سيريانديز – مجد عبيسي
قرار الاستقالة عند الخطأ أو الفشل هو الاعتذار الأمثل لمن تضرر من عوادم ممارسات مسؤول ما في مركزه..!
الجميع أخطأ بحق الطفلة جوى، وما زال الخطأ مستمر رغم الاعتذارات، وأظن أن قرارات الاستقالة هي الأنسب اليوم بعد الترهل الذي كشفته قضية عصفورة الجنة تلك، ولكنها تنتظر مسؤولون شجعان !!
ما قام به الاعلام السوري أثار حفيظة كل من لديه عقل، وبعد ما انتشر على وسائل التواصل من انتقاد لما بثته، وبعد نصائح مباشرة من إعلاميين سوريين لتقديم اعتذار، كان أن قدمت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون اعتذارا من اهل الطفلة جوى استانبولي وقدمت لهم العزاء، وجاء ذلك بعد نشر كامل اعترافات المجرم أول أمس، وما حملته من عبارات خادشة لمشاعر المشاهدين وأهل الطفلة.
واكتفت الهيئة بالاعتذار أمام ما قدمته من لا مهنية في التعاطي مع الأمر، مع بقاء المسؤولين عن الأمر في مراكزهم ليستمروا بأدائهم الممتاز هذا !
في وقت استقال به رئيس مركز الطبابة الشرعية بحمص الدكتور (جورج صليبي) على خلفية الأخطاء في تقرير الطبابة الشرعية في حادثة مقتل الطفلة جوى.
وعاد مدير الهيئة العامة للطب الشرعي الدكتور زاهر حجو وفي تصريح إعلامي (خاطئ) مطول عاد وذكر التفاصيل المؤلمة لعملهم وبأسلوب يدعو للإعتذار أيضاً ختمه بقوله:
“قمنا بفحص دقيق ومركز بعد استخراجها من القبر ووصلنا إلى استنتاجات حول سبب الوفاة، وزمن الوفاة وعن وجود اعتداء جنسي، وتأكدنا من الموضوع، وتوصلنا لقناعة مطلقة بتتالي الأحداث وتوافقها اعترافات المتهم”.
وبعد هذه المأساة الإنسانية، يبدو أن تقدير الأمور بمقدراتها مَلكة يفتقدها كثيرون ممن هم في مواقع لا تناسبهم، فآه كم كشفتِ وفضحت من مواقع مسؤولية مترهلة يا جوى.. رحمك الله يا عصفورة الجنة.