خاص-سيريانديز-حسن العبودي
مفاجأة سارة ساقها لسيريانديز مدير عام أحد أهم المؤسسات الحكومية الخدمية وهي المؤسسة العامة للطباعة و الكتب المدرسية التي كانت قد قدمت خلال الحرب العديد من الشهداء حتى أن مديرها نفسه تعرض لعدة محاولات خطف وتم استهدافه شخصياً أيضاً لعدة مرات و أصيب أيضاً، لكنه أصر على استمرارية العمل حرصاً على سير العملية التعليمية في سورية حتى تدمر المقر الرئيسي للمؤسسة في برزة ونقلت لمنطقة العدوي.
زهير سليمان كشف لسيريانديز عن البدء بتأليف بإنتاج اللغات الأجنبية وطنياً للمرة الأولى علماً أن الوزارة كانت تشتري و منذ 20 عاماً سلاسل لغة عالمية وكانت الوزارة لا تمتلك منها سوى حقوق التوزيع فقط وذلك وفقاً للقانون رقم 29 و قانون الوزارة بينما الآن باتت الوزارة تمتلك حقوق النشر والطباعة والتوزيع مشيراً إلى أن كل ذلك سيوفر مبالغ طائلة كانت تتكلفها الخزينة لصالح استيراد هذه السلاسل.
وبين أن السلاسل الجديدة تتضمن حوالي 40 كتاب وكتاب أنشطة تبدأ من الصف الأول وصولاً إلى الصف الثالث الثانوي ، الأمر الذي يجعل هذا العام مفصلي بالنسبة للمؤسسة التي تحتاج إلى جهود إضافية وخبرة في طباعة وتوزيع السلاسل ضمن المدة المحددة . وعليه باشرت المؤسسة بطباعة الكتب المستقرة طباعياً وتوزيعاً وفق الأولوية وتم البدء بالمناطق البعيدة أولاً إذ تسليم محافظات الحسكة والرقة ودير الزور 20% من حاجتها من الكتب المدرسية للعام الدراسي المقبل وبالأرقام أوضح سليمان أنه تم تسليم محافظة اللاذقية حوالي مليون كتاب والحسكة 700 ألف كتاب والرقة ودير الزور 300 ألف كتاب لكل محافظة جميعها عن العام المقبل «طبعاً هذا الشيء يسهل التفرغ لطباعة السلاسل الجديدة"» ،مؤكداً أن العمل الآن جارٍ لاستكمال الطباعية والتجهيز لسلاسل اللغات الأجنبية في وقتها المحدد.
وأشار إلى أن المؤسسة تعمل بالتوازي على ترميم وصيانة مبانيها التي تدمرت بسبب الأعمال الإرهابية وأهمها مبنى المؤسسة الكائن في برزة على أن تعود إليه قريباً. 10 سنوات من الحرب والحصار لم ينقطع الكتاب المدرسي عن طلاب المدارس فقد أكد سليمان أنه وخلال سنوات الحرب الماضية كان يتم توزيع الكتب أكثر من مرة في المناطق التي كانت تعاني من الإرهاب كريف دمشق ،درعا ،حماه ، دير الزور ،وحمص وذلك بسبب تعديات العصابات الإرهابية على الكتب الدراسية ،وأن المؤسسة تقوم حتى الآن بطباعة كميات إضافية من الكتب تحسباً لأي طارئ بسبب الظروف الراهنة.
وشدد سليمان على فكرة أن المؤسسة دائماً حريصة على إيصال الكتب المدرسية للطلبة أينما كانوا حتى في المناطق الساخنة إذ أنها كانت تشحن الكتب بالطيران إلى محافظات الحسكة ،الرقة ، ودير الزور قبل 2019 ،وبعد 2019 فقط الحسكة التي يرسل إليها الكتاب المدرسي بالطائر.
كما أوجدت المؤسسة مستودعات استراتيجية في المناطق الامنة كمستودع اللاذقية الذي يمتد لمساحة 3000 متر مربع ،إضافة لإيجاد مستودعات بديلة قريبة من المدارس وأي كمية تطلب من قبل فروع المؤسسة ومديريات التربية وفق قوائم ومبررات مقبولة يتم إرسالها فوراً فالظروف والحصار الاقتصادي وحتى ما يسمى قانون قيصر لم ولن يمنع المؤسسة عن الوفاء بالتزاماتها و الكتب لا تزال مجانية في المدارس الحكومية حتى الصف التاسع رغم أنها تكلف الحكومة أكثر من 20 مليار ليرة سورية .
سليمان شدد على أن المؤسسة ترى أن الإنسان هو أهم عنصر الأمر الذي جعل جميع العاملين يعملون ضمن فريق واحد على مدار العام لتأمين المواد الأولية المطلوبة للطباعة والطباعة ،والتوزيع مع الحرص على بقاء الكلفة متوازنة إذ أصبح سعر نسخة الكتب للصف الثالث الثانوي 7000 آلاف ليرة سورية بينما كانت في 2011 تتراوح بين 1500 لـ 2000 ليرة سورية ،والأمر يعود لغلاء المواد إذ منذ عام 2018 كانت كلفة طن الورق 436 الف ليرة سورية و في 2011 كانت 50 ألف ليرة سورية فقط والآن يتجاوز سعر طن الورق الـ 2مليون ليرة ونصف ، بينما يتجاوز سعر طن الحبر الـ3 مليون ليرة سورية.