كشف عضو لجنة مربي الدواجن حكمت حداد أن ثمة تجاراً استغلوا تطورات الأزمة الأوكرانية وقاموا برفع أسعار الأعلاف خلال الأيام القليلة الماضية من دون أي مبرر، حيث أصبح سعر طن الذرة في المرفـأ بحدود 1.650 مليون ليرة وفي السوق 1.700 مليون ليرة وأصبح سعر طن كسبة فول الصويا في المرفأ بحدود 2.950 مليوناً وفي السوق بحدود 3 ملايين.
ولفت إلى أن الأسعار العالمية للأعلاف ارتفعت قبل تطورات الأزمة الأوكرانية بفترة قليلة إذ إن الذرة الصفراء ارتفعت أسعارها عالمياً بنسبة 30 بالمئة وكسبة فول الصويا بحدود 25 بالمئة.
وبين حداد أن استيراد الذرة الصفراء يتم من دول أوروبا الشرقية مثل روسيا وبلغاريا ورومانيا، لافتاً إلى أن مستوردي الأعلاف في سورية قاموا بتخفيض نسبة مبيع الأعلاف للمربين لحين اتضاح الصورة بالنسبة للأزمة الأوكرانية واستقرار أسعار الأعلاف عالمياً وكذلك لجأ المستوردون في بعض دول الجوار مثل لبنان إلى التوقف عن بيع الأعلاف للمربين.
وعن تكلفة الفروج الحي خلال الفترة الحالية بين أن تكلفة كيلو الفروج على المربي تجاوزت 7 آلاف ليرة، مبيناً أن ما ساهم باستقرار سعره وعدم ارتفاعه لأكثر من ذلك، هو انخفاض تكاليف التدفئة مع تحسن الطقس خلال الأيام القليلة الماضية.
وأشار إلى أن المسالخ تشتري الفروج من المربي حالياً بحدود 7 آلاف ليرة على حين أن السورية للتجارة تحاول شراءه من المربين بسعر أقل من ذلك، موضحاً أنها لم تلتزم بوعودها للمربين بشراء الكيلو بـ7 آلاف، مضيفاً: عندما انخفض سعر الفروج في السوق في الفترات الماضية حاولت استجراره من المربين بحسب العرض والطلب كما يفعل التجار وعندما يرتفع سعره في السوق لا تستجره بأكثر من 7 آلاف ليرة، لافتاً إلى أن نسبة قليلة من المربين تقوم حالياً ببيع الفروج للسورية للتجارة.
وأشار إلى أنه من المحتمل أن يكون هناك طرح لكميات أكبر من الفروج في السوق خلال الأيام القادمة مع بدء إنتاج أفواج جديدة، الأمر الذي سينعكس على الأسعار وذلك بالتوازي مع تحسن الطقس أكثر وإلغاء تكاليف التدفئة وانخفاض نسبة الأمراض في أفواج الفروج.
وبخصوص عودة نسبة من المربين إلى التربية مع تحسن الطقس خلال الفترة القادمة وانخفاض تكاليف التربية أوضح حداد أن الكثير من المربين يعزفون عن التربية خلال فصل الشتاء مع برودة الطقس وزيادة التكاليف من تدفئة وأدوية وغيرها ومن ثم يعودون للتربية مع تحسن الطقس خلال فصل الربيع وجرت العادة خلال السنوات الماضية أن تعود نسبة كبيرة من المربين للتربية خلال شهري نيسان وأيار مع تحسن الطقس وانخفاض التكاليف.
بدوره بين الخبير الزراعي عبد الرحمن قرنفلة لـ«الوطن» أن سورية لم تستورد الأعلاف من أوكرانيا منذ سنوات، علماً أنها تعتبر مصدراً للأعلاف عالمياً.
وأكد أن أسعار الأعلاف عالمياً ارتفعت نتيجة تطورات الأزمة الأوكرانية وهذا الارتفاع ستتأثر به سورية مثل كل دول العالم ومن الممكن أن يؤثر في أسعار الثروة الحيوانية في سورية وأضاف: نتمنى ألا ترتفع أسعارها.
وأشار إلى أنه في منتصف ثمانينيات القرن الماضي أوجدت مراكز البحوث الوطنية طرقاً لتحسين استخدام المخلفات الزراعة في تغذية الحيوان، مشيراً إلى أن لدى سورية كماً هائلاً من المخلفات الزراعية وقبل الأزمة كان لدينا نحو بين 11 و12 مليون طن مخلفات زراعية مثل أتبان القمح والشعير والبقوليات وسوق الذرة بعد قطافها وعرنوس الذرة الخالي من الذرة وقشر الفول والبازلاء وغيرها، إذ إن جزءاً منها يستخدم استخداماً غير نافع اقتصادياً ولا يحقق الفائدة المرجوة للحيوان كما أن جزءاً منها يحرق ولا يستخدم.
وبين أن موضوع استخدام هذه المخلفات الزراعية يجب تفعيله خلال الفترة الراهنة بغية تجاوز الأزمة الراهنة بالنسبة للأعلاف والذي يعتبر أحد الحلول المهمة لمواجهة ارتفاع أسعار الأعلاف والتي تعتبر نافعة للحيوان ومن الممكن أن تعوض جزءاً من الأعلاف التي يتم استيرادها وتكون بديلاً كلياً للحيوانات الجافة التي ليس لديها إنتاج وبديلاً جزئياً عن الأعلاف بالنسبة للحيوانات المنتجة مثل الأبقار الحلوب والأغنام، لافتاً إلى أنه لابد حالياً من الاعتماد على الموارد المحلية وتحسين استخدام الموارد المحلية في التغذية للحيوان لمواجهة الأزمات.
ولفت إلى أن سورية تزرع الذرة الصفراء لكن الإنتاج لا يغطي 10 بالمئة من الحاجة الفعلية، مبرراً عدم زراعتها بالشكل الكافي لحاجتها الكبيرة للمياه وإجهادها للتربة، مشيراً إلى أنه ليس من الحكمة أن نقوم بزراعة كامل احتياجنا من الذرة باعتبار أن سورية بلد جاف وعند زراعتها سيتم استنزاف كامل الموارد المتاحة وسيتم حرمان محاصيل أخرى من المياه لذا من الأفضل أن نقوم باستيرادها.