الثلاثاء 2020-08-11 16:07:03 |
أخبار اليوم |
خلال المؤتمر العلمي الثاني للباحثين السوريين المغتربين.. تأسيس شراكات بحثية وتطبيقية فاعلة في مجالات اقتصاد المعرفة |
تحت عنوان “نحو اقتصاد المعرفة.. دور الباحثين السوريين في الوطن والمغترب” انطلقت اليوم في مقر الهيئة العليا للبحث العلمي بدمشق أعمال المؤتمر العلمي الثاني للباحثين السوريين المغتربين 2020 الذي تنظمه الهيئة “عن بعد” بالتعاون والشراكة مع وزارة الخارجية والمغتربين وشبكة العلماء والتقانيين والمجددين والمبتكرين السوريين في المغترب “نوستيا” وهيئة التخطيط والتعاون الدولي والمدرسة العربية للعلوم والتكنولوجيا والجمعية العلمية السورية للمعلوماتية.
ويهدف المؤتمر الذي يشارك فيه باحثون سوريون محليون ومغتربون من 15 دولة وبمختلف اختصاصات البحث العلمي والتكنولوجي وشتى ميادين المعرفة إلى تأسيس شراكات بحثية وتطبيقية فاعلة بين الباحثين السوريين في الوطن والمغترب حيث يناقشون على مدى ثلاثة أيام عدداً من القضايا العلمية التي تتناول محاور تكنولوجيا المعلوماتية والاتصالات وإدارة التقانة والمعرفة والتكنولوجيا الحيوية والنانوية وتكنولوجيا الطاقة والبيئة.
وناقش المشاركون في جلسات اليوم الأول من المؤتمر عددا من القضايا العلمية التي تتعلق بتكنولوجيا المعلوماتية والاتصالات وإدارة التقانة والمعرفة مثل دور الأمن السيبراني في حماية اقتصاد المعرفة وتطوير أداء أنظمة المراقبة بالفيديو باستخدام طرق التعلم الآلي وتصميم الترميمات الوجهية بمساعدة الحاسب وتصنيعها باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد وتطبيق خوارزميات الذكاء الصنعي في التحكم في سرب طائرات بدون طيار إضافة إلى قضايا أخرى تركزت على أهمية وضع أسس حديثة للتنمية وجذب الاستثمارات الداخلية والخارجية على ضوء المفاهيم الحديثة لإدارة الأراضي وتسخير التقنيات والعلوم الحديثة في خدمة هذه المفاهيم وأحدث الطرق المستخدمة في أتمتة وتحصيل الفواتير الإلكترونية ورفع كفاءة الأطراف الصناعية السفلية.
ودعا المشاركون إلى العمل على إعادة رأس المال البشري المهاجر سواء قبل الحرب أو أثناءها لمنحهم فرصا حقيقية لقيادة فرق إنتاج تقنية وربطها بنظام أجر مناسب وسن مجموعة من القوانين التي تدعم الإنتاج في مجال صناعة البرمجيات والتركيز على المبادرات التقنية الفردية الرائدة ودعمها واستثمار الموارد التي حققت وتحقق مراكز متقدمة في المسابقات التقنية وتكريس تجربة المركز الوطني للمتميزين وتجربة هيئة التميز والإبداع التي تركز على المورد البشري من مراحل مبكرة ودمجها مع الحاضنة التقنية التي توصي بتشكيل نواتها بدءا من منصة الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية.
كما أكد المشاركون ضرورة العمل على زيادة الاهتمام بأمن المعلومات والاتصالات والتوسع في التعليم والتدريب والتعليم العالي والأخذ بمتطلبات نقل المعرفة ونشرها وتوليدها عبر تطوير المناهج وتدريب المعلمين والأساتذة واعتماد برامج متخصصة لزيادة جهودها في البحث والتطوير وتنمية روح المبادرة والابتكار لدى طلبة الجامعات والمهارات المعرفية العملية وزيادة الإنفاق على البحث العلمي والتطوير والابتكار للوصول إلى مصاف الدول المتقدمة وتحسين جودة التعليم ليواكب سوق العمل.
ولفت المشاركون إلى أهمية تطوير قطاع إدارة الأراضي في إعادة الإعمار من خلال وضع رؤية واضحة واتخاذ قرارات مدروسة ضمن خريطة طريق تستند إلى دراسة جدوى شاملة والاستفادة من التجارب العالمية التي أثبتت أن الاهتمام والاستثمار الحكومي في تطوير قطاع إدارة الأراضي يمنح ركيزة أساسية للتنمية ويضمن عوائد ضخمة لخزينة الدولة.
وفي كلمة له خلال افتتاح المؤتمر رأى الدكتور بسام إبراهيم وزير التعليم العالي والبحث العلمي المكلف بتسيير الأعمال أن تنظيم المؤتمر بصيغته الافتراضية “عن بعد” دليل على إصرار باحثينا ومؤسساتنا البحثية والعلمية على المضي في طريق البحث والتطوير وقدرتهم على التكيف مع أصعب الظروف مبينا أهمية تعزيز سبل التواصل بين الباحثين السوريين في الوطن والمغترب من أجل تأسيس شراكات بحثية تفيد في مرحلة التعافي وإعادة الإعمار إضافة إلى التعريف بالباحثين السوريين الشباب في بلاد الاغتراب والاطلاع على إنجازاتهم العلمية العديدة وخبراتهم النوعية.
وأوضح الدكتور مجد الجمالي مدير عام الهيئة العليا للبحث العلمي في كلمته أن المؤتمر يأتي لاحقا للمؤتمر الأول الذي أقيم العام الماضي وسيتم خلال الفترة القادمة تنظيم ندوات تخصصية افتراضية في قطاعات مهمة مثل الاقتصاد والبيئة والطاقة والصحة والزراعة وغيرها بالمشاركة مع الباحثين السوريين في كل مكان مشيراً إلى أن الهيئة تقوم حالياً بدعم عدد من المشاريع البحثية تنفيذاً للسياسة الوطنية للعلوم والتقانة والابتكار وتلبية لطلبات قدمت من الوزارات المعنية.
الدكتور إبراهيم شعيب أمين المدرسة العربية للعلوم والتكنولوجيا بين في كلمته أن المدرسة تشارك في تنظيم المؤتمر ضمن رؤيتها لدعم جهود تطوير البحث العلمي في سورية ولضرورة تكامل الجهود والتعاون بين الباحثين داخل سورية وفي المغترب لافتاً إلى أن المدرسة هي هيئة علمية عربية غير ربحية تأسست في دمشق عام 1978 وتضم مؤسسات علمية وبحثية من سورية والكويت ولبنان وتهدف لدعم جهود التعاون العلمي والتقني في الوطن العربي خاصة في المجالات التطبيقية التي يمكن أن تؤدي دوراً مهما في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
الدكتور صلاح الدوه جي رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية أوضح أن الظروف الراهنة تتطلب تفعيل أشكال عديدة من أعمال الربط والمشاركات التي تعتمد بشكل كبير على استخدام التقانة والانترنت والتي باتت منتشرة كثيراً في مجالات التدريس والتعلم لافتاً إلى أن الجمعية ستوفر كل ما يلزم للمضي في هذا الاتجاه وستعمل على تفعيل مشاركة دورية للباحثين السوريين في المغترب وربطهم مع زملائهم الموجودين على أرض الوطن.
وفي كلمة عبر الانترنت أكدت الوزير المفوض مدير إدارة المغتربين في وزارة الخارجية والمغتربين رانية الرفاعي أن الوزارة أولت أهمية كبيرة للمغتربين السوريين وذلك من خلال القرارات والتعليمات التي تصدرها بشكل دائم لتواكب احتياجاتهم وتسعى باستمرار لتقديم التسهيلات لهم في وطنهم الأم وتعزيز سبل تواصلهم مع ذويهم والاستفادة من قوة إمكاناتهم والعمل من خلالهم على تحسين علاقة الوطن بالبلدان التي يقيمون فيها كما أن للمغتربين دوراً مهماً في إعادة رسم الصورة النمطية الحضارية عن سورية من خلال دورهم في توضيح حقيقة ما تتعرض له البلاد من أعمال إرهابية تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار فيها.
وفي كلمة مماثلة اعتبرت الدكتورة أيسر ميداني رئيس مجلس أمناء شبكة العلماء والتقانيين والمبتكرين السوريين في المغترب “نوستيا” أن تنظيم المؤتمر في ظل الظروف الحالية هو تحد من أجل إعلاء صوت سورية ومكانتها على المستويين الدولي والعلمي وإعادة إعمارها وتعزيز أمنها الغذائي والدوائي معربة عن أملها في أن يتعاون المغتربون مع جميع المؤسسات البحثية في سورية ومع الشركات الخاصة بما يخدم مرحلة إعادة الإعمار.
الدكتور عماد الصابوني رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي لفت في كلمة عبر الانترنت إلى أن البرنامج الوطني لسورية ما بعد الحرب يهدف إلى وضع خطة استراتيجية شاملة للدولة والمجتمع لمعالجة آثار الأزمة والخروج من الحرب ومواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية واستعادة مسارات التنمية مبيناً أن قضايا التحول إلى اقتصاد المعرفة تندرج تحت مجموعة من العناوين منها بناء منظومة التعليم والابتكار والبحث العلمي واستراتيجية التحول الرقمي وبناء بيئة الأعمال وتعزيز التنافسية وحماية الملكية الفكرية والصناعية وإدارة الجودة.
وكان المؤتمر العلمي الأول للباحثين السوريين المغتربين ركز العام الماضي على أربعة محاور أساسية في المجالات الطبية والدوائية والهندسية والتقانات المتقدمة والبيئة والموارد الطبيعية والطاقة والمجال الاقتصادي وتطوير البنى التحتية وأوصى المشاركون في ختامه بضرورة مأسسة عملية التعاون بين الجهات العلمية البحثية والقطاعات الإنتاجية والخدمية فيما بينها من جهة وبين الباحثين السوريين المغتربين من جهة أخرى.
|
|