الخميس 2024-07-25 07:48:32 رئيس التحرير
انطباعات من زيارة اعتيادية للدكتور طريف الأخرس
انطباعات من زيارة اعتيادية للدكتور طريف الأخرس


كتب : أيمن قحف
منذ أكثر من ربع قرن نلتقي الدكتور طريف الأخرس و أنا ، بحكم العمل أولاً ، ومن ثم نمت صداقة طويلة الأمد عاصرت فيها تطورات أعماله ومشاريعه الممتدة منذ أكثر من ربع قرن ..
لا أخفيكم ، عندما زرته اليوم ، وهو لقاء مقرر منذ أكثر من أسبوع ، كنت قلقاً بعض الشيء مما قرأته هنا وهناك عن الضبوط المالية التي نظمت بعدد من المنشآت الصناعية ومنها مصانع الشرق الأوسط التي يملكها ، فالرقم المعلن مهول حقاً ويتحاوز 400 مليار ليرة ، والطريقة التي عرض بها الإعلام المعارض وبعض الصفحات غير الاحترافية حملت حالة اساءة ومبالغات لا تخفى أسبابها على أحد ..
بكل الاحوال ، وقبل الزيارة كنت اطلعت على ما نشره موقع صاحبة الجلالة وبيان وزارة المالية من وضع الأمور في سياقها السليم ، وهي جولة اعتيادية لم يتوقع أحد أن تخرج اللجان من أي منشأة دون ضبوط ، والسبب واضح ومعروف لجميع الصناعيين ورجال الأعمال : آلية التسعير في وزارة التجارة الداخلية وتقلبات سعر الصرف تفرض على الصناعي أحد خيارين : أما مخالفة التسعيرة التموينية والبيع بالسعر الحقيقي وبالتالي التعرض للسجن والغرامات الكبرى وفق القانون 8 ، أو انتظار اللجان الضريبية لتضبط مبيعاته وتفرض عليه الضريبة المقررة أصلاً !!
بكل الاحوال الجولة الأخيرة التي شملت تسع منشآت تشابهت فيها الضبوط و الأسباب ، والجميع وافق على التسوية بطيب خاطر ولم يكن هناك نية أصلاً للتهرب وإلا تم أخفاء السجلات !
والسؤال هنا : أين سرية التحقيقات ، ولماذا التشهير بصناعيين مرموقين لهم ظروف موضوعية سببها تضارب القوانين والتعليمات ، وما دام امتثل للقانون لماذا نسرب الضبوط ؟!!!
أعود لزيارتي للدكتور طريف في أحد مكاتبه في دمشق ، وكان - كعادته - منهمكاً بإدارة مجموعته الاقتصادية الضخمة من مصانع وشركات تشغل آلاف العمال وتساهم بقوة في الاقتصاد الوطني وتؤمن الكثير من احتياجات السوق تصنيعاً واستيراداً ..
يعمل كعادته منذ نصف قرن بهمة عالية ، ولا تثنيه الصعوبات عن الاستمرار ، وبقي في البلد في زمن الحرب رغم أن الأغلبية هاجروا ..
يتفهم الدكتور طريف ما جرى مؤخراً وأن السلطات المالية تقوم بواجبها ، ومع حجم العمل الهائل و تضارب القوانين والتعليمات هناك أخطاء تحصل أو اجراءات لا مفر منها يقوم بها الصناعيون لاستمرار عملهم ..
ونحن فعلاً نشعر بالأسف عندما تتم الاساءة لصناعي وطني يعمل ويحترم القانون ويتم التهويل من قبل البعض ..
أذكر أننا وقفنا منذ سبعة عشر عاماً على أرض ترابية قرب مفرق القصير ، وقال لي سأقيم هنا مول كبير ينعش المنطقة ونفذ وعده لكن الحرب أوقفت المشروع الجميل بعد إقلاعه بوقت قصير ..
وذات مرة كنا نتجول في مصانعه فقال لي : أنا مهما ملكت لن ألبس إلا ثوباً واحداً ، وسأنام في سرير واحد ، و لن آكل أكثر من ثلاث وجبات .. هذه المصانع في الحقيقة ملك عمالي ..
لنكن منصفين : هناك رجال أعمال وطنيين يعملون ويشكلون أعمدة حقيقية لاقتصاد الوطني ، ومع الأعمال الكثيرة تحصل أخطاء هنا أو هناك ، لكن ليس من الانصاف نسف كل ما بناه هؤلاء من أجل حديث طبقي حاقد احياناً ، أو على الأقل سوء تقدير من البعض ..

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024