تحقيق السلامة الإنشائية للأبنية ومراعاة المعايير والمواصفات السورية في البناء لتكون أكثر مرونة ومقاومة للزلازل، أهم محاور الندوة الحوارية التي أقامتها محافظة ريف دمشق، بالتنسيق مع نقابة المهندسين على مدرج جامعة دمشق اليوم تحت عنوان “تأثير الزلازل على الأبنية”.
محافظ ريف دمشق صفوان أبو سعدى أوضح خلال افتتاح الندوة أنه من المهم التقيد بنظام ضابطة البناء وضرورة تحديثها، بما يلبي التطور العمراني من جوانبه المختلفة لتحقيق استدامة الأبنية عبر الزمن، والتقيد بنوعية المجبول البيتوني المسلح وعدم التهاون في منح التراخيص من قبل الوحدات الإدارية، إذا لم تكن متوافقة مع نظام الضابطة وضرورة المتابعة الدقيقة للبناء، والإشراف عليه من أجل تعزيز السلامة العامة، نظراً لوجود الكثير من المناطق مهيأة للتعرض للزلازل والهزات الأرضية، ما يُحتم على العاملين في قطاعات الهندسة والبناء والبلديات بذل جهود مضاعفة للتخفيف من حدوث الأضرار الجسيمة والضحايا.
ولفت أبو سعدى إلى أهمية إعداد المخططات بما يتوافق مع القوانين النافذة والتي تضمن السلامة العامة ودور المكاتب الهندسية المعنية بتقديم دراسات هندسية صحيحة، داعياً رؤساء المجالس المحلية والمكاتب الفنية إلى الاستفادة من هذه الندوة الغنية بمعلوماتها، ومن خبرات المهندسين والمتخصصين في مجال البناء والتشييد.
وتخلل الندوة عرض عن نماذج لبعض الأبنية المنهارة والمتصدعة، جراء الزلزال في محافظتي اللاذقية وريف دمشق قدمه المهندس مارديوس بارسخيان، مشيراً إلى أن أغلب الأبنية التي تصدعت وانهارت كانت بسبب نوعية البيتون والكسوة غير الصحيحة، وكان أساس بنائها غير مطابق للكود السوري.
من جانبه استعرض المهندس محمد عصام الغزو جيولوجيا الزلازل وأسباب نشوئها ونوعية التربة المعرضة للهزات وأماكن وجودها في سورية وكيفية الحد من خطورتها، فيما قدم المهندسان عبد اللطيف الأمير وعمران قضماني عرضاً عن أثر التربة على المنشآت أثناء الزلزال وحجم الأضرار الناجمة عنه، مؤكدين أن الأبحاث تشير إلى أن الزلزال في التربة الصخرية الصلبة تكون مخاطره أقل من التربة الرملية المشبعة بالمياه.
وأشار المهندس مختار شعبان في عرض حمل عنوان دور التأسيس للأبنية في مقاومة الزلزال إلى أن عمليات البناء يجب أن تراعي قواعد السلامة لمواجهة الظروف المحيطة بها، وخاصة في المناطق التي تقع فوق البؤر الزلزالية، ويجب أن تكون هذه المعايير أكثر صرامة والحرص على تزويد المباني بتقنيات تساعد على إخماد قوة الزلازل.
واستعرض المشاركون في الندوة العديد من المحاور والمقترحات حول السلامة الإنشائية للأبنية، وكيفية التعاطي مع الأبنية المتصدعة في مناطق الزلزال وضرورة تقديم تصميم مُحكم مرن على نحو يُمكّن البناء من مواجهة الهزات الزلزالية دون أن يُلحِق به أذى.