سيريانديز- رانيا شحيدة
تساؤلات كثيرة حول دور "الكيفيران القلوي" في معالجة الأمراض السرطانية يجيب عليها الطبيب السوري إبراهيم الشعار
مشيراً إلى أهمية وضرورة التعاون بين الباحثين والأطباء في إطلاق مبادرات مشتركة تحقق نتائج فعالة لمكافحة السرطان.
وقال: إذا كانت رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة لتحقيق طموح الإنسان في أي جانب من جوانب الحياة، فإن طموح الطبيب السوري بتخفيف الألم يبدأ بقدرته على الإبداع للوصول إلى حلول لأي مشكلة مستعصية تعترضه.
و لتحقيق هذه الحلول، يجب أن يكون البحث العلمي قائماً ومستمراً لمعرفة الأسباب الحقيقية لأمراض لا تزال جدلية في وقتنا الحالي كالسرطان.
وعلى الرغم من أن الحديث عن السرطان ليس بجديد، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت زيادة ملحوظة في نسب الإصابة به محلياً، وفقاً لإحصائيات وزارة الصحة الأخيرة حيث يتضح مدى الحاجة الملحة لتعميق الأبحاث العلمية المتعلقة بهذا المرض.
*نتائج مشجعة لسرطان الثدي والمثانة والبروستات واللوكيميا*:
حظي "الكيفيران القلوي" باهتمام واسع من قبل المختصين، لا سيما بعد رصد مؤشرات إيجابية مبنية على بيانات تفصيلية حول استخدامه، فقد أظهرت التجارب نتائج مبهرة في قتل الخلايا السرطانية شديدة الفتك مثل خلايا الساركوما، وذلك استناداً إلى عدة أوراق بحثية نشرت في مجلات علمية محكمة.
وأشار "الشعار" أن "الكيفيران القلوي" ساهم في التحكم بمعدلات النكس، خاصة لدى مرضى سرطان الثدي والمثانة والبروستات واللوكيميا.
كما تطرق إلى شرح مختصر لآلية عمله بعد سنوات من البحث والتجارب المخبرية مستنداً بذلك إلى الأدلة العلمية في تفسير هذه الآلية، مبسطاً إياها بأنها تعمل على مبدأ "حصان طروادة" مستغلة القدرة العالية للخلايا السرطانية لجذب والتهام السكر (الكيفيران الذي يحوي المادة القلوية) مؤدية لتوقف نشاطها والقضاء عليها، إضافة إلى الدور الذي يلعبه في دعم خلايا الجسم السليمة وتقوية الجهاز المناعي وذلك باستهدافه لمستقبلات خاصة على سطح الخلية السرطانية مدمراً إياها دون أن يلحق الأذى بالخلايا السليمة، لذلك يعتبر طريقة علاجية مبتكرة إذ يدمر الخلايا السرطانية من جهة ويدعم السليمة من جهة أخرى.
وتجدر الإشارة الى أنه تم اختبار "الكيفيران القلوي" على حالات عديدة لمرضى الساركوما خاصة "ساركوما ايوينغ" إذ أعطى تحسناً سريعاً وفعالية عالية وكانت النتائج مذهلة للغاية .
*قنبلة السكر حائزة على براءة اختراع
وتابع عند الوقوف على دور الأبحاث العلمية السورية المحكمة بهذا المجال فإنه تبرز واحدة من أهم هذه الدراسات والتي قمت بها و استمرت لعدة سنوات وانتهت باختراع "الكيفيران القلوي"، الذي أثار اهتمام الباحثين والأطباء على حد سواء بسبب التطورات التي طرأت عليه خلال الفترة الماضية.
الجدير بالذكر، أن هذا الاختراع أو ما يعرف أيضاً ب "القنبلة السكرية" حائز على براءة اختراع مسجلة في سورية وحاصل على موافقة وزارة الصحة السورية والمسجل أيضاً في المنظمة العالمية لحماية الملكية الفكرية (WIPO ) في جينيف.
*الخطة القادمة*:
أن التركيز في المرحلة المقبلة سيكون حول تأسيس "برنامج ماتريكس الشعار" لتعزيز التعاون مع الجهات ذات الصلة لتحقيق إنجازات تقلل من معاناة المرضى وعائلاتهم.
لوجود العديد من التجارب والدراسات التي تهدف الى معالجة الأمراض المزمنة وأمراض المناعة الذاتية، معرباً عن أمله في أن تسهم هذه الأبحاث في تحقيق فوائد ملموسة من خلال "البرنامج المذكور" القائم على المواكبة بين البحث العلمي و حاجات المجتمع، مما يعود بالنفع على مرضى السرطان وذوي الحالات المستعصية.
وأكد الشعار على أهمية التقدم العلمي والتعاون المشترك في مجال مكافحة السرطان مما يزيد الأمل في تحقيق إنجازات طبية ملموسة، حيث يظل التفاؤل قائماً بتقديم حلول فعالة تخفف من معاناة المرضى وتساهم في تحسين جودة وظروف حياتهم.