سيريانديز
مع بدء تطبيق الفريق الحكومي في سورية للإجراءات الاحترازية لمنع تفشي وباء كورونا المستجد كوفيد 19، شكلت صفحات وسائل التواصل الاجتماعي خاصة “الفيس بوك” منصة مهمة لتداول أخبار الوباء والحالات المشتبه بها وكل ما يتعلق من أخبار عن الوباء صادرة عن الوزارات المعنية.
في “البعث ميديا” أجرينا دراسة تحليلية لواقع النشر في صفحات الوزارات التي على تماس مباشر مع الحدث، فاخترنا الفترة من الثالث عشر من آذار وهو يوم صدور أولى قرارات الفريق الحكومي لمواجهة الوباء ولغاية الثاني عشر من نيسان، وتحليل منشورات صفحات وزارات (الصحة والداخلية والتجارة الداخلية وحماية المستهلك والشؤون الاجتماعية والعمل) إضافة لصفحة المكتب الإعلامي في محافظة دمشق، ورصد عدد وطبيعة المنشورات وحجم التفاعل معها.
المحتوى:
استحوذت المنشورات بشكل رئيسي على الأخبار والتعليمات والتوجيهات والقرارات الحكومية المتعلقة بمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد، لاسيما ما يتعلق بدوام المؤسسات والشركات والإدارات المركزية ونسب دوام الموظفين وآليات تأمين المواد الغذائية من خبز ومواد أساسية و نشرات أسعارها، وسواها من القضايا الخدمية الطارئة.
كما حجزت أخبار الإجراءات الاحترازية لمواجهة الوباء وكيفية الوقاية منه وحملات الرش والتعقيم عدد كبير من المنشورات بمعدل 152 منشور في صفحة محافظة دمشق، و97 منشور في صفحة وزارة الصحة.
ولوحظ تطور أدوات النشر عبر الاستعانة بطرق ووسائل تلفت انتباه المتصفحين بالاعتماد على تقنيات التصميم والفوتوشوب والفيديو، فمثلاً قامت صفحة محافظة دمشق بنشر إنفوغراف عن عدد الإصابات وحالات الشفاء والوفاة، فيما وظفت صفحة الصحة التقنيات لنشر التحديث اليومي للفيروس وأخبار التوعية والوقاية منه وأماكن توزع مراكز الحجر والعزل الصحي وغيرها من الأمور المتعلقة بالفيروس.
وحازت أخبار الضبوط والمخالفات التي قامت بها دوريات حماية المستهلك على حيز مهم من الأخبار المنشورة، بـ 55 منشور على صفحة التجارة الداخلية شمل كل مديرياتها، في حين تم نشر 20 منشور في صفحة محافظة دمشق لمخالفات في دمشق حصراً، فيما نشرت صفحة الداخلية 33 منشور عن تطبيق حظر التجول، و44 منشور عن الجرائم التي قامت الوحدات الشرطية بالكشف عنها وتقديم المجرمين إلى العدالة.
وشكلت التقارير الصحفية المنشورة في وسائل الإعلام الوطنية العامة والخاصة المرئية والمسموعة مادة أساسية لتعزيز المحتوى المنشور في الصفحات من خلال مشاركتها.
وكان لافتاً نشر العديد من المنشورات التي تحقق الدعاية والترويج للمواقع والقنوات الإلكترونية الرسمية الخاصة بالوزارات على الويب أو مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى بـ 10 منشورات على صفحة الداخلية، وثلاثة على صفحة الصحة، إلا أنها كانت قليلة نسبياً.
فيما تراجعت الأخبار التي كانت سائدة في الفترة التي سبقت إجراءات الحكومة لمواجهة الوباء المستجد بشكل ملحوظ لتكون كالتالي:
1- منشور واحد في الصحة عن عملية جراحية في مشفى مصياف الوطني
2- منشور واحد في التجارة الداخلية عن لقاء الوزير مع المواطنين في اليوم المحدد أسبوعياً.
3- منشور واحد في الداخلية عن عملية نوعية جراحية في مشفى الشرطة
4- منشور واحد في الشؤون الاجتماعية والعمل عن رصد 68 حالة تسول.
5- منشورين في صفحة المحافظة الأول عن الأسماء المقبولة للترشح لانتخابات مجلس الشعب، والثاني توضيح عن سبب عكارة المياه في عين الفيجة.
التفاعل
حازت المنشورات المرتبطة بشكل مباشر بوباء كورونا المستجد سواء إعلان إصابة أو شفاء أو وفاة، على العدد الأكبر من التفاعلات بين المتصفحين على الموقع الأزرق ولكن بنسب متفاوتة، فمثلاً المنشور الذي نشرته وزارة الصحة في /22 – 3 / عن أول إصابة بكورونا سجل /5400/ تفاعل و/1600/ تعليق و/627/ مشاركة، فيما كان التفاعل مع تسجيل أول وفاة في منشور نشرته صفحة الصحة أيضاً /15 ألف/ تفاعل و/3500/ تعليق و /485/ مشاركة، فيما سجل منشور عن إلقاء القبض على مجرمين قتلوا طفلة في حمص على صفحة الداخلية على /11479/ تفاعل و/3258/ تعليق و/ 205/ مشاركة.
هذه الأرقام المسجلة تؤكد مدى المتابعة من قبل المتصفحين لأي خبر يهم الرأي العام سواء كان صحياً أو اجتماعياً، وهي أرقام لم تسجلها الصفحات سابقاً، ففي دراسة نشرت في السابع من آب 2019 على موقع /البعث ميديا/ استهدفت كامل صفحات وزارات الحكومة على فيس بوك، وبالتدقيق مع المعلومات المسجلة في الدراسة الحالية نلمس بشكل واضح تطور الصفحات من حيث عدد المتابعين الكلي فمثلاً صفحة وزارة الصحة كان عدد متابعيها لا يتجاوز 10 آلاف معجب، واليوم وصل عدد متابعيها أكثر من ربع مليون معجب، والأمر ينسحب كذلك على عدد المنشورات المنشورة والتي زادت في جميع الصفحات بنسبة ثلاثة أضعاف المنشور سابقاً وفيما يلي جدول يوضح ذلك.
وخلال رصد باقي صفحات الوزارة الأخرى، فقد كان لافتاً أن عدد من الوزارات استفادة من المنصات الإلكترونية المتاحة لعرض إنتاجها العلمي والثقافي وأحياناً المبادرات التي قام بها العاملون في الوزارة لمواجهة وباء كورونا، فنشرت صفحة وزارة الثقافة روابط لبث الأفلام السينمائية السورية المنتجة حديثاً، والكتاب الالكتروني، وبث الأمسيات الشعرية والغنائية وحفلات الأوركسترا الوطنية، ومعارض الفن التشكيلي الافتراضية، وإقامة مسابقات إلكترونية للأطفال “ارسم عن كورونا”، فيما نشرت صفحة وزارة التربية جداول الدروس التعليمية على الفضائية التربوية للشهادتين التعليم والأساسي والثانوية، فيما قامت وزارة الاتصالات والتقانة بنشر منشورات عن دراسات قام بها مركز أمن المعلومات التابع لها يحذر من الاستغلال الإلكتروني والقرصنة في زمن كورونا.