كتب:أيمن قحف
في مكان ما من الصفحة الرئيسية اليوم في سيريانديز تجدون خبراً عن المؤسسة العامة للطيران المدني يفيد في أوله بموافقة مجلس الإدارة على تحويلها لشركة قابضة ،وفي آخره توجه الوزارة على تحويلها لهيئة عامة!!!
نحن في سيريانديز نقلنا عن مصادرنا الموثوقة ،ولكنني هنا أود أن أسأل :هل هناك "شيزوفرينيا"إدارية في وزارة النقل؟!!
وهل مجلس إدارة المؤسسة في واد والوزارة في واد آخر؟!!
لقد وقفت بشدة ضد تحويل الطيران المدني إلى"مؤسسة اقتصادية"،لكن الوزير الصديق مكرم عبيد أصر على موقفه وصدر قانون تحويلها لمؤسسة بدل أن تبقى سلطة كما هو حالها في كل العالم!
فيما بعد عرف الوزراء المتعاقبون حجم الخطأ،وأنا كتبت منذ أكثر من سبع سنوات ما يلي:
«سلطة» تبحث عن موارد في الزوايا؟!
عندما وضع مشروع قانون تحويل المديرية العامة للطيران المدني إلى مؤسسة عامة ذات طابع اقتصادي، كان لنا آنذاك تحفّظ حول هذا المبدأ، لأن الطيران المدني في جميع دول العالم هو «سلطة» وليس مؤسسة اقتصادية مسؤولة عن المطارات -بكل ما فيها- والطيران المدني والتحليق في الأجواء الوطنية ولايجوز أن نشغلها بتأمين الموارد الاقتصادية لتمول مشروعاتها ونفقاتها..
اليوم، وبعد مرور عدة سنوات على تحول المديرية إلى مؤسسة نسأل ما الذي تغير؟
هل تحسنت صورة المطارات القائمة ولاسيما مطار دمشق الدولي؟.
هل تم بناء مطارات جديدة أو حتى تطوير حقيقي للمطارات القائمة؟
من ينظر إلى مطار دمشق الدولي حالياً يجده -قياساً للتطور المنتظر -قد تراجع عما كان عليه في السابق من حيث الشكل والخدمات، وتنكشف أكثر عورات المطار في موسم الازدحام الذي يكاد ينتهي.
كل ما يمكن ملاحظته في المطار هو التركيز على منح المزيد من الموافقات الاستثمارية في أرجاء المطار الذي امتلأ بالمحلات والأكشاك وربما قريباً سنجد فيه «بسطات» وكله كرمى لعيون الاستثمار وتحقيق العائد الاقتصادي.
لقد بات من الضروري إعادة النظر في مجمل عمل الطيران المدني وتحديد المسؤوليات والصلاحيات لكل جهة من الجهات العاملة في المطار «مثلاً تتحمل مؤسسة الطيران العربية السورية الكثير من النقد نتيجة أمور ليست من اختصاصها»..
ولعل أهم نقطة هي إعادة توجيه اهتمام إدارة الطيران المدني لممارسة سلطتها وتطوير مطاراتها لا أن تبحث في كل متر مربع في المطارات عن وسيلة لتأمين الموارد...
انتهى النص المنشور في 2007
بقي أن نسأل وزارة النقل:بماذا تفكرون حقاً؟!!