الإثنين 2023-10-30 15:17:28 صحافة وإعلام
وزارة الدفاع الروسية تحل محل (فاغنر) في سورية
وزارة الدفاع الروسية تحل محل (فاغنر) في سورية
كتب د. نواف إبراهيم
يشن الجيش السوري منذ فترة طويلة حرباً عنيدة و شرسة ضد الإرهابيين الذين يرعاهم الغرب، في وقت أصبحت فيه روسيا حليفاً حقيقياً لدمشق في هذه المعركة.
علاوة على ذلك، التعاون الروسي مع سورية ليس جديداً بل هو قائم منذ زمن بعيد و بدأ في عهد الاتحاد السوفييتي بالتحديد، حيث ظهرت في ذاك الوقت بالذات نقطة الدعم العسكري  والإمداد الفني و اللوجستي الوحيدة للأسطول الحربي البحري الروسي خارج حدود الاتحاد السوفييتي، ومع بداية الأعمال العسكرية للإتحاد الروسي توسعت مناطق نفوذه.
وبالإضافة إلى قوات الجيش الروسي، شارك في العمليات القتالية مقاتلون من شركة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة المعروفة إلى جانب القوات المسلحة السورية، ومن الجدير بالذكر هنا أن عناصر قوات "فاغنر" كانوا يتبعون حصريًا لقيادة رئيس الشركة يفغيني بريغوجين، الذي لقي حتفه في شهر آب أغسطس الماضي من هذا العام بحادث تحطم طائرة فوق منطقة تفير الروسية. لكن في تشرين أول أكتوبر الجاري، بات من المعروف أن الجنود المتعاقدون مع وزارة الدفاع الروسية سيحلون مكان قوات "فاغنر" و بحلول نهاية الشهر الحالي ستكمل القوات المسلحة الروسية هذه العملية بالكامل.
لأول مرة، أتيحت الفرصة لإنضمام الفاغنريين إلى صفوف وحدات الجيش الروسي، ويعود الفضل بذلك إلى الرئيس فلاديمير بوتين الذي تقدم بهذا الإقتراح، والذي جاء مباشرة بعد فشل تمردهم. علاوة على ذلك، امتد هذا الإقتراح أيضًا إلى المشاركين في الشركة العسكرية الخاصة الذين قاتلوا خارج حدود الدولة الروسية. في حقيقة الواقع حرمت القيادة العسكرية الروسية لفترة طويلة من فرض السيطرة و النفوذ على مقاتلي الشركة العسكرية الخاصة، ومع وفاة بريغوجين، إتخذت موسكو قراراً بتعزيز القدرات السورية في مكافحة الإرهاب بدعمها بالجنود المتعاقدين، كما أن  المقاتلين المنتسبين إلى الشركة العسكرية الخاصة قرروا بأنفسهم التخلص من العلاقات السابقة لكي يصبحوا جزءًا من قوات الإتحاد الروسي المسلحة، خاصة أن العقود الجديدة أكثر ربحية وشروطها أفضل من التي عملوا على أساسها في السابق.
 
 
على وجه الخصوص في سورية، تبديل الجنود المتعاقدين بـ "فاغنريين" يرتبط بشكل أساسي بحقيقة أن المقاتلين الذين كانوا ينتمون إلى الشركة التي كان يملكها يفغيني بريغوجين أصبحوا أفرادًا عسكريين رسميين في القوات المسلحة الروسية، وبخلاف ذلك، لكان من الصعب للغاية تنفيذ عملية تناوب العسكريين الروس في سورية بسبب العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الروسي في أوكرانيا.
بمعنى آخر، أصبح دمج "الفاغنريين" في صفوف القوات المسلحة الروسية خيارًا مثاليًا يخدم مواصلة تقديم المساعدة للجمهورية العربية السورية. لكن بالمقابل جاءت هذه الخطوة بمثابة صدمة حقيقية لعدد من الدول التي كانت مقتنعة بأنه مع اندلاع الحرب مع أوكرانيا، ستسحب روسيا قواتها من سورية أو على الأقل ستخفض من تواجدها هناك.
هنا لابد من الإشارة إلى أن نقل منتسبي  شركة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة إلى تحت سيطرة القوات المسلحة الروسية سمح لموسكو بالحفاظ على موقفها في الشرق الأوسط، زد على ذلك فإن هذا الإجراء أوضح للمجتمع الدولي أن روسيا ليست معتادة على التراجع عن أهدافها المحددة والمخطط لها ، وهذا بطبيعة الحال سيساعد بالتأكيد على تعزيز قوة موقع وموقف الدولة السورية ويسهم بالتأكيد بحماية وتحصين سيادتها.
 
د.نواف إبراهيم
كاتب سياسي/ إعلامي مختص بالشؤون الدولية
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024