كتب أيمن قحف :
أعاد لي "الفيس بوك" اليوم ذكرى مقال أعدنا نشره للأستاذ المرحوم حسان صبحي الحموي مؤسس ورئيس مجموعة صناع الجودة العرب التي كانت من أهم دور الخبرة في مجال الإصلاح الإداري والمؤسساتي وأنظمة الجودة في المنطقة العربية ككل، اذ امتد نشاطها وأدخلت نظام الايزو وأنظمة الجودة الإدارية إلى الكثير من المؤسسات السورية العامة والخاصة، إضافة لامتداد نشاطها للعديد من الدول العربية .
ولمن لا يعرف من هم صناع الجودة العرب، نوضح بأنها مجموعة متخصصة في تقديم خدمات البحوث والتقييم وتقييم الاحتياجات والدراسات وتنفيذ الحلول الادارية وتدريب وتوظيف الموارد البشرية ، اذ تشمل قطاعات عملها الاتصالات السلكية واللاسلكية والرعاية الصحية والتعليم والصناعة والأطعمة والمشروبات والخدمات المالية والمصرفية .
وعلى الصعيد الشخصي كان لي الشرف بالتعاون معهم وتغطية أنشطتهم إعلاميا، إضافة إلى الاستفادة من الجلسات التدريبية التي أضافت لي الكثير من الافكار .
قد يكون الفكر الاداري الناضج الذي بدأ يظهر على الفور في أداء وقرارات الدكتور محمد غازي الجلالي رئيس مجلس الوزراء، ربما يعود في جزء منها أنه عمل لسنوات رئيسا لمحلس الأمناء في مجموعة صناع الجودة العرب ، وبالتالي كل تجارب الاصلاح الاداري والمؤسسات وأنظمة الجودة الحكومية والخاصة كان على اطلاع واسع بها ، لذا لم يحتج لكثير من الوقت لكي يدخل لمساته على مشروع الاصلاح الاداري ليصوب المسار .
مع الرحمة لروح السيد حسان صبحي الحموي نعيد نشر هذا المقال ..
ونقول بأن الكلام الصحيح وكلام الخبرة مهما طال الزمن يجب أن يأتي أحد ويعمل به.
هذا نص المقال بالكامل نشر في عام 2017
وزارة فاشلة بأمتياز !
و تعمل على إفشال مشروع الاصلاح في بلدي !
منذ تأسست الوزارة للمرة الاولى رفعنا مذكرة لنائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية في حيننه و أوضحنا ان مشروع احداث وزارة للاصلاح الاداري هو امر غير محمود و غير مجدي و سيسبب الكثير من تضارب الاختصاص مع جهات معنية و اصيلة و مختصة بشؤون الوظيفة العامة و التي هي وحدها من يحتاج الى اصلاح لتتمكن من لعب دورها !!
فشلت الوزارة كما اشرنا و الغيت !
تم اعادة تفعيلها و بنفس الاسلوب و العيوب و بنفس الشخوص !
الآن تأتي السيدة الوزيرة لتفجر قنبلة من العيار الثقيل بإظهار ان الوطن فاشل و أن منظومته الادارية تلفظ أنفاسها الاخيرة و أثارت زوبعة من الغبار الذي حول التفاؤل بقرارات الاصلاح التي اطلقها السيد الرئيس الى إحباط و يأس و احساس بالغبن و الفشل !!
أطالب السيد رئيس الوزراء بطي الاختبار الفاشل و نتائجه و هذا البرنامج الأفشل و المسمى باختبار فحص الجدارة الادارية !
إن الادارة الحكومية و تقييم الاداء و تطويره لا يأتي عبر مغامرين عديمي خبرة و ممارسة و دراية بعمق العمل الحكومي و نظمه و تعقيداته و ظروفه المحيطة !
إن اختبار الجدارة هو اداة لتقييم المتقدمين الجدد لشغل الوظيفة العامة في بعض الدول و قد انتهى عصره و حل محله منظومات ادارة الموارد و الاستثمار البشري ... إن هذا الاختبار ليس اداة لتقييم الاداء المؤسسي و يرتكز على الفرد ! و في نظم الحوكمة و الشفافية و النزاهة فإن ماكينة جودة الادارة هي التي تعزز او تقصي الافراد و ليس اختبار عشوائي!
و إلا فأين المعايير الدولية لذلك و ما مدى معرفة الوزيرة و موظفيها الذين يعدون على اصابع اليد الواحدة بذلك !!
انا مغترب و أزور بلدي لخدمتها خلال اجازاتي و لست من القطاع العام و لكني مؤمن بألاف ممن عرفتهم من الشباب و الشيوخ في العمل الحكومي الذين ترفع لهم القبعات و ينحنى العاقل اما خبراتهم و اخلاصهم ..
أنا من واكب العمل الحكومي منذ 40 عام و عملت على التحديث كمدير لأول و اكبر بيت خبرة في سورية و الدول العربية " صناع الجودة العرب" وعملت على تحديث نظم عمل و كفائة قادة وواكبت كل برامج الاصلاح في سورية؛ اؤكد ان نفس الوزيرة التي اظهرت فشلهم بمنهجيتها الفاشلة و التي تفتقد الى المنهجية والرصانة و الخبرة و الخبراء اساسا !!
وإنها هي بالذات سترسب بنفس الاختبار و اتحداها ان تقبل التحدي !
أنا واثق ان كفائة و جدارة من تقدم للمرحلة النهائية تفوق ال 50 % منهم و مستعد للاثبات..
و أطلب فقط من رئيس الوزارة تمكين فريق تدقيق محايد و متخصص تحت إشراف هيئة المواصفات كونها المعنية بمعايير منظمة ISO ليقوم بتقييم البرنامج و تطبيقه و نتائجه لتظهر الفضيحة الحقيقية وهي ان وزارة الاصلاح هي بؤرة فشل ... وإن من قام بإضاعة الوقت بهكذا برنامج ومن قام باحتساب النتائج أو وضع معايير هذا الاختبار الفاشل هم ابعد من يكون عن الشفافية و فهم معايير تقييم الاداء الدولية و لم يطلعوا عليها اساسا !!
و أتحداهم أن ينجحوا في اختبار مدقق أداء و مطابقة الصادر من منظمة ايركا IRCA ! فكيف ينصبون أنفسهم خصوماً و حكاماً وهم الجهل بعينه !
يا رئيس الوزراء " بإسمك الكبير" ماهكذا يكون الاصلاح و لاهكذا يكون وضع خطط انجاز برنامج السيد الرئيس ..
يارجل كفرتونا بالاصلاح و نحن نجاهد من اجله منذ 20 عام و أغرقتونا بالفساد و الافساد الاداري و تجارب عرض العضلات عبر الاعلام ..
كفى ...
إن كنت لا تعلم فتلك مصيبة و إن كنت تعلم فالمصيبة أعظم ..
مرفق الصورة للمرحوم حسان الحموي