في ظل الأوضاع الصعبة التي تعانيها سورية جراء العقوبات والحصار غير الإنساني الذي تفرضه الدول الغربية التي فشلت بتحقيق أهدافها عسكريا، تبرز الأهمية الكبيرة للمبادرات من جميع أطياف المجتمع للوصول إلى ابتكار حلول للعديد من القضايا الملحة التي تواجه مدننا .
وتحتاج المبادرة إلى مؤسسات وأشخاص يمتلكون المرونة والتصميم والثقة بالنفس ليقدموا دائما على الخطوة الأولى في تحسين مجتمعاتهم، وهذا ينطبق على ما قامت به مديرية أوقاف طرطوس والحاج محي الدين خالد طعمة، بالتنسيق مع مجلس مدينة طرطوس وإشرافه على تركيب أجهزة إنارة كهرضوئية تعمل على الطاقة الشمسية لإنارة كل من الكورنيش البحري و شارع الثورة والكورنيش الشرقي ومحيط حديقة الباسل حيث ابتدأ العمل بالمشروع يوم أمس ليتم إنجازه بالكامل خلال مدة قصيرة.
وتعكس هذه المبادرة أهمية التشاركية ودور المجتمع في صناعة القرار وتقديم الخدمات بما يسهم في تحسين المجتمع ككل فهي خطوة تنم عن أخلاق شعبنا في وقت الأزمات وتعبر عن المسؤولية المجتمعية لرجال الأعمال والتجار وتكاتف الشعب في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة ما يجعل مبادرة النور في طرطوس إنموذجا ناجحا يستحق التعميم في باقي المدن السورية ولاسيما العاصمة دمشق لما فيها من الإمكانيات ولما تزخر به من كبار التجار ورجال الأعمال القادرين على إحداث فوارق كبيرة في حياة الناس.
وفي النهاية فإن المبادرة تعني القدرة على أن تكون مبدعا و مبادرا و دون أن يخبرك أحد بما يجب عليك أن تقوم به دائما وأن تكون دائما سباقا بالقول والفعل قبل أي شخص أخر، ما يؤدي بلا شك للنجاح في النهاية لأنه بأخذ زمام المبادرة يمكن إحداث فروقات ملحوظة وواضحة تحول المجتمع لمكان أفضل.. فهل نرى مثل هذه المبادرة تعمم في عاصمة الياسمين قريبا..؟