الأربعاء 2025-09-10 09:44:17 |
**المرصد** |
استطلاع رأي: السوريون يختارون الديمقراطية و٨% يرغبون بنظام ديني اسلامي |
.jpeg) |
سيريانديز
كشف استطلاع رأي شامل في سوريا عن توجهات اجتماعية وسياسية ودينية تعكس ملامح التحول في المزاج العام بعد سنوات من التغيرات العميقة. الاستطلاع الذي شمل أكثر من 3600 مشارك من مختلف المناطق السورية، بما فيها شرق الفرات والسويداء والساحل، أظهر أن 60% من المشاركين يفضلون النظام الديمقراطي كأفضل صيغة للحكم، في حين عبّر 8% فقط عن رغبتهم في نظام ديني قائم على الشريعة الإسلامية دون انتخابات أو أحزاب سياسية، ما يعكس ميلاً واضحًا نحو التعددية السياسية.
وفيما يتعلق بالهوية الدينية والمذهبية، رأى 68% من المشاركين أن التمذهب قد تزايد بعد سقوط النظام البائد، حيث أصبح السوريون يصنفون أنفسهم مذهبيًا أكثر من السابق. ومع ذلك، أكد 66% أنهم لا يمانعون إقامة علاقات مع أي سوري بغض النظر عن مذهبه أو دينه أو قوميته، ما يدل على استمرار قيم التعايش والتسامح.
أما في ما يخص التدين، فقد وصف 10% أنفسهم بأنهم "متدينون جدًا"، بينما قال 57% إنهم "متدينون إلى حد ما"، و21% بأنهم غير متدينين. وأفاد 73% أنهم لا يفرقون في التعامل بين المتدين وغير المتدين، ورفض 75% اعتبار غير المتدين شخصًا سيئًا. كما أن 55% من السوريين يؤيدون فصل الدين عن السياسة، في مؤشر على توجه علماني نسبي داخل المجتمع.
وفي الجانب القومي، اعتبر 69% من المشاركين في الاستطلاع أن القضية الفلسطينية هي قضية جميع العرب، وليس الفلسطينيين وحدهم. ووفقًا لنتائج الاستطلاع، فإن 70% من السوريين يعارضون أي اتفاق سوري مع إسرائيل لا يتضمن استعادة الجولان، ما يعكس تمسكًا قويًا بالقضايا الوطنية والقومية.
اقتصاديًا، وصف 66% الوضع الاقتصادي بأنه سيء جدًا، بينما رأى 56% أن مستوى الأمان جيد جدًا، وأعرب 56% عن شعورهم بالأمل، رغم أن 57% لاحظوا استمرار الفساد، وإن كان بدرجة أقل مما كان عليه قبل سقوط النظام. أما الثقة بالحكومة، فقد جاءت "فوق المتوسط بقليل" بحسب 56% من المشاركين.
ورأى باحثون أن هذا الاستطلاع يقدم صورة دقيقة عن المزاج العام في سوريا، ويكشف عن مجتمع يتطلع إلى الديمقراطية، يتمسك بقيم التعايش، ويواجه تحديات اقتصادية واجتماعية بثبات وأمل.
وتساعد التغيرات التي رصدها الاستطلاع في رسم خريطة اجتماعية وسياسية لسوريا الجديدة، وتتيح للباحثين تحليل العلاقة بين المتغيرات، كتأثير التدين على الموقف من الديمقراطية واختلاف الثقة بالحكومة حسب المنطقة.
وفي المحصلة أن عدد المشاركين في الاستطلاع والبالغ 3600 رقم كبير نسبيًا في سياق الدراسات الميدانية داخل سوريا ويوحي شموله مناطق متعددة يوحي بتنوع إثني وديني ومذهبي، ما يسمح بتحليل الفروقات في المواقف بين المناطق أو الجماعات المختلفة ويوفر قاعدة مرجعية يمكن مقارنتها مع استطلاعات مستقبلية لرصد التغيرات.
|
|