حوار: أيمن قحف
يعمل السفير الدكتور رياض حداد حوالي 16 ساعة في اليوم ويتواجد حتى في أيام العطل الرسمية لمتابعة الملفات الكبرى في العلاقات السورية الروسية وشؤون السوريين المغتربين أو الزائرين.
المسؤولون الروس ومن خلال تواصلهم اليومي مع السفير السوري يعطونه تقييماً عالياً ويتعاملون معه بأفضل ما يمكن وما يليق بالعلاقات الإستراتيجية بين البلدين، أما الجالية السورية فبعضهم يقول أنها المرة الأولى التي يشعرون فيها بوجود (السفير) بكل ما تعنيه الكلمة !!!
رجل عرف روسيا ولغتها وعوالمها على فترتين درس فيهما الماجستير والدكتوراه،أتى إليها ببزته العسكرية برتبة لواء..
هذا اللواء الدكتور يتابع بكفاءة اليوم أمور السياسة والاقتصاد و الثقافة والفكر، بل ويهتم بضيوف موسكو فيعطيهم من وقته الثمين ويستقبلهم بكل رحابة صدر..
بورصات وأسواق زارت السفير الناجح وكان الحوار التالي:
سعادة السفير من خلال متابعتنا للعديد من الزيارات الرسمية لمسؤولين سورين والتعاون في مختلف المجالات مع روسيا الاتحادية أرى كمتابع أن النتائج لم تكن بالمستوى المطلوب أفترض أن هناك مشكلة ما في أسلوب التحضير أو المواضيع أو الاجتماعات وربما يكون هناك مشكلة من الجانب الروسي في عدم التفاعل مع الزيارات التي تخصهم أو تخصنا، كيف لنا أن نرفع من كفاءة الزيارات الرسمية لترقى العلاقات إلى مستوى أفضل؟
أنا لم ألاحظ ذلك ولم ألاحظ أن الوفود التي تأتي إلى هنا فيها ثغرة في تنفيذها أو في تعاملها، لكن بشكل أساس لنبدأ بالقول أن التعامل الروسي السوري قديم وبيننا معاهدات سياسية واقتصادية وعسكرية وتقنية، سورية تدعم السياسات الخارجية لروسيا، وهذا جعل حجم الميزان التجاري حوالي 400 دولار قديماً وهو رقم يتجاوز عدة أضعاف عندما نأتي إلى التعاون العسكري، وبعد ما أنهت سورية مشكلة الديون بينها وبين روسيا وجد لدينا الكثير من الطموحات لترميم العلاقات مع الجانب السوري، والسيد الرئيس عندما قال يجب أن نتحول شرقا نحن نسعى إلى تعزيز العلاقة الاقتصادية والاتصال مع وزير الاقتصاد وغرفة التجارة وإقامة علاقات بين المؤسسات الاقتصادية في سورية وبين المؤسسات الاقتصادية هنا في روسيا، والحقيقة هناك العديد من الآفاق التي فتحت وأصبح لدينا علاقات في الكثير من القضايا وتعثرنا في بعضها، قد أكون غير راضيا عن حجم العقود التي وقعت ونفذت، نظرا لأن سورية الآن تعيش حالة معينة هذه الحالة هي التي تخيف الكثير من الشركات الروسية من الذهاب إلى سورية والاستثمار فيها، ولقد حاولنا جاهدين أن نرغبهم بالاستثمار في سورية وتمتين العلاقات الاقتصادية مع الجانب السوري، هذا الخوف هو الذي يعيق الاتفاقيات التي تحدث.
نحن لسنا بصدد زيادة الاتفاقيات أو جذب الاستثمارات الروسية بقدر ما نسعى من خلال هذه الزيارات إلى حل للمشاكل التي تتعرض لها سورية اليوم وحل المشاكل العديدة التي يتعرض لها المواطن السوري من حاجة إلى الوقود أو الوفود العلمية أو سوى ذلك، نحن لم نقل لا يوجد كفاءة لكن كيف نزيد من هذه الكفاءة بما يتناسب مع احتياجاتنا، هل الوفود التي تأتي تكون على حجم جيد من الاستعداد والعدد الكافي للخروج بنتيجة من الزيارة؟
بالتأكيد الزيارات الدائمة والمتكررة للقطاعات الإنتاجية ومدراء الإنتاج بين روسيا وسورية يعطي دفع للعلاقات، والوفود التي تأتي إلى هنا تكون جاهزة وتطرح تسهيلات للشركات الروسية، لدرجة أن الشركات أصبحت تتعاقد مباشرة ودون مناقصات، لأن الروس باتوا متأثرين من موضوع المناقصات، وقد عبروا عن ذلك في المؤتمر الاقتصادي الأخير، حيث قالوا في سورية هناك بعض البيروقراطية والروتين وهناك صعوبات تعيق الشركات الروسية وذكروا هذا أمام وزير المالية في أحد اللقاءات ، هذا الأمر لا يمكن أن نعزيه إلى الوفد أن كان قد حضر نفسه جيداً أم لا ولكن عندما تذهب الشركة إلى سورية وتبدأ العمل عناك أنا كسفير تقطع علاقتي معها، ولكن في النهاية أسمع بفشل الشركة الروسية قد يكون السبب أن الشركة الروسية كانت ترفع السعر أو هناك منافسة مع شركات أخرى استطاعت أن تثبت نفسها أكثر على الساحة، كمثال موضوع النفط بعثنا إلى سورية أكثر من 20 شركة نفطية لم تفز أي شركة بعقد شراء النفط السوري الخام أو توريد الديزل إلى سورية ، ما سبب هذا نحن لا نعرفه، أتت لجنة وزارية إلى روسيا كان يوجد 3 وزراء وأتت جميع الشركات واجتمعنا مع الجميع واختلفت الآراء هنا في قاعة الاجتماعات، حيث كان الاتفاق على سعر معين ثم تغير ذلك السعر، ثم عادت الشركات إلى سورية!!
اللجنة المشتركة العليا متى اجتمعت آخر مرة ، وهل اجتمعت في عهد الدكتور قدري جميل؟
نعم، اجتمعت في عهد الدكتور قدري جميل مرة واحدة، مع السيد خلبونن.
يجب على اللجنة العليا الاجتماع بشكل مستمر والتحضير الدائم لكثير من القضايا والأمور، هل هناك اجتماع قريب لهذه اللجنة؟
هناك الاجتماع الدولي لها قريبا في موسكو، مثل أنا لدي لقاء مع وزير الطاقة بعد يومين في روسيا نحن سنطلب بشكل أساسي موضوع التنقيب عن النفط والغاز في البحر، ولدي رسالة لهم بأنهم يملكون الأفضلية الأولى في اتجاه التنقيب بدون أي منافسات أو مناقصات، وهم سيهتمون لأنه مشروع ناجح جداً لكن ما يحدث هناك نحن لا نعلم به.
هناك مجموعة كبيرة من رجال الأعمال السوريين المغتربين بعضهم لهم أعمال في سورية والآخرون ليس لهم أعمال بعضهم يتواصل وآخرون لا، ما الدور الاقتصادي الذي تتوقعه من مجتمع الأعمال السوري المقيم في روسيا الآن خلال الأزمة أو في وقت لاحق بعد الأزمة؟
هناك مجموعة من رجال الأعمال المهمين جداً العاملين في موسكو، منهم ما يعمل في النط وآخرون في المواد الغذائية والتوريد والاستيراد من الصين وأعمالهم كونها خاصة وتتعلق بغرفة التجارة الروسية وهذه الأعمال ناجحة جداً لأن هناك تفهم من الجانب الروسي لعملهم وهناك اتفاقيات بين روسيا وسورية حول التعرفة الجمركية وتخفيضها وفي بعض المواد إلغاءها ، لذلك هذه الأعمال ناجحة ودورهم ناجح جداً، وما بعد الأزمة لرجال الأعمال هنا دور ولكن دور جزئي، حيث أن أعمالهم غذائية ومواد تجارية واقتصادية صغيرة وليس استثمارات ضخمة، أنا أعلق عليم أمل في إعادة اعمار سورية بعد الأزمة ولكن لشركات الاستثمار الروسية الضخمة تأثير أكبر ولها دور أساسي وكبير وينحصر فيهم فقط، وفي وضع الأزمة الآن لا نستطيع تقديم أي شيء لسورية لأن أي مشروع نواجه في الكثير من الصعوبات، لكن أتى وفد كبير مؤخرا واتفقنا على منح الجانب الروسي مكافأة على دوره السياسي الكبير في الأزمة السورية وهو دين في رقابنا، والموقف الروسي أعاد التوازن إلى الساحة الدولية وهو لم يقتصر على مؤسسة واحدة أو حزب معين، والدولة الروسية كحكومة ومؤسسات وشعب كان لهم دور واضح لدرجة أن مجلس الدوما عندما اتخذ قرار حول الموقف الروسي في سورية كان بالإجماع حتى من المعارضين وكان لهم كلمة أساسية أننا قد نختلف في كثير من القضايا ولكن في المسألة السورية نحن متحدون، وسبب هذا الموقف هو الصداقة الروسية السورية والعلاقة القديمة بين الطرفين القائمة على حسن النية والصداقة، وتطور الأحداث في سورية سينعكس على المنطقة بأسرها وبشكل عام هناك صراع عام في المنطقة وهناك صراع دولية على شكل العلاقة في القرن العشرين ، وأمريكا تحاول فرض نوع من الهيمنة على العالم ، وعندما أتى أوباما كرس سياسة القطب الواحد ولكن بشكل مختلف عن بوش بأسلوب متعدد الخطوات لأن أوباما كان أذكى من بوش بالسياسة الدولية، وهم يتحدثون عن ذلك أيضا، لذلك إن اكتمل المشهد اليوم في سورية وحدث شيء، فالروس فقدوا مصداقيتهم إقليميا وداخليا ومن كل النواحي، وهم لديهم مصلحة حيث أن الأحداث في سورية قريبة من حدودهم الجنوبية.