كشف المدير العام لمشفى المواساة الجامعي عضو لجنة التصدي لـ«كورونا» عصام الأمين عن انخفاض بنسبة 25 بالمئة طرأ خلال الأيام القليلة الماضية على عدد المصابين بـ«كورونا» والمراجعين إلى الإسعاف والمقبولين في المشفى للاشتباه في الإصابة بالفيروس وذلك عن الفترة الماضية الذي تجاوز فيها عدد الحالات اليومية المراجعة للمشفى الـ12 حالة، مقارنة مع نحو 5 لـ7 حالات يومياً حالياً.
بالمقابل حذر مدير عام المشفى من أي تهاون بالتعامل مع الوباء وخاصة مع فصل الشتاء المتوقع فيه عودة زيادة الإصابات نظراً لطبيعة الفصل الذي تزداد فيه فوعة الفيروسات بشكل عام، مع احتمال التشاركية مع الإنفلونزا بأشكالها المختلفة، وانعدام التهوية والتجمع في غرف مغلقة، ما يفرض تخوفاً من ازدياد الأعداد، الأمر الذي يتطلب الالتزام بتدابير الوقاية والتهوية قدر الإمكان، وأضاف: كظرف جائحة نتعامل فإننا مع كل الحالات التي تتضمن أعراض رشح وحرارة وسعال على أنها مصابة بـ(كورونا) حتى يثبت العكس.
واكد الأمين أن عدد المقبولين المصابين بالفيروس بالمشفى يقدر حالياً بـ60 إصابة، وجميعهم من الحالات الشديدة والحرجة، وبالتالي لم تنخفض نسب الإشغال عن الفترة السابقة، وخاصة أن من تم استقبالهم بحاجة إلى فترات طويلة من الاستشفاء والعلاج قد تتجاوز الشهر في بعض الحالات.
وكشف مدير المواساة أن عدد حالات الفطر الأسود الموجودة في المشفى قرابة 20 إصابة، وأن عدد الحالات الإجمالية التي قبلت في المشفى نحو بـ25 حالة، يتم التعامل معها بشكل خاص وإجراء المقاربة العلاجية اللازمة لهم عبر فريق متخصص من أطباء أنف وأذن وحنجرة وأطباء أمراض إنتانية وأطباء مناعة.
وبين أن مرحلة علاج المرض تتطلب أسابيع، ذاكراً أن نسبة حالات الوفاة بالفطر الأسود تقدر بـ15 بالمئة من إجمالي المقبولين المصابين به، علما أن المرض يصيب المرضى (ناقصي المناعة) وخاصة مصابي كورونا ممن يتناولون كميات كبيره من الستيروئيدات القشريه (الكورتيزونات) التي يؤدي استعمالها الطويل إلى تدني المناعة وإصابة المرضى بهذا النوع من الفطور الانتهازية التي لا تصيب أصحاب المناعة السوية.
هذا وقد أكد الأمين أنه نظراً للضغط الشديد على المشافي، وخاصة مشفى المواساة، تم الاتفاق على استقبال حالات مصابة بالفطر الأسود، في مختلف المشافي علماً أن هناك تنسيقاً مع بقية المشافي على صعيد تعميم البروتوكول العلاجي بالتعامل مع مثل هذه الحالات.
وحول قرار إيقاف العمليات الباردة في المشفى والاقتصار على العمليات الإسعافية والورمية، قال الأمين إنه تتم مراقبة المنحنى الوبائي وفي حال استمرار انخفاضه خلال الأسبوعين القادمين، فإنه سوف يتقرر عودة استقبال الحالات الباردة.
وحول واقع الدواء بخصوص كورونا وغيره من العمليات والحالات المرضية، بين مدير عام المواساة أن الأدوية مغطاة بنسبة تتجاوز الـ80 فيما يخص الأدوية الأساسية والضرورية، باستثناء بعض الأدوية الاستيرادية والمحلية التي من المتوقع تأمينها خلال الأيام القادمة، معتبراً أن واقع الدواء في المشفى أفضل من الفترة السابقة مع رصد احتياجات المشفى من الدواء ليصار إلى تأمينه عن طريق وزارة الصحة عبر متابعة وزارة التعليم العالي، علماً أن اجتماعاً ترأسه وزير التعليم العالي بحضور مديري المشافي تم فيه بحث الصعوبات والعقبات كافة ليصار إلى معالجتها.
وحول الأعداد الإجمالية للملحقين في المشفى وعدد من المشافي الجامعية بدمشق، بين مدير المواساة أن عددهم يصل إلى 2500 من الموظفين والكادر الطبي والتمريضي والإداري والأساتذة في المشفى إضافة إلى عدد من الكوادر تم تطعيمهم من مشافي البيروني والأطفال وجراحة القلب والتوليد الجامعي، علما أنه تم تلقيح عدد من الكوادر عن طريق مشفى الأسد الجامعي، مع الطلب بضرورة تطعيم طلبة الكليات الطبية في السنوات الرابعة والخامسة والسادسة.
وقد أكد مدير عام مشفى دمشق «المجتهد» الدكتور أحمد عباس لـ«الوطن»: أن عدد المرضى حالياً في المشفى والمصابين بالفطر الأسود يقدر بـ12 إصابة، علماً أن المشفى من الأساس يستقبل كل الإصابات والحالات، ويقدم مختلف العلاجات اللازمة.
وبحسب عباس لم تنخفض نسبة المراجعين للمشفى والمشتبهين في إصابتهم بكورونا، مبيناً أن عددهم الوسطي يومياً يتراوح بين 30 و35 مراجعاً يوميا، ولاسيما أن عدد المصابين بالفيروس حالياً في غرف العزل والعناية يقدر بـ60 مصاباً تقدم لهم كل العلاجات اللازمة.
وبحسب مديري مشافٍ، تعتبر شدة الأعراض خلال الذروة الرابعة، أخف من الذروات الأخرى، كما أن حالات الوفاة أقل من الفترات الماضية وذلك في حال افترضنا فيه أن الإصابات هي من نوع دلتا الهندي الذي يتميز بسرعة انتشاره، وبذلك تكون الزيادة في الإصابة ليس بسبب أن الفيروس «أشرس» وإنما لأن عدد الحالات يكون أكثر، لكن أقل تأثيراً.
كما تم تأكيد ضرورة العودة إلى الإجراءات الوقائية الاحترازية على رأسها ارتداء الكمامة والنظافة الشخصية وتعزيز المناعة، إضافة إلى عدم التردد بتلقي اللقاح لتأثيره الكبير والمهم، وهو لا يمنع الإصابة ولكنه يجعل الإصابة من النمط الخفيف أو المتوسط ويقلل من نسب الوفيات، بما فيه التنسيق بين الجهات المعنية ومتابعة الواقع الصحي على صعيد الإجراءات المتخذة.