|
كتب د احمد الاحمد
طوى هذا الفتى الواضح الذكاء .بطانيتي المعونه .بخفة واتقان .ولملم فراش المعونة بنفس المهارة .فتح حقيبة اليونسيف .والتي حاول جاهدا ان يمحو عنها هذه العبارة دون جدوى .وتاكد من دفاتره وكتبه .وانطلق للمدرسة التي رممها اليونسيف .كان مشوش البال منذ البارحة .لم ياكل جيدا .ولم ينه واجباته المدرسية رغم عدم انشغاله .لكن امضى معظم الوقت .وهو يتردد على التواليت الذي رممته اليونسيف ايضا.والمرسوم على بابه من الداخل والخارج . خارطة الوطن العربي كاملا مع فلسطين... اليوم الدراسي كان متعته الوحيدة في هذا الخواء .وخاصة عندما تكون لديه دروس اللغة العربية التى يعشقها و يحب استاذها بولع .حتى البارحة .عندما ناداه استاذ العربي وطلب منه ان يكتب موضوع عن الوطن ....نز من جدار قلبه مصل وتألم بمرارة كان قد خبرها يوم استشهد والده بعد ان منع مفخخة من دخول القريه.ولاحظ للمرة الاولى ان اذنا استاذ اللغة العربية طويلتان جدا .او انهما تنموان الان ...عصر كل موهبته .وجمع مفرداته وكتب الوطن : تراب .وعتم .وبرد وانتظار.وخيبة .ووعود .وكذب .وشحادة...
هل سيرضى الاستاذ طويل الاذنين... يمشي بتثاقل وهو ياكل بسكوت المعونة الذي يمقته...