دمشق- سيريانديز
يثير مرض السرطان مخاوف كبيرة في المجتمع لدرجة يتفادى البعض ذكر اسمه وتزيد الأرقام العالمية هذه المخاوف والتي تتوقع ارتفاع إصاباته المسجلة سنويا إلى 24 مليون حالة جديدة بحلول عام 2035 في وقت يؤكد فيه الصندوق العالمي لأبحاث السرطان إمكانية تفادي ثلث هذه الحالات بتغيير نمط الحياة والغذاء.
تسع توصيات يتبناها الصندوق العالمي تضمن خفض عدد الإصابات بنسبة 30 بالمئة وهي الحفاظ على الوزن الصحي وتجنب الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية والمشروبات السكرية والكحولية واللحوم الحمراء والمصنعة والمكملات الغذائية وتناول كميات أقل من الملح وأكبر من الحبوب والخضار والفواكه وممارسة النشاط البدني لمدة نصف ساعة يوميا والالتزام بالرضاعة الطبيعية لمدة ستة أشهر.
وقبل أسبوع من اليوم العالمي للسرطان تؤكد وزارة الصحة أن نسب الاصابات الجديدة المسجلة بالمرض في سورية مقاربة لدول الجوار فيما التحدي الاكبر هو التأخر بطلب العلاج.
ويقول رئيس دائرة مكافحة السرطان في وزارة الصحة الدكتور فراس الجرف في تصريح لنشرة سانا الصحية أن معدل الإصابة بالسرطان هو واحد من كل ألف شخص سنويا وهو “مقارب لدول الجوار لكن المشكلة الأساسية أن 70 بالمئة من الحالات تراجع المؤسسات الصحية في مراحل سريرية متأخرة”.
ويتولى السجل الوطني التابع لدائرة مكافحة السرطان جمع البيانات حول الحالات الجديدة وتوزعها حسب المحافظة والجنس والعمر وغيره ويكشف الدكتور الجرف أن السجل سينتقل خلال العام الجاري من جمع البيانات بالاعتماد على قاعدة المشافي إلى القاعدة السكانية والبداية ستكون من محافظة السويداء لتعمم التجربة على بقية المحافظات.
ويشير الجرف إلى أن السجل يغطي المشافي الحكومية التي تستقبل مرضى السرطان وتعكس أرقامه نحو 75 بالمئة من واقع المرض على المستوى الوطني.
وعن السرطانات الأكثر شيوعا حسب الجنس يوضح الدكتور الجرف أنه بالنسبة للإناث يتصدر سرطان الثدي بنسبة 30 بالمئة يليه القولون والمستقيم ثم الدم وللرجال سرطان الرئة ثم القولون والمستقيم والدم يليه الدماغ والبروستات مبينا أن سرطان الأطفال يشكل 10 بالمئة من مجموع السرطانات وأكثر الأنواع شيوعا التي تصيبهم هي الدم ثم اللمفوما والدماغ والجملة العصبية المركزية.
وتنقسم العوامل المسرطنة وفقا للدكتور الجرف إلى مؤكدة وغير مؤكدة وتتضمن الأولى التدخين والكحول والبدانة واللحوم المعالجة إضافة لأسباب أخرى بيئية كنوعية التربة والمياه والهواء وذاتية كالعوامل الوراثية والنفسية والصحية وغيرها.
ويشدد الجرف على أهمية نشر ثقافة الوقاية لتفادي الكثير من الاصابات الجديدة والتأكيد على إجراء الفحوص الدورية للكشف المبكر عن عدة أنواع منها سرطانات الثدي والبروستات والقولون وعنق الرحم.
ورغم تحديات الحرب الارهابية على سورية التي تسببت بارتفاع تكاليف أدوية السرطان وصعوبة تأمينها تواصل وزارة الصحة توفير العلاج المجاني لمرضى السرطان حيث تصرف 120 صنفا دوائيا مستوردا معظمها من دول صديقة حسب مدير الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة الدكتور أحمد ضميرية.
ويؤكد الدكتور ضميرية بتصريح مماثل أن الوزارة تغطي نحو 90 بالمئة من احتياجات مرضى الاورام رغم الاجراءات الاقتصادية أحادية الجانب المفروضة
على سورية مبينا أن “أي نقص يتم تداركه بسرعة”.
وتتوزع مراكز العلاج التابعة للوزارة كما يوضح ضميرية في مشفى ابن النفيس والهيئة العامة لمشفى دمشق ومجمع ابن رشد الطبي بحلب والهيئة العامة لمشفى حماة الوطني ومشفى زيد الشريطي بالسويداء والباسل بطرطوس إضافة لأربعة مراكز تخصصية في حمص.
ويوضح مدير الأمراض السارية أن وزارة الصحة توءمن العلاج المجاني الكيميائي والجراحي لمرضى الأورام بينما يوفر العلاج الشعاعي عبر مشفيي البيروني وتشرين الجامعيين.
ووفقا لأرقام منظمة الصحة العالمية فإن السرطان مسوءول عالميا عن وفاة واحدة من بين ست وتتركز معظم وفياته في الدول متوسطة ومنخفضة الدخل وتحذر المنظمة بشكل خاص من التدخين المسبب الأول للسرطان ولنحو 22 بالمئة من الوفيات المرتبطة به.
وتحتفل دول العالم في الـ 4 من شباط سنويا باليوم العالمي للسرطان وتختار لحملة هذا العام أيضا عنوان “نعم نستطيع” لدعوة كل فرد ليأخذ دوره في مكافحة زيادة انتشاره عالميا.