الخميس 2025-08-14 10:25:22 |
ثقافة ومنوعات |
بسام حسن.. منسيٌّ آخر يرحل !! |
 |
سيريانديز ـ نجوى صليبه
فقدنا خلال السّنوات الماضيات عشرات الفنّانين من موسيقيين وممثلين ومغنين، بعضهم نال حقّه كاملاً من الظّهور الإعلامي محليّاً وعربيّاً، بل وأكثر، لدرجة أنّنا مللنا من كثرة ظهورهم والحديث في المواضيع ذاتها في كلّ لقاء ومقابلة واستطلاع ومناسبة ـ طبعاً مع احترمنا وتقديرنا لتاريخهم العريق ـ لكن كنّا نتحدّث دائماً عن عدالة الظّهور، وإعطاء الفرص لمن كانوا من جيل المؤسسين في الدّراما والإذاعة والغناء، أو الجيل الذي أتى بعده، أي أولئك الذين هُمّشوا بقصدٍ أو من دونه، والذين ارتأى معدّ من المعدّين أو مدير من المدراء أنّ مقابلة مع واحد من هؤلاء لن تحقق مشاهداتٍ أو إعجاباتٍ كافية للبرنامج أو القناة ولاحقاً وسائل التّواصل الاجتماعي، وهذا ما تحدّث عنه المطرب والكاتب والملحّن بسام حسن ـ الذي نعته نقابة الفنّانين بالأمس ـ في مقابلة من مقابلاته القليلة، إذ أرجع غيابه عن السّاحة الفنّية إلى "وجود أشخاص في المؤسسات الإعلامية ينحصر تعاملهم مع المطربين ضمن إطار العلاقات الشّخصية والإعجاب الانتقائي، أمّا الفنان الحقيقي فيأبى أن يفرض على أي مفصل مؤثّر للظّهور في برنامج أو حفل فنّي لأنّها ليست من صفات الفنّان الواثق بفنه وحضوره".
وفي نعواتهم، تذكّر بعض الفنّانين مواقف قويّة لزميلهم الرّاحل، إذ نوّهت الفنّانة تماضر غانم رئيسة فرع دمشق بأنّه كان مقاتلاً شرساً في وجه القرارات التّعسفية والظّالمة التي كانت تطول أيّ زميل، وأنّ صوته في المؤتمرات كان دائماً صوت الحقّ، وبكثير من الأسى والحزن ودّع الأصدقاء رجلاً حسن الخلق وطيّب المعشر.. لكن ما يفيد الدّمع والتّكريم بعد الرّحيل؟ طبعاً مع التّسليم بأنّ من لم يفطن لتكريم فنّان وهو على قيد الحياة، لن يفطن لذلك بعد رحيله إلّا حياءً وخجلاً وحفظاً لماء الوجه.
وقد يسأل سائل: ماذا قدّم بسّام حسن للأغنية السّورية؟ ونجيبه يكفيه أنّه انطلق بمسيرته في ثمانينات القرن الماضي، يكفيه أنّه استطاع حجز مكان لاسمه في زمن كان من الصّعب على الفنّان الوصول والاستمرار، ويكفيه أنّه تعامل مع كبار الملحنين السّوريين والعرب، وأمّا السّوريين فنذكر منهم سمير حلمي الذي لحّن له أغنية "بالهداوة" في عام1984، وعبد الفتاح سكر وإبراهيم جودت وأمين الخياط ورضوان رجب وماجد زين العابدين وحسين زهرة وصديق دمشقي وفاهي دامرجيان ويوسف العلي، وأمّا العرب فنذكر بليغ حمدي وسيد مكاوي وفاروق سلامة.
الواقع المرير للأغنية السّورية خصوصاً، والتّعامل الإعلامي عموماً، دفع الرّاحل إلى الابتعاد ـ بإرادته ـ عن السّاحة الفنّيّة احتراماً لحصيلته الفنّية التي استمرت أكثر من ثلاثين عاماً، وذلك بعد أن كان الغياب قراراً خارجاً عن إرادته.
|
|