الأحد 2015-10-25 08:42:57 **المرصد**
«مقعد في حديقة 1»...العم حازم:من صخب حلب وعزها إلى انتظار اتصال قد لا يأتي؟!!!

سيريانديز- رزان صالح
في الحدائق ثمة وجوه متعبة،رسمت عليها السنوات ملامح تشي بقصص لا تنتهي..
في الحدائق أناس كانوا بخير ذات يوم والآن جار عليهم الزمان فلم يجدو سوى المقاعد صديقاً لهم!!
في الحدائق لحظة تنفس وهدوء لعائد من عمله أو مستريح من عناء التنقل أو هارب من بيته!!
هنا نروي بعض القصص..علنا نصل لبعض العبر..علنا نذكر بأناس وحالات نسيها الناس والزمن؟!!)
رجل أسمر البشرة متوسط القامة رمادي الشعر ووجهه مليء بالتجاعيد بسبب التقدم في السن
ها هو بملابسه الرثة المغبرة للغاية ،نظرات عينين غاب عنهما الأمل ليحل الحزن ضيفاً دائماً..
قال لي البعض أنه هنا يجلس منذ أسبوع على عشب هذه الحديقة حتى ظنوه تمثالاً شارد الذهن والشمس تعكس لمعة دمعته التي تحرق خده لتتسرب عبر أخاديد وجهه الكئيب.
أقترب منه وألقي عليه التحية..بدا مستغرباً:ماذا تريد مني هذه الصبية وأنا منذ أسبوع لم يسأل عني أحد من المارة؟!!
بضع كلمات دافئة تبادلتها معه كانت كفيلة بأن تجعله يشعر بالراحة والأمان،وعلى عجل فتح لي قلبه ليروي موجز ما فعلته الأزمة به حتى وصل إلى هذه الحديقة في وسط دمشق..
العم حازم هو من السكان الأصليين لمدينة حلب في منطقة سيف الدولة التي طوت الحرب من عمرها قرابة الأربع سنوات..
كان لدى العم حازم منزلاً ومحلاً تجارياً يعمل فيه ليكسب لقمة عيش يطعم بها ولده الوحيد و زوجته إلى أن تأزمت الأوضاع في منطقته حيث كانت نقطة تماس بين بنادق الحق وجموع مغول العصر الذين لم يتحملوا حضارة حلب وأهلها فعملوا على تدميرها..
نزح إلى اللاذقية ليقطن سنة ،وانتقل إلى فنادق دمشق ليقيم سنة أخرى، و عندما ضاقت الحال أكثر استأجر في منطقة جرمانا سنة ثالثة..إلى أن غدا وحيداً في هذا العالم حيث توفيت زوجته وهاجر ابنه مع من تبقى من اقربائه خارج سوريا !!
أصبح العم حازم –الذي كان ميسوراً ذات يوم-رجلاً فقيراً لا يكاد يملك قوت يومه بعد انتهاء كمية المعونات التي كانت ترسل له من قبل ابنه ..
واجتمع فيه التعب وشدة الجوع فلجأ إلى ظل شجرة في هذه الحديقة لتكون صديقته الوحيدة ينتظر موعد سفره الذي قد يأتي أو لا يأتي،فأنا لم ألحظ أن لديه هاتف!!!
ودعته وأنا أسأل نفسي: كيف يمكن أن يتلقى الاتصال الموعود؟!!!!!   
 

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024