الأربعاء 2019-11-13 13:12:16 يحكى أن
2000 جمعية أهلية مرخصة في البلاد.. الناتج على الأرض غير مقنع!!
غسان فطوم
لفتني مؤخراً حراك بعض الجمعيات الأهلية العاملة في المجال الصحي والتي ناقشت "همومها ومشاكلها وصعوبات عملها" ضمن ملتقى نظمته وزارتا الشؤون الاجتماعية والعمل والصحة، في محاولة لرصد الواقع والانطلاق بجودة عالية.
الفكرة بلا شك جيدة، ولكن متى كان مثل هذه الندوات والمؤتمرات والملتقيات ذات فائدة، فقراراتها وتوصياتها دائماً توضع في مجلد أنيق وتحفظ للذكرى ليعاد نبشها في مؤتمر آخر، حيث يتم فقط تغيير التاريخ وربما اسم المكان!!.
لو تحدثنا بالأرقام فسنجد أن هناك أكثر من ألفي جمعية أهلية مرخصة في سورية تحت مسميات مختلفة نسبة 70% منها تزاول العمل الخيري، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا أمام هذا الرقم الكبير: ماذا فعلت تلك الجمعيات خلال سنوات الحرب الماضية .. وما هي المبادرات التي قدمتها على اعتبار أنها متمة للعمل الحكومي؟!
واقع الحال يشير إلى أن عملها كان محدوداً واقتصر على تقديم مساعدات خجولة تصدى لها عدد من الجمعيات ذات الأسماء البارزة تعد على الأصابع، فيما بقي الرقم الأكبر نائماً، والبعض الآخر  يتاجر باسم الجمعية كواجهة أو برستيج، وبذلك يتضح بشكل جلي أن تلك الجمعيات ليس لديها خطط أو استراتيجيات عمل وهذا ما أفسد ثقة المجتمع بها أو لنقل أدى إلى وجود فجوة يحتاج جسرها إلى عمل جاد له مفاعيل حقيقية على الأرض بين المستهدفين وبشكل مستمر، وليس على مبدأ الطفرة!!.
بالمختصر، مؤتمرات وندوات وملتقيات لا فائدة منها، لأنها للأسف تأتي معظمها من باب الاستعراض الإعلامي لإعادة إحياء اسم هذه الجمعية أو تلك، هناك مشكلة في معايير منح التراخيص، لجهة من هم القائمين على أعمالها، هناك مشكلة في آلية وأدوات عمل هذه الجمعيات، هناك مشكلة في عدم وجود بيئة مناسبة للعمل وإطار قانوني مرن يؤمن لها الاستمرارية بعيداَ عن أي مطبات.
وبالنتيجة لا يمكن لأي عمل خيري أن ينجح ما لم يتم وضع خطط وبرامج ذات جدوى على المدى القريب والبعيد وذو قيمة مضافة بالشكل والمضمون!.
 
 
 

 

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024