الخميس 2023-05-25 13:00:04 |
السياحة والسفر |
انطلاق أعمال ورشة (رؤى ومنهجيات ترميم وإعادة بناء قوس النصر في تدمر) |
انطلقت اليوم أعمال الورشة العلمية “رؤى ومنهجيات ترميم وإعادة بناء قوس النصر في تدمر” بالتعاون بين المديرية العامة للآثار والمتاحف والأمانة السورية للتنمية ومعهد تاريخ الثقافة المادية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم بحضور خبراء من منظمة اليونيسكو.
الورشة التي تعقد على مدى يومين ناقشت أسس ومناهج أعمال إعادة البناء والتأهيل لمعلم قوس النصر الأثري في تدمر الذي دمر على يد تنظيم “داعش” الإرهابي عام 2015.
وتتضمن الورشة وضع منهجية تأهيل قوس النصر وإعادة بنائه وترميمه، بحضور أطراف الاتفاقية المبرمة مع الجانب الروسي والمديرية العامة للآثار والمتاحف والأكاديمية الروسية للعلوم والأمانة السورية للتنمية، إضافة إلى وجود خبراء دوليين وأعضاء في اللجنة العلمية الدولية المشكلة من الخبراء الآثاريين والمعماريين، والذين عمل قسم منهم في تدمر سابقاً والمنظمات المعنية من اليونيسكو والهيئات الاستشارية التابعة لها (إيكوموس وايكروم)، لتقديم الدعم الفني والتخصصي لأعمال تأهيل قوس النصر.
وقالت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح في كلمة لها خلال افتتاح الورشة: “خلال سنوات الحرب على سورية امتدت إليها يد الإرهاب الظلامي، فدمرت ما استطاعت من أوابدها لتنال من الهوية الوطنية، ومن أهمها قوس النصر في تدمر الذي يعد أحد أبرز رموز سورية التاريخية التي نعتز بها، وإن إعادة بنائه وترميمه غاية في حد ذاتها، ونعمل على تكثيف الجهود لتحقيقها”.
وتابعت: “إن هذه الورشة دليل على الأهمية التي توليها سورية لهذا الصرح العظيم الذي يعد شاهداً على حقبة من تاريخها المجيد ليس باعتبارها كواحدة من أهم المحطات على طريق الحرير وحلقة وصل بين الشرق والغرب، بل أرض تلاق وتعارف وتثاقف”.
وأضافت الدكتورة مشوح: “إن هناك جملة عوامل تحتم علينا أن نتوخى الحرص الشديد في تنفيذ مشروع إعادة بناء قوس النصر، وتحملنا أمانة كبيرة في التشدد إلى أبعد الحدود في ترميمه وفق أفضل المعايير الدولية، وبالاستفادة من أهم الخبرات المتوافرة في هذا المجال، وعلى هذا الأساس بنيت الاتفاقية الثنائية بين المديرية العامة للآثار والمتاحف في وزارة الثقافة ومعهد تاريخ الثقافة المادية للأكاديمية الروسية للعلوم في روسيا الاتحادية”.
وبينت الدكتورة مشوح أن المرحلة الأولى من المشروع أنجزت بنجاح ثم حاز المشروع لأهميته الوطنية الفائقة رعاية قيادتي البلدين، فانضمت إليه الأمانة السورية للتنمية كداعم أساسي، وبما يسرع الأعمال في المرحلة الثانية وهي المرحلة الأصعب لما تتطلبه من علم وخبرة ودقة وارتفاع في التكلفة.
وأعربت عن تقدير الجهود التي تبذلها كل الأطراف إضافة إلى القناعة الراسخة بأن شركاءنا في روسيا الاتحادية الصديقة لا يقلون حرصاً ولن يؤولوا جهداً في إتمام المشروع على النحو الأمثل وفق ما تم الاتفاق عليه بين الأطراف الثلاثة.
من جهته أكد أمين متحف الارميتاج البروفيسور ميخائيل بيتروفسكي أهمية العمل وفق المعايير الدولية لنصل إلى الهدف الأساسي وهو عودة تدمر واستعادة موقعها التاريخي، لما تحمله من أهمية عالمية ومكانة مرموقة في ذاكرة الشعوب.
وأعرب عن سعادته في تشارك الخبراء السوريين والروس والمتخصصين من أنحاء العالم في مناقشة آليات وأسس ومناهج أعمال إعادة البناء والتأهيل لمعلم قوس النصر الأثري للوصول إلى مناقشة المراحل ونتائج الخطوات الجديدة.
واستعرض مدير عام مديرية الآثار والمتاحف نظير عوض خلال جلسات الورشة “تداعيات وتأثير الزلزال على التراث الثقافي السوري”، في حين تحدثت الدكتورة يارا معلا مديرة البرنامج الوطني في الأمانة السورية للتنمية عن إعادة إحياء الذكريات واستعادة الحياة لمدينة تدمر الأثرية.
وقدمت مديرة المشروع من الجانب الروسي ناتاليا سولوفيا عرضاً تفصيلياً لمشروع ترميم قوس النصر في تدمر، أما تقييم أثر الزلزال على القيمة العالية المميزة للموقع الأثري العالمي فقدمها الخبير الروسي اليكسي ميخايلوف بعنوان “المواقع الأثرية في تدمر لحظة إعادة ترميم قوس النصر”.
بدورها تحدثت الخبيرة هزار عمران عن الموارد الطبيعية والثقافية لمدينة تدمر ودورها في تشكيل مستقبل المجتمع المحلي، في حين قدم الخبير ايغور بلوخين عرضاً عن “التكنولوجيا الرقمية في مشروع إعادة ترميم قوس النصر”.
وفي ختام اليوم الأول للورشة تحدثت الخبيرة نيكتيا يافيين عن إيديولوجيا ترميم القوس، في حين ركزت الخبيرة ليا سابانتسيف على الحلول العملية لترميم القوس.
وستتابع الورشة أعمالها يوم غد الجمعة من خلال طاولة حوار مستديرة بين الخبراء للخروج بالنتائج والتوصيات النهائية.
يذكر أنه ضمن إطار فعاليات الورشة قام المشاركون الدوليون والمحليون يوم أمس بجولة ميدانية في مدينة تدمر الأثرية، حيث عاينوا الضرر الواقع عليها، ولا سيما في قوس النصر الأثري ومعبد بل ومعبد بعلشمين ومنطقة المدافن والمسرح، إضافة إلى متحف تدمر الذي تعرض بدوره للتخريب.
|
|