الأحد 2021-03-21 20:35:30 ثقافة ومنوعات
التشكيلي عصام درويش لسيريانديز: المرأة ملهمتي جسداً وروحاً

سيريانديز- يسرى جنيدي
يحاكي بلوحاته الحياة والحب والجمال، يبدعها برومانسية ساحرة لتصبح سيمفونيات خالدة. صاحب بصمة إبداعية متميزة في الحركة التشكيلية السورية.
قام بتوثيق الحرب التي تعرضت لها سورية بلوحات كثيرة ومعارض مهمة .
عصام درويش من أهم رواد الفن التشكيلي السوري في لقاء له مع سيريانديز.
كيف كانت البداية في عالم الفن؟
بدأ الأمر مبكراً جداً منذ الصغر ،حالفني الحظ بوجود أساتذة مهمين شجعوا موهبتي وساعدوني على تطويرها منهم الفنان ناظم الجعفري الذي قام بتكليفنا  برسم بورتريه لتمثال نصفي، عندما قدمت له لوحتي لم يصدق أنني من قام برسمها وعاقبني، هذا العقاب كان أهم شهادة لي في البداية.
تابع درويش: منزل عائلتي في شارع بغداد بجانب كلية الفنون الجميلة، كنا نلعب بساحة التحرير المطلة على الكلية حيث تابعت  بشغف الأساتذة والطلاب وحلمت أن أكون من طلاب كلية الفنون، وكان الأمر. شيء عظيم أن يحقق الإنسان حلماً من أحلامه.
في كلية الفنون كان المشوار جميل، تلقيت دراستي على يد أهم رواد الفن التشكيلي( محمود حمّاد – فاتح المدرّس – نذير نبعة – الياس زيات – غسان سباعي... ) وقائمة طويلة من الأسماء المهمة التي تشكل الوجه الناصع للفن التشكيلي السوري والثقافة السورية.
بعد التخرج أصبحنا من الأصدقاء والذي ساعد على تعزيز وتقوية هذه الصداقة والزمالة غاليري عشتار الذي قمت بافتتاحه 1987، أغلب أساتذتي أقاموا معارض في غاليري عشتار و حظيت برعايتهم ودعمهم.
كنت الفنان الشاب الذي اختاره فاتح المدرس ليكون شريكاً له في معرض عمان
حدثنا عن هذه التجربة؟
جاء إلى دمشق مدير غاليري من عمان للاتفاق مع الفنان فاتح المدرس لإقامة معرض في الأردن.
وافق فاتح المدرس على العرض وطلب أن يكون المعرض مشتركاً معي. تمّ الاتفاق بمنزل فاتح المدرّس بوجود زوجته السيدة شكران الإمام.
كان هذا الطلب شرفا" كبيراً لي، من المعروف عن المبدع المدرس تشجيعه للمواهب الشابة التي يؤمن بها.
تم المعرض عام 1999 بالرغم من وفاة الكبير فاتح المدرّس، قامت زوجته السيدة شكران بإرسال اللوحات المتفق عليها إلى عمان.
كان معرضاً كبيراً وتجربة عظيمة على الصعيد الفني والأدبي والوجودي.
بعد وفاة الأستاذ والصديق والفنان العظيم فاتح المدرّس قمت بشراء نصف مرسمه من السيدة شكران وأعدنا افتتاحه كغاليري فاتح المدرّس بساحة النجمة وقررنا أن تكون أعمال المدرس جزءاً من أي عرض كمتحف صغير له .
أقمنا الكثير من المعارض فيه وبعد وفاة السيدة شكران تابعت المشوار .
هل هناك ميزات للغاليري الذي مالكه فنان عن الغاليري الذي يمتلكه شخص لا ينتمي لعالم الفن؟
في أوروبا كان هناك رجال أعمال يمتلكون صالات عرض مهمة جداً ساهموا بنهضة الفن التشكيلي في بلادهم، حيث أنهم اعتمدوا على خبراء لاختيار الفنانين المهمين والأعمال المهمة التي سيتم عرضها في صالتهم.
في بلادنا هناك متذوقي فن ورجال أعمال استثمروا أموال ضخمة في الفن لا ننكر أنهم أعطوا دفعة مهمة للفن السوري.
لكن الغاليري الذي نجح واستمر هو الذي يمتلكه فنان.

كيف نجحت تجربتك في غاليري عشتار وغاليري فاتح المدرّس؟
بالنسبة لي بالرغم من أن امكاناتي المادية كانت متواضعة عندما افتتحت غاليري عشتار إلا أنني اعتمدت على خبرتي ومعرفتي بالفنانين وذوقي الفني وهذا عوضني عن نقص السيولة لدي.
بعد 34 سنة على افتتاح غاليري عشتار اكتشفت أنني اخترت أفضل الفنانين والعروض واقتنيت أهم اللوحات التي تشكل ثروة حالياً وكما قلت هذا له علاقة بالدراسة والخبرة والتذوق.
هل ساعدك امتلاكك للغاليري بأن تنشر فنك بشكل أكبر؟
تفرغت للغاليري الذي تطلب مني وقتاً وجهداً كبيرين ليصبح من أهم وأفضل صالات العرض في المنطقة، فبدل أن أقوم برسم مثلاً 100 لوحة بالعام لم يكن لدي الوقت سوى لرسم 20 لوحة.
من جهة أخرى من الممكن أن يكون امتلاكي للغاليري  ساعدني في انتشاري، بسبب وجود لوحة او لوحتين أو أكثر  بشكل دائم في مكتبي في الغاليري .
فأي معرض يقام سيشاهد رواده لوحاتي.
وأيضاً من خلال غاليري عشتار تعرّفت على الكثير من الفنانين لو كنت مجرد فنان عادي لم أستطع التعرف عليهم.
إنني راضٍ جداً عن فني وعن إدارتي للغاليري.

هل الفن نخبوي؟
لكي يستطيع المتلقي تذوق الفن يجب أن يمتلك حد أدنى من الثقافة الفنية.
لذلك الفن العالي نخبوي يلزمه ثقافة واجتهاد للقدرة على فهمه وهذا واجب العائلة والمدرسة والجامعة وإلا علام.
أين هي المرأة في فن عصام درويش؟
المرأة ملهمتي الدافئة جسداً وروحاً.
أقمت معرضاً أسميته (حضور الغياب)، قمت برسم آثار المرأة مثلاً ملابسها التي ارتدتها لكن بغياب المرأة.
كانت تجربة مهمة أردت من خلالها أن أبيّن وضع المرأة في مجتمعنا فهي موجودة بقوة في كل المجالات لكن لم تأخذ حقها بالكامل.
وقبل تجربتي (حضور الغياب) كان هناك تجربة (المرأة الجنة).
مشاهد في الجنة حيث تتحد المرأة مع الطبيعة بشكل فاتن.
وهناك تجربة (طبيعة غير صامتة) رسمت زهور كانت بالنسبة لي كالبشر.
في هذه التجربة كانت هناك علاقات حب وعشق وعناق.
الزهور كانت رمزية تمثل مشاهد حب في الطبيعة.

هل الفنان عصام درويش مع المعارض الفنية الالكترونية وهل تؤثر هذه المعارض سلباً على المعارض العادية؟
المعارض الالكترونية أصبحت جزء من المبادرات في زمن الكورونا، في المعارض العادية هناك حضور كثيف وهذا غير محبذ في زمن الكورونا.
لذلك نشأت مبادرات كثيرة، كنت سعيداً بمشاركتي بإحدى هذه المبادرات التي دعيت لها بمعرض أوكرانيا الالكتروني الذي أقامته الجالية السورية وقبله كنت قد دعيت للمشاركة بمعرض  عالمي لاختيار لوحات تطبع على كمامات للحماية من كورونا وتم اختيار لوحة لي لتطبع وتوضع على الكمامات.
أما من ناحية الأثر أعتقد أنه لا يؤثر سلباً على المعارض الواقعية بالعكس عندما تعرض اللوحات على النت ويشاهدها الناس ويعجبون بها تصبح هناك رغبة لديهم لمشاهدتها على الواقع، لذلك أعتقد أن المعارض الالكترونية هي دعاية للمعارض الواقعية. ففي النهاية ستنتهي الكورونا وتعود الحياة الى طبيعتها .

هل أثرت الحرب على فن عصام درويش؟
بالتأكيد قبل الحرب كنت أرسم مواضيع وجدانية بعد الحرب بدأت أرصد العنف وأرسم وجوه تصرخ من الألم والوجع، حتى التقنية التي اعتمدتها اختلفت عن ما قبل الحرب.
رسمت مجموعة أعمال على ورق الذهب بعنوان وجوه عربية معاصرة لأن الأزمة عصفت بالمنطقة كلها. نتمنى أن تنتهي هذه الحرب وتعود سورية إلى سابق عهدها في كل المجالات.

ما جديد الفنان عصام درويش؟
قبل الكورونا كان مخطط أن أقيم معرض في البحرين إلا أنه تأجل بسبب الظروف.
لكن هناك العديد من المعارض في غاليري عشتار وفاتح المدرس.

syriandays

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024