة صناعة دمشق بسام المصري الذي يقوم باتصالاته لتأمين دعوة حضور مسؤولين لبنانيين أصدقاء لزيارة المعرض..ويبدو أنه سينجح،كذلك الإعلام السوري كان حاضراً مع كل تفصيل..
حيثما تتجول ستجد حتماً أمامك محمد الصيداوي الذي عمل بجهد مميز في تنظيم المعرض والاهتمام بأمور المشاركين..
أما بقية التفاصيل فلم أجد أفضل من "سانا"للاستعانة بخبرهم..
حسب سانا : بمشاركة اكثر من 200 شركة سورية متخصصة بالألبسة بدأت أمس فعاليات الدورة الثانية للمعرض التخصصي للألبسة ومستلزماتها سيريا موتكس بمركز المعارض الدولية في العاصمة اللبنانية بيروت.
وأشار رئيس هيئة تنمية وترويج الصادرات السورية إيهاب سمندر في تصريح للصحفيين خلال افتتاح المعرض إلى ارتفاع عدد المشاركين بمعدل أربعة أضعاف مقارنة بالدورة السابقة للمعرض ما يدل على تعافي الصناعة السورية مبينا أن المعرض فرصة مناسبة للمشاركين للتواصل مع زبائنهم في العديد من الدول المستهدفة من هذا المعرض والتوجه بصناعة النسيج السورية إلى الأسواق التقليدية وفتح أسواق جديدة.
وأوضح سمندر ان الهيئة واتحاد المصدرين السوريين هما الداعمان الأساسيان للمعرض من خلال تقديم نحو خمسين بالمئة من تكاليف إقامة المعرض لافتا إلى أن الهيئة تستطلع آراء وتطلعات المشاركين في المعرض لمساعدتهم على تحقيق أهدافهم التسويقية والتصديرية بما ينسجم مع الامكانيات المتاحة.
من جهته قال رئيس اتحاد المصدرين السوريين محمد السواح أن الاتحاد يقوم بدوره الاساسي في الترويج للصادرات السورية من خلال مثل هذه المعارض مشيرا الى ان الاتحاد يقدم تسهيلات كبيرة للمصدرين من خلال دعم هذه المعارض ماديا ولوجستيا إضافة إلى دعم المستوردين من خلال تقديم التسهيلات اللازمة لهم للوصول إلى المنتجين والتعامل معهم بشكل مباشر حيث دعا الإتحاد نحو 400 زائر من دول شمال أفريقيا ودول الخليج والعراق وغيرها.
ويضم المعرض الذي يستمر حتى 18 من الشهر الجاري وتنظمه هيئة تنمية وترويج الصادرات واتحاد المصدرين السوريين ألبسة الأطفال والألبسة الولادية والنسائية والرجالية والألبسة القطنية والجوارب والحرامات والحقائب.
وفي إطار فعاليات المعرض افتتح معرض للفن التشكيلي السوري حيث أكد الفنان التشكيلي عامر علي أن المعرض يأتي تكريسا للمكانة الرائدة للفن التشكيلي السوري الذي ينتمي إلى حضارة عمرها آلاف السنين مشيرا إلى أن مجموعة من الفنانين التشكيليين السوريين شاركوا في هذا المعرض من خلال لوحاتهم.
وأوضح علي أن اتحاد المصدرين أتاح هذه الفرصة للفنان التشكيلي السوري لإيصال أعماله إلى أكبر عدد من المتلقين.
كما أقيم على هامش المعرض معرض للزهور ونباتات الزينة حيث أكد المهندس محمد الشبعاني رئيس لجنة منتجي النباتات والزهور في سورية إلى أن هذه المشاركة التي تأتي برعاية اتحاد المصدرين السوريين تعكس مدى قدرة المنتج السوري على تحدي الظروف والتداعيات جراء الأزمة في سورية والمتمثلة بصعوبات الإنتاج والنقل والتسويق لافتا إلى أن المعرض يتضمن نباتات الزينة وأشجار الحدائق والاشجار الحراجية وبعض الأشجار المثمرة والشتول.
إلى ذلك افتتح معرض للجلود والصناعات الجلدية حيث أوضح سمير الشامي رئيس اللجنة القطاعية للجلديات في اتحاد المصدرين السوريين أن الاتحاد يولي قطاع الجلود اهتماما خاصا من خلال تخصيص معرض له لإبراز المنتجات الجلدية السورية وجودتها وجمع المنتج السوري مع المستورد لفتح أسواق جديدة للصناعات الجلدية التي عادت بقوة الى السوق رغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها سورية