الأحد 2020-09-27 14:11:41 |
أخبار اليوم |
منشور يحرك مثقفي الفيس.. ويضع حسن نية الحليف على المحك! |
رصد- سيريانديز
كشف مدير عام التلفزيون السابق معن صالح عبر صفحته جانباً من الرأي العام السائد في الشارع السورية وخصوصاً طبقة المثقفين حول رؤية التواجد الروسي في سورية، وتجاذب منشوره الأطراف بين مؤيد ومعارض لمقترحه حول عقد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار بمشاركة الدول الخارجة عن الهيمنة الأمريكية، مما يقلل من مخاوف السوريين من الهيمنة الروسية المحتملة.
واقترح صالح أنه على الدولة السورية والروس الدعوة لمؤتمر اقتصادي موسع يضم روسيا والصين وايران والهند وعدد من الدول الأسيوية، وطرح المشاريع الاستثمارية في سورية على هذه الدول مجتمعة للبدء بإعادة الإعمار (ضمن الحدود الممكنة).
وقال: "..لكن أن يستفرد الروس بمقدرات بلدنا هذا أمر غير مرغوب فيه ، التواجد العسكري الروسي مع امساك المفاصل الإقتصادية هو شكل من أشكال الهيمنة وربما أكثر، وهكذا مؤتمر يشكل مخرجاً للسلطة والروسي بنفس الوقت".
الأمر الذي وجده البعض حلاً منطقياً وتمنى تنفيذه، في وقت اعتبره آخرون حلاً يتحدث عن هيمنة جماعية بدلاً عن الهيمنة الفردية وخروجاً عن سيطرة الدولة بالكامل، كون الدول المذكورة ليست خارج السيطرة الأمريكية حقيقةً، الأمر الذي دعمه آخرون يرون أن الرأسمالية الروسية والصينية مندمجة في الرأسمالية العالمية بشكل عميق، وهما جزء من دول العشرين، إذ يوجد في الصين نحو مليون شركة غربية تنتج نصف صادرات الصين، وحجم التبادل الاقتصادي بين الصين وأميركا 800 مليار دولار، إضافة إلى تواجد نحو خمسة ملايين طالب صيني في الجامعات الاميركية فقط!.
وتابع صالح في منشوره أن هذا المقترح فرصة لإثبات حسن النية من الجانب الروسي إذا أرادوا تقديم نموذجاً مختلفاً للتعاون الدولي عن النموذج الأمريكي، وإذا كانوا صادقين بإقامة جبهة في مواجهة الهيمنة الأمريكية على العالم وليس شركاء معها.
مضيفاً أنه مثلما الروس قادرين على حماية الاستثمارات التي يطمحون اليها (بحكم وجودهم العسكري)، فبإمكانهم حماية جميع تلك الاستثمارات بالتعاون مع تلك الدول في مواجهة العقوبات الأمريكية وغيرها من التهديدات، وهذا يشكل فرصة جديدة للشرق الآسيوي للبدء في سياسة تكاملية بمواجهة الامريكي والغرب عموماً، وفرصة للسوريين لكسر العزلة المفروضة دولياً.
مشيراً أن الاستفراد الروسي ليس لمصلحة الروس وليس لمصلحة السوريين، وعلى أحد ما أن يوصل للروس حقيقة تخوفات الشارع السوري من مواقفهم وتوجهاتهم في المرحلة الأخيرة.
وختم منشوره بقوله: إننا كسوريين لسنا ضد الروس، لكن ضد أن يتحول الوجود الروسي -حيث شكرهم السوريين عليه- إلى هيمنة لن تجد ترحيباً، لذلك وحرصاً على العلاقات التاريخية نتقدم بهذا المقترح.
وفي ذلك دافع البعض عن حسن نية الروس الذين أعلنوا مؤخراً أنهم جادون بتشكيل ائتلاف دولي من أجل تقديم الدعم الضروري للشعب السوري من كل النواحي في مواجهة قانون قيصر، وإذا تبلور هذا الائتلاف، فيمكن أن يؤسس عليه باتجاه ما تضمنه المقترح المذكور في المنشور.
في حين اعتبر البعض أن المقترح مجرد هراء لن يسمعه أحد، كونه خارج اهتمامات المعنيين، وكان أحدهم في تعليق استوجب التوقف عنده أنه لا وجود لما يسمى بإعادة الإعمار، ولا توجد خطة سابقة لاعادة اعمار سورية ولا حالية ولا لاحقة، ومطلوب من سورية إعادة اعمار نفسها بنفسها، وهذا ما لا يريد احد سماعه او تصديقه، وحتى الروس لا يريدون التدخل في هذا الامر.
فسورية حسب الاحصاء والتقصي تحتاج نحو ٤٠٠ مليار دولار لإعادة اعمار ما تم تدميره بالبراميل وغيرها، وسورية خسرت ستين سنة تنموية، وكل مساهمات السوريين المتوقعة من هذا المبلغ، من أغنياء سورية في الخارج والداخل تقدر نحو ٢٠٠ مليار وينقصنا ٢٠٠ مليار!، والباقي سيباع لمن يرغب من المستثمرين، وأن قيصر جاء حفر وتنزل على مقاس الروس اليوم!
أي أن اعادة الإعمار بعيدة جداً، والوضع يشبه سرايفيو التي لم يساهم في اعادة اعمارها أحد حتى اليوم..! فلا أحد مهتم بسورية إلا بعض السوريين، فروسيا تثبت يوما بعد يوم انها تتحرك ببوصلة تراعي وجهة النظر الامريكية، والدليل تقوقع الروسي في مناطق خضراء صنعها بنفسه بتجاهله السوريين المحتضنة ارضهم لها.
وأشار البعض إلى أن هكذا قفز إلى استنتاجات قبل نتيجة الانتخابات الامريكية بعد ثلاثة أشهر هو مبكر جداً، وتساءل: هل بؤس الناس سيحتمل ثلاث أشهر؟
|
|