أيمن قحف – فيشاغراد - المجر
هناك أماكن "يلهف لها القلب" ..وهذا كان حالي مع بلدة "فيشاغراد" الهنغارية ..
ذات يوم كنت مسافراً بالقطار ما بين براغ وبودابست ...رحلة طويلة تقارب ست ساعات ،لكن خضرة أوروبا وجبالها وأنهارها دائماً تغري بالسفر عبر بلادها،توقف القطار في محطة صغيرة بين براتسلافا وبودابست تدعى "نيغماروس" ومنها أشرقت أمامي "فيشاغراد" على الضفة الأخرى من نهر الدانوب فاشتعلت شرارة حب و لهفة تجاه تلك البلدة الرائعة ..
حفظت اسمها وقررت أن أزورها يوماً ما..
منذ أيام وفيت بوعدي لنفسي ..أنجزت أعمالي في فيينا ، حجزت في فندق جبلي يدعى "ثيرمال" ..ركبت القطار و كان علي أن أصل إلى بودابست وبعدها أن أبدل المحطة والقطار لأصل إلى "بلدتي الرائعة"!!
في بودابست التي بقيت فيها ربع ساعة فقط ،تذكرت زيارتنا الهامة مع نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية منذ عام ونيف والتي أعادت الروابط الطيبة بين البلدين ..تذكرت السفير الرائع "بوداي" الذي كان بحق سفير لسورية كما هو سفير لبلده وعتبت عليه لأنه لم يأخذنا إلى فيشاغراد ..ولكن لا يمكن أن ننسى مدينة "بيج" الجميلة – عاصمة الثقافة الأوروبية ..وتذكرت أصدقائي السوريين الناجحين هناك والذين فوجئوا بأني اكتشفت هذا المكان الجميل!..
أخيراً وصلت نيغماروس ،من الصعب أن تجد أحداً يتحدث الانكليزية جيداً في تلك البلدة ..ومع ذلك تبين لي أنه لا يوجد طريق أو جسر يوصلني إلى "فيشا غراد"!!!وبالتالي اعتمدت على وسيلة النقل الوحيدة ..العبارة النهرية!
دقائق وصلت فيشاغراد ،فان سياحي أخذني للفندق – المنتجع ..
يوم رائع في الغابة – الجبل - النهر..
تجتمع عناصر الفرح (الماء – الخضرة والوجه الحسن)..الناس قرويون وطيبون للغاية ..
إطلالة رائعة على الدانوب من جهة وعلى الجبال النقية التي تتوجها "قلعة "تشبه إلى حد بعيد قلعة المرقب ببانياس ، وهذا قد يفسر محبة المجريين الشديدة للمرقب..
نبع معدني دافئ برائحة عطرة يتدفق داخل المنتجع يعيد الروح لمن يسبح في مياهه ..
أطعمة شهية طبيعية قد لا تجدها في أماكن كثيرة ..والمهم أن "الأشقاء العرب" لم يصلوا إليها وإلا لفقدت الكثيرمن جماليتها!!!
يوم لا ينسى في بلدة مميزة ..سأنصب نفسي مسوقاً سياحياً لمكان يشبه الجنة ، وأدعو كل من يعشق جمال الطبيعة أن يزور هذه البلدة يوماً ..حيث لا شيء سوى "البساطة"!