قبيل أحد الاجتماعات الرسمية، جلس قرابة عشرة من معاوني الوزراء يتبادلون الحديث، تحدثوا عن رواتبهم التي لاتزيد شيئاً عن أي موظف فئة أولى في ديوان جهة تابعة لهم، وتحدثوا عن تعويضاتهم الشحيحة التي لا تجاوز تعويضات وحوافز عامل في مؤسسة إنتاجية رابحة، كذلك تحدثوا عن حجم العمل الهائل الملقى على عاتق كل منهم والمسؤوليات الجسيمة التي يتحملونها وفي النهاية مقابل ماذا؟ تقريباً لاشئ!
إذا قارن أي معاون وزير نفسه مع أي مدير عام فسنجد أن منصب المدير عام أفضل في كل شيء، ونذكر تماماً أن بعض معاوني الوزراء الذين كانوا في منصب مدير عام تلقوا خبر "ترقيتهم" وكأنه نذير شؤم وخبر لايسر..!
المدير العام آمر للصرف ولديه "أوسع الصلاحيات في إدارة مؤسسته أوشركته" بينما معاون الوزير ليس لديه الصلاحيات إلا ما "يجود" عليه الوزير به، وغالباً ما يضطر المعاون للعودة إلى الوزير في معظم القضايا الهامة رغم التفويضات وإلا سيتلقى التأنيب والعتب لدى اي مداخلة أو شكوى.
في معظم الأحيان فإن سيارة المدير العام أفضل، وربما يكون لديه عدة سيارات "قبل القرار الأخير ولا ندري ماذا حصل الآن" كذلك مكتبه وكافة الخدمات المتوفرة لديه وتعويضاته وأسفاره ومهماته، بل حتى أثناء السفر هناك تعميم بترفيع المديرين العامين للدرجة الأولى بينما يبقى معاون الوزير في الدرجة السياحية وتخيل أن يكون هناك وفد برئاسة معاون وزير يسافر بالدرجة السياحية ويكون مدير عام عضو في الوفد في الدرجة الأولى؟!
لن نقول أننا نقصد خلال المقارنة أن المدير العام لا يستحق الميزات المذكورة ولكن نقول أن معاون الوزير الذي يتحمل مسؤوليات كبرى ويكاد لا يرى عائلته أو يعرف الحياة الاجتماعية يستحق اهتماماً أكثر، يستحق تكريما يتوازى مع مسؤوليته وخدماته، كما يستحق معاون الوزير تحديداً أدق لصلاحياته ومسؤولياته بعيداً عن مزاج هذا الوزير أو ذاك .
