سيريانديز- المحرر الاقتصادي
ثروة حقيقية بمعنى الكلمة تمتلكها سورية .. 40 مليار طن من (السجيل الزيتي) كافية لتوليد الكهرباء ؟ .. وصفها وزير النفط المهندس بسام طعمة بأنها ثروة مهمة جداً لكنها (نائمة)ويجب إيقاظها واستثمارها ؟!
الوزير طعمة أوضح أن السجيل الزيتي عبارة عن صخور مشبعة بمادة عضوية، (لنقل أنها مشبعة بالنفط) وبالتالي يمكن أن نسترجع هذا النفط منها أو أن نحرقها مباشرة كأنها فحم حجري، لكن عملية الاسترجاع تتطلب كميات كبيرة من المياه وهي غير متاحة لدينا، فمثلا في حقل أتاباسكا في كندا يوجد بحيرات كثيرة وبالتالي يمكن استرجاع النفط
وبين وزير النفط في حديث مع الإخبارية السورية ، أن في سورية حوالي 40 مليار طن من السجيل الزيتي، بحيث يوحد في منطقة خناصر 38 مليار طن يمكن استخدامه بالحرق المباشر لتوليد البخار من اجل توليد الكهرباء، معتبراً أن هذه الثروة الهائلة (نائمة) لم يتم استثمارها، وخاصة انها تتطلب استثمارات.
وقال: عادة في إنشاء محطات توليد كهربائية فإن 1 ميغا كـ كلفة تأسيسية تكلف مليون دولار، وفي السجيل الزيتي فإن الـ 1 ميغا تكلف حوالي مليون ونصف مليون دولار، لكن لو أخذنا بعين الأعتبار أن حوالي 90 إلى 95 بالمئة من كلفة توليد الكهرباء هي ثمن الوقود ذاته، فلتكن التكلفة التأسيسية عالية ولكن لاحقاً التكلفة التشغيلية ستكون منخفضة
وأضاف: ناقشنا الأمر في لجنة الطاقة، من اجل وضع مشروع تجريبي على الطاولة، علما ان هناك دول مجاورة سبقتنا كالأردن، حيث قامت تشغيل محطة على السجيل الزيتي ( 450 ميغا واط عاملة) والان تخطط لمشروع ومحطة أخرى.
وتابع: إذا اعتمدتا على هذه الثروة فإنه سيتيح لنا كبلد أن نحرر كميات الغاز التي تذهب لتوليد الكهرباء لغايات أخرى، وخاصة أن استخدام الغاز في توليد الكهرباء هو أقل جدوى اقتصادية من أي شيء اخر، كاستخدامه في السيارات أو المنازل أو في صناعة الأسمدة أو في صناعة حبيبات (البولي اتيلين) التي نستوردها، معتبرا أن المردود سيكون أعلى بكثير.
وأضاف: لك ان تتصور إذا تم تحرير هذه الكميات من الغاز واتجهنا بهذا الاتجاه، كم من آلاف فرص العمل ستخلق وتشغل اليد العاملة.
واعتبر أن الأفق المستقبلي يجب أن يكون بالتركيز على استثمار هذه الثروة (النائمة) التي لم تتحرك إلى الان، مع التفكير بشكل غير تقليدي بهذا المجال.
وقال: إن تأسيس أي مشروع كهربائي لتوليد الكهرباء بحاجة إلى 3 سنوات، لافتا إلى أن (السجيل الزيتي) هو عمل منجمي، بحاجة أن تعمل في استخراجه كمنجم، (يتطلب آليات تقوم بحفر المناجم وطحن ونقل هذه المواد وحرقها في الافران)، علما ان الرماد الناجم عن حرق السجيل الزيتي يمكن ان يستخدم كـ (كلينكر) في إضافات الصناعة الاسمنتية أو مخصبة للأراضي، أو يعيد الأراضي المملحة إلى أراضٍ قابلة للزراعة.
وكشف طعمة عن التنسيق مع وزارة الكهرباء في هذا المجال، مؤكدا تشكيل لجنة مشتركة لوضع أسس الاستثمار، مع مراسلة السفارات السورية في الخارج من أجل مراسلة شركات الدول الصديقة المهتمة سواء الروسية او الصينية او الهندية، بغية لفت الانتباه لهذا المورد الهام وأن ندعو الشركات المهتمة للقدوم إلينا.