سيريانديز
تناولت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً صوراً تظهر جزءاً من أعمال الصيانة في التكية السليمانية بدمشق، وحسب الأخبار المرفقة بالصورة فجميع الحرفيين مهددين بترك ورشاتهم وأعمالهم بشكل نهائي ، تزامناً مع خصخصة التكية .
وزير السياحة د.محمد رامي مرتيني نفى ما يشاع عن منح التكية كاستثمار للقطاع الخاص، مؤكداً أن ما يجري الآن هو أعمال صيانة وترميم .
وقال مرتيني أنه ومنذ تسعينيات القرن الماضي ظهرت مشكلة هبوط الأرضية والتشققات الجدارية في الأقواس والقبب وخاصة التكية الصغرى والتي يشغل جزءا من الرواق فيها سوق للمهن التراثية و تفاقم الأمر بعد عام 2011 خاصة بعد تعرض التكية لعدة قذائف غادرة نتيجة اعتداءات العصابات الارهابية، وازدادت الهبوطات الأرضية بعد انخفاض منسوب سرير بردى وهذا كله شكل خطرا على السلامة العامة والإنشائية وعلى حياة الشاغلين و المرتادين لهذا السوق وهدد بانهيار هذا المعلم الأثري الهام.
مشيراً إلى أنه و في العام 2019 تم انجاز كافة الدراسات للعمل في مشروع وطني يهدف لترميم واحياء التكية السليمانية الموقع الهام على قائمة التراث العالمي بخبرات وطنية ووفق أعلى المعايير العالمية للترميم واعادة احياء التراث وبالتعاون مع المديرية العامة للاثار والمتاحف، وبعد انتهاء اعمال الترميم في التكية الكبرى بدأت أعمال التأهيل في التكية الصغرى.
ووفقاً لما أوضحه الوزير فقد قامت وزارة السياحة بالتعاون مع وزارات الثقافة والصناعة و الأوقاف و اتحادات الحرفيين و السياحة بتامين الموقع البديل لاستمرا ر عمل حرفيي المهن اليدوية من شيوخ الكار والمتدربين على هذه المهن النادرة في موقع حاضنة دمر التراثية التي تبلغ مساحتها / 5000 / متر مربع وتضم هذه الحاضنة عشرات الحرفيين المهرة الذين يعملون في مختلف مجالات المهن اليدوية التراثية والذين انضم إليهم الحرفيون وشيوخ الكار و العاملين في سوق المهن والبالغ عددهم 39 ليصبح هذا الموقع التجمع الحرفي والحاضنة التدريبية الأكبر لهذه المهن التراثية ،كما ستقدم وزارة السياحة والمؤسسات المعنية كافة الخدمات ابتداء من تجهيز وتأهيل الموقع المخصص وتحمل نفقات المرحلة الأولى بالإضافة إلى تأمين خدمة نقل البضائع والأفراد وعرض المنتجات والترويج والتسويق لها الذي يعد جزء أساسي من خطة عمل وزارة السياحة .
كاشفاً خلال حديثه لسيريانديز : أنه سيتم افتتاح حاضنة دمر التراثية قريباً ، داعياً الجميع للمساهمة في الجهود التي تقوم بها مؤسسات الدولة في الحفاظ على المهن التراثية وصونها و لزيارة هذا المرفق الهام ودعم الحرفيين وشراء منتجاتهم اليدوية النفيسة التي تفخر سورية باظهارها للعالم كجزء من مقومات الحضارة الانسانية التي حفظتها الدولة السورية قيادة وجيشا ومؤسساتا وشعبا
كما تقوم وزارة السياحة بالتشاركية مع وزارة الإدارة المحلية ومجلس مدينة حلب ووزارة الصناعة واتحاد غرف السياحة بتأهيل وإشادة الحاضنة التراثية في سوق البشائر بحلب وسط المدينة القديمة والتي يحظى مشروع إعادة تأهيلها وترميم أوابدها برعاية كريمة من قائد الوطن السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد
وفي الختام لفت مرتيني إلى أنه منذ احداث وزارة السياحة بالمرسوم /41 / لعام 1972 كان للمهن التراثية واليدوية نصيبا هاما من نطاق عمل واشراف ورعاية الوزارة، ومنذ ذلك التاريخ أحدث أول سوق للمهن التراثية في دمشق (التكية السليمانية) وحظي بدعم من الدولة ومؤسساتها ممثلة بعدة وزارات (السياحة،الأوقاف،الثقافة ) و بعد عام 2000 اصبحت المهن التراثية سفيرة لقطاع السياحة الثقافية في كافة المعارض والفعاليات المحلية والدولية و تزايد الاهتمام بالمهن اليدوية وأسواقها والحاضنات الخاصة بها وتم تعميم التجربة على المحافظات السورية في حلب وحماه وغيرها.
بدوره علق مستشار وزير السياحة الاعلامي أيمن قحف على الموضوع بقوله : من قال لكم أننا في وزارة السياحة لم نحزن .
قحف أشار في منشور عبر صفحته الرسمية في فيسبوك إلى أن منزلة السوق من الوزارة كمنزلة الطفل من أمه ، وأن المعنيين في الوزارة كانوا مضطرين لاتخاذ قرار الصيانة لأن الترميم أصبح ضرورة لحماية هذا المعلم التاريخي ورواده.
مؤكداً أن قرارات الوزارة هي قرارات دولة بالنهاية، ولا مجال فيها للعواطف .
وأعاد قحف التأكيد على أن الوزارة حريصة على المهن التراثية التي كانت محتضنة في السوق ، سيما وأنه سيتم نقلها إلى حاضنة مخصصة لها.