|
اتسعت بشكل واضح الفجوة بين مشافي الدولة والقطاع الخاص على صعيد توفير مستلزمات الأدوية وتوافر التجهيزات الطبية والتكاليف الكبيرة جداً، في الوقت الذي تؤكد فيه المصادر الطبية استمرار تعطل أجهزة المرنان في عدد من المشافي الجامعية لمبررات ترتبط بالحصار والعقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد، ناهيك عن عدم وجود جميع الزمر والتحاليل الدوائية المطلوبة في كل مشفى من المشافي.
مصادر طبية كشفت أن الأجهزة كانت تعمل بأكثر من طاقتها الاستيعابية لتلبية الاحتياجات، ولاسيما مع الأسعار والأجور الكبيرة التي يتقاضاها القطاع الخاص، لتصبح مشافي الدولة الخيار الأول في إجراء الصور والتحاليل الطبية وغير ذلك من الصور الشعاعية، مضيفة: لا يوجد مشفى بالمطلق يوجد فيه جميع الأدوية والتحاليل والتجهيزات الطبية.
وأكدت مصادر طبية وجود ضغط هائل بأعداد المرضى على مشافي القطاع العام الأمر الذي أدى إلى حدوث أعطال في عدد من الأجهزة، ويتطلب إصلاحها تأمين قطع الغيار، ولكن نتيجة الحصار هناك صعوبة في توفيرها، كما أن إصلاح الجهاز أصبح مكلفاً جداً، وشراء أي جهاز يكلف المليارات.
وطالبت المصادر بضرورة إعادة النظر بآلية الاستجرار المركزي ليصبح تأمين الأدوية عبر كل وزارة لمشافيها، تلافياً لحصول أي تأخير بوصول الأدوية للمشافي، مؤكدة أن الحكومة ورغم ظروف الأزمة والحرب وصعوبة تأمين المواد وقطع الغيار تسعى قدر الإمكان لتأمين الخدمة الصحية للمواطن.
وتم رصد واقع الأجهزة في عدد من المشافي الجامعية التي تستقبل أعداداً كبيرة من المرضى، لتؤكد المصادر استمرار تعطل جهاز المرنان في مشفى المواساة الجامعي لأكثر من 6 أشهر، الأمر الذي انعكس سلباً على المرضى حتى أصبحوا أمام خيارين إما اللجوء لمشفى المجتهد وبالتالي المزيد من الانتظار أو الاعتماد على القطاع الخاص ولكن بتكلفة تفوق المليون ليرة سورية في ظل ارتفاع أجور «الحقن»، وتصل في بعض الحالات إلى المليون ونصف المليون ليرة حسب مكان التصوير.
مسؤول في المشفى الجامعي أكد لـ«الوطن» الإعلان عن مناقصة لإصلاح الجهاز، خاصة في ظل تخوف الكثير من التجار في ظل العقوبات والحصار الاقتصادي.
واعتبر المصدر أن توفير الأدوية يعتبر مقبولاً حالياً، مضيفاً: الأدوية الإسعافية مؤمنة ونادرا ما يطلب من المريض في المشفى شراء الدواء من خارج المشفى، ولكن أحياناً تحدث انقطاعات ببعض الزمر الدوائية ريثما تصل عبر الاستجرار المركزي ولاسيما أن جميع مشافي الدولة مرتبطة بالآلية المتبعة.
وأكد المصدر أن جهاز الطبقي المحوري يعمل حالياً في المشفى بعد إصلاحه، مع وجود مساعٍ لإصلاح جهاز القسطرة القلبية المتعطل منذ سنوات.
واقع المرنان ليس بحالٍ أفضل في مشفى الأسد الجامعي وسط تأكيد المصادر تعطل الجهاز منذ فترة.
وفي تصريح لـ«الوطن» أكد مصدر مسؤول في مشفى البيروني تعطل جهازي المرنان والطبقي المحوري في المشفى، لأسباب تتعلق بالحصار الاقتصادي وصعوبة تأمين القطع اللازمة للأجهزة، مضيفاً إنه يتم تحويل عدد من الحالات إلى المشافي التي تتوافر فيها أجهزة مثل مشفى دمشق «المجتهد» وابن النفيس.
وحسب المصدر هناك عمر زمني لأي قطعة تبديلية، والأجهزة يتم استخدامها بشكل يفوق قدرتها، وأي عملية إصلاح بحاجة إلى دفتر شروط وإعلان ومناقصة، واتخاذ كل الإجراءات من المتقدمين وقدرتهم على استيراد قطعة عالية التقانة.
وحول موضوع الأدوية، قال المصدر: هناك أدوية متوافرة وأخرى غير موجودة يضطر المريض لتأمينها من خارج المشفى أو عبر بعض الجمعيات، ولكن النسبة الأكبر من الزمر الدوائية متوافرة في المشفى.
فيما تؤكد المعلومات تعطل جهاز المرنان في مشفى الأطفال، في ظل عدم وجود أجهزة مرنان في كل من مشفيي جراحة القلب والتوليد وأمراض النساء.
وبين مصدر مسؤول في وزارة التعليم العالي لـ«الوطن» أن السبب الرئيسي في المشكلة يعود للحصار والعقوبات الاقتصادية في ظل عدم قدرة «الوكيل» على تأمين قطع التبديل اللازمة، علماً أن هناك عمراً زمنياً لكل جهاز.
ولفت المصدر إلى عدم رغبة العديد من التجار بالتقدم إلى المناقصات وبالتالي عدم إحالة المناقصة على أحد بسبب فروقات الأسعار.