كانت تنشر الغسيل فقط...
عندما رأى هذا المسلح امرأة تنشر غسيل طفلها الصغير على شرفة منزلها غير مكترثة بكل اصوات الاعيرة النارية والتكسير والهلع الذي يملأ فضاء مدينه حمص العدية...
جمد في كبين سيارته ذات الدفع الرباعي..
فرك عينه وتابع مراقبة حركاتها بدهشة....
كانت تنشر الغسيل بهدوء وثقة توحي انها سوف تعيد جمعه بعد ان يجف...
ضرب بكفه على جبهته...
قال في نفسه...
اذن هي واثقة ان حياتها ستستمر على الاقل حتى يجف غسيل طفلها...
من اين استمدت كل هذا اليقين...؛ ؛؛
سواد قلبه اشعل التحدي ولظى الشر اج..
او كما يقولون في هذه الايام الوطنية..
هب او لب...
قال سأهزمها بلا ادنى شك..
سأهزم يقينها..
سأحطم هدوءها..
ادار فوهة رشاشه وبدأ يرمي الطلقات حتى مزق دهان البلكون والزجاج والابواب...
كان الادرينالين يلهب شرايين دماغه..
وشعر ببداية النصر..
لكنه صعق عندما رأى السيدة تتابع نشر غسيل طفلها بعد ان انتهت جعجعت رشاشه التي بدا سخيفا فاشلا..
شعر بان رشاشه خردة بلا فاعلية... ياللعار
سواد قلبه رفع التحدي...
فتح صندوق القنابل وأخرج قنبلة والقاها على البلكون...
عصفت موجة اللهب والدخان في الشارع واحس بالنصر....
صاح مقهقها ...
انشري غسيلك ايتها السيدة بعد الآن...
تابع باحتفالية رمي ما تبقى من طلقاته بالهواء كما يفعل من فاز فريقه بكرة القدم...
دقائق...
هدأ المشهد...
ورست على الجودي...
كانت المرأة ماتزال تنشر ثياب ابنها الصغير على بلكونها محاولة بمهارة حماية الغسيل من اثر الدخان ...
جن سواد قلبه...
هل سيهزمني ثوب طفل رضيع...
هل ستهزمني امرأة...
اخرج قناصته اللايزرية...
نظر من منظارها وحبس نفسه وبدأ رحلة التركيز...
سوف اقنصها في رأسها اليابس....
رأى البلكون وشريط الغسيل ودقونه الطفل الرطبة...
رباط السرة جوارب الصوف رأى قميص الولد المعاد خياطته يدويا....
رأى ملقط الغسيل....
هذه سواعدها التي تنشر الغسيل هذا وجهها هذا خدها هذا ملتقى الحاجبين اسفل الجبهة هذا حاجبها الأيمن هذا رمشها هذا جفنها لاشك ان هذا البريق من عينيها السوداوين...
قال سأقتل لب يقينها...
نظر في لب عينها احس بحرارة ما وصلت الى لب عينه الملتصقة بمنظار القناصة...
بريق اخذ بالاتساع والاحمرار...
ضغط على الزناد وانطلقت الرصاصة...
غمره احساس غريب...
احس لحظتها وكأنه انتقل الى عالم إخر... .
سقطت القناصة او انهارت....
لازال يتنفس ويتحرك لكن بمشاعر غريبة..
نظر الى نفسه في مرآة السيارة ليفهم ما حدث وليعرف سر هذا العجز الذي غسله واسقط سلاحه....
لم يرى صورته المعتاده...
كان هنالك وحش اسود كخبز محروق تنعكس صورته ويدور حول نفس عاجزا عن التعبير..
تحول الى وحش في كبين بيك آب حديث.
بينما تحولت هي الى فكرة تتابع بتصميم المؤمنين نشر غسيل وطن صغير تحت نور شمس الله الواضحة....
يريدون ليطفؤا نور الله بافواههم...
والله متم نوره ولو كره الكافرون..
حمص كعادتها سالمة.....