كتب ايمن قحف
هناك شبه إجماع على حسن اختيار المهندس حسان قطنا وزيراً للزراعة ، كما أن هناك اجماع على دور الزراعة في إنقاذ الاقتصاد .. تاريخ الرجل مشهود ، وعقله مميز للغاية ، ويبدو أنه كان يتوقع شيئاً ما قبل حوالي الشهر عندما كتب على صفحته مجموعة أسئلة للأصدقاء حول رؤيتهم لتطوير القطاع!! ماذا قال ، وماذا كانت الإجابات ، وماذا سيفعل الآن بعد أن صار القرار بيده ؟ .
كتب على صفحته : علق بعض الزملاء على منشوري حول الأصول الوراثية الذي بينت فيه أنها كنز من كنوز الوطن ويجب المحافظة عليها... وقالوا: إن الخسارة الأكبر أن يفقد السوري كرامته وانتمائه وحبه لهذا البلد وأن يصبح هدفه الحصول على الخبز والسكر والرز المدعوم وهجرة البعض من هذا الوطن ... وآخرون قالو (الإنسان أهم من الحيوان، وآخرون يتحسرون لما وصل اليه الواقع الزراعي.... أصدقائي ...ومن مبدأ الحوار التفاعلي .... لنتشارك الأفكار ونبدي مقترحاتنا حول الملاحظات التي تم إبداؤها:
- ماهي رؤيتكم لإعادة النهوض بالقطاع الزراعي ... محاور رئيسية.
- ماهي أشكال الدعم الأسري التي ترونها أفضل .
- ماهي أشكال الدعم الزراعي الملائمة لمعالجة مشاكل الثروة الحيوانية (دواجن.أبقار.أغنام(.
- ماهي أشكال الدعم المقترحة للفلاحين لتحقيق الاستقرار بالإنتاج الزراعي.
- كيف نعالج مشاكل التسويق.
- كيف نعالج مشكلة انتشار العمران على الموارد.
وتوالت الإجابات التي نوجز لكم أبرزها وأهمها كان ينصب في التركيز على تأمين مستلزمات الإنتاج من بذار محسن وأسمدة بكافة أنواعها و محروقات و أدوية بيطرية وأعلاف للثروة الحيوانية والدواجن والاهم منح السعر المناسب لتحقيق هامش معقول من الربح للفلاح وليس للتاجر أو الوسيط وكذلك تأمين جرارات ومعدات زراعيه وشبكات ري وتطوير مراكز البحوث الزراعيه لإنتاج هجن البذور وأحياء المصرف الزراعي لتأمين الأسمدة والمبيدات وتأمين آليات من أية جهة لاستصلاح الأرضي التي تضررت بالحرب ومراقبة أسعار الغراس وجعلها مدروسة وتشجيعية،والأهم تنظيم عملية التسويق للمنتجات وتنظيم الرزنامه الزراعية بين المحافظات ودعم المحاصيل ألاستراتيجيه بشكل كبير.
فيما رأى أحدهم أن إجابات هذه الأسئلة مزمنة كون صاحب القرار سمع بالمقترحات والمطالب منذ سنوات ولم يبدي استجابة إما بسبب عدم وجود إمكانيات أو عدم توفر النية لأسباب شتى مقترحاً أن يطرح صاحب القرار رؤيته للحل وفق الإمكانيات المتاحة والتي يمكن تنفيذها مع الأخذ برأي المختصين فيها لتصويبها أو تعديلها وفق الأولويات.
بينما راح آخر إلى فكرة تغيير القيادات بشكل متكرر وبمدة أقصاها خمس سنوات للناجح منهم كي يبقى هناك أفكار جديدة وحماس للعمل وبالتالي هذه الفترة كافية لإعطاء كل مايستطيع وإلا سنكون كمن يقوم بنفس التجربة عدة مرات بنفس الشروط و يتوقع نتيجة مختلفة متمنياً التوفيق لكل جهد مخلص،على حين كان أحد التعليقات يدعو للتفاؤل حيث تحدث على أن حلول القطاع الزراعي بسيطة جداً مقارنةً مع باقي القطاعات فهي تحتاج الإرادة والإخلاص والجدية في العمل؛وبالتالي الاعتماد على الذات مع الدعم الأولي للفلاح ومربي الحيوان مع إدخال التكنولوجيا الحديثة في الإنتاج والاستفادة من المخلفات الزراعية في التسميد وتحسين الوجبات الحيوانية للحيوانات وتشجيع زراعة المحاصيل العلفية وإدخالها في الدورة الزراعية لتحقيق التكامل الزراعي بشقيه النباتي والحيواني والاستغناء عن الاستيراد بالعملات الصعبة مما يزيد من تكاليف الإنتاج إلى جانب تأمين وسائل النقل والتخزين للسلع الزراعية ومنعها من التلف وتأمين هامش ربح للمنتجين الزراعيين.
بينما تساءل آخر أن أغلب الاسئلة تدور على الدعم للنهوض بالقطاع الزراعي ..فهل الدهم يفي بالمطلوب وهل سياسات الدعم صحيحة؟مبيناً أن الحاجة لتطبيق أساليب الزراعة الحديثة بكل مكوناتها والخروج من القوالب النمطية التي لم تثبت جدواها هو الأهم،متابعاً :اذا علمنا أن سعر طن اليوريا وسوبر فوسفات بالسوق السوداء خمسة أضعاف أسعارها بالمصرف وإذا علمنا أن سعر المازوت بالسوق السوداء ٣اضعاف سعره النظامي وهي متوفرة ولأي كمية بينما هي غير متوفرة بشكل نظامي،وإذا علمنا أن منافذ التصدير بوجه المزارع مغلقة ، وإذا علمنا أن قوانين استيراد المبيدات يخضع لشخصنه بعض الأفراد.... عندها سنعلم كيف نستطيع دعم القطاع الزراعي. وانأ أقول فالج لا تعالج لن نستطيع دعم القطاع الزراعي وسيكون هناك كارثة بعد كم سنة عندما يعزف المزارع عن الزراعة لان التكاليف باهظة والمردودية منخفضة. عندها سنترحم على القطاع الزراعي.
وعن التسويق علق أخر :التسويق مهمه عده جهات والفلاح عليه الإنتاج فقط ويجب كسر الهوه مابين سعر المنتج والمستهلك ودعم المشاريع الصغيره على مستوى الأسره ،ومهم جداً الاهتمام بالمكننه الزراعيه والتصنيع الزراعي ولا باس بمشاركه شركات خارجيه لتوفير معدات الإنتاج على أن تصنع محلياً .
بالرغم من كل ماطرح وربما سيطرح خارج صفحات الفيس هل سنلحظ تغيراً في مشهد القطاع الزراعي وهل سيكون هناك نقلة نوعية وتعلم من دروس سابقة ؟..يبقى الأمر متروك لقادمات الأيام ولرجل تساءل قبل توزيره ربما يريد أن يكون انطباع مسبق عما يريد البدء به..ولنا أن نراقب وننشر النتائج مع رغبتنا في أن تكون ايجابية فقط.